لندن ـ كاتيا حداد
تواجه أوروبا الكثير من المشاكل في عام 2017، فهى غارقة في التطرف، والحدود، والهجرة، والاقتصاد، وقالت أنا لينا هوغناور، باحثة في معهد العلوم السياسية في جامعة لوكسمبورغ، "إنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها أوروبا أزمة"، ولكن "المشكلة أن هناك مزيجًا من الأزمات"، وفيما يلي بعض القضايا والأحداث المدمرة المحتملة والتي تلوح في الأفق لهذا العام والتي يمكن أن تعيد تشكيل - أو على الأقل تعميق – كسور ومشكلات الاتحاد الأوروبي، المكون من 28 دولة، كتلة 28 دولة بكثافة سكانية تصل إلى أكثر من نصف مليار نسمة وأكبر منطقة تجارة حرة موحدة في العالم.
خروج بريطانيا وعدم الاستقرار
من المقرر بدأ مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم "Brexit،" التي تم المواقفة عليها في نتائج استفتاء في يونيو/حزيران الماضي، رسميًا بحلول نهاية مارس، وهو الموعد النهائي الذي فرضته على نفسها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، الفترة التي سبقت تلك المفاوضات – تعقيدًا، ولكن بعد حكم المحكمة العليا ضد قرار السيدة ماي وإلزامها بالحصول على موافقة البرلمان للبدء العملية زاد الأمر تعقيدًا وخلق الكثير من الشكوك.
كما لن تنتظر البنوك الكبرى والشركات متعددة الجنسيات التي تعمل في لندن وأماكن أخرى في بريطانيا نتائج المفاوضات، التي من المتوقع أن تستمر لعامين، الأمر الذي سيحدد نطاق الوضع المتغير في البلاد، فهم حاليا يقومون بخطط طوارئ لنقل آلاف من فرص العمل في أماكن أخرى، ما دفع أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين حريصين على الحصول على تلك الوظائف وجذب هذه البنوك إليها، فيما اقترح بعض القادة معاقبة بريطانيا اقتصاديًا للحد من انشقاق مزيد من الدول، ويهدد قرار بريطانيا أيضًا بأحداث تغييرات جغرافية التي من شانها أن تزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي، وفيما صوتت كل من أسكتلندا وإيرلندا الشمالية على البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، إلا إنها الأن قد تتحرك لمغادرة بريطانيا، حيث ويعتبر الآن من المرجح – قيام أسكتلندا باستفتاء جديد على استقلالها.
تركيا والانضمام إلى أوروبا
منذ أكثر من عقد من الزمن، تتفاوض تركيا لتصبح عضوًا في الاتحاد الأوروبي، ولكن هذا الاحتمال قد تحول إلى عدم الانضمام، وذلك جزئيًا بسبب الإجراءات الاستبدادية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وخصوصًا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يونيو/ تموز الماضي، وقد اقترح السيد اردوغان إجراء استفتاء في تركيا هذا العام حول سحب طلب العضوية فيها، وذلك مع تزايد غضب اردوغان من الاتحاد الأوروبي، كما اقترح السيد اردوغان أيضًا إلى سعيه لاستعادة عقوبة الإعدام في تركيا، الخطوة التي يقول زعماء أوروبيون آخرون أن تُبعد البلاد من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بالكامل، ومع ذلك، يكره المسؤولون الأوروبيون تعليق المفاوضات خوفًا من أن يلغي أردوغان اتفاق الحد من تدفق المهاجرين واللاجئين من تركيا إلى أوروبا.
اليونان وأزمتها الاقتصادية
على الرغم من تراجع أخبار اليونان من تصدر عناوين الصحف، إلا أن الاقتصاد اليوناني لا يزال ضعيفًا وبحاجة إلى المزيد من تخفيف عبء الديون، فقد جاء تراجع أخبارها نتيجة تصدر أخبار الهجمات المتطرفة واتفاقية البريكست والانتخابات المقبلة في هولندا وفرنسا وألمانيا، وعلى الرغم من القيام بثلاث عمليات إنقاذ في الخمس سنوات الماضية، إلا أن معدلات الفقر تتزايد ومعدلات البطالة ارتفعت في أوروبا، ومع تراجع رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس من حزب سيريزا اليساري، الذي وصل إلى السلطة في عام 2015 في استطلاعات الرأي، حيث هدد بمغادرة منطقة العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي، يزداد احتمال وجود اضطراب سياسي وإجراء انتخابات جديدة في القريب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر