أنقرة - المغرب اليوم
تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا خلال الأشهر العشرة الأخيرة، بنحو 17%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليسجل ثمانية مليارات و290 مليون دولار. ووفق بيانات وزارة الاقتصاد التركية، بلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية خلال أكتوبر / تشرين الأول الماضي نحو 800 مليون دولار. ويأتي تراجع الاستثمارات متسقًا مع التوقعات، بأن تتأثر السوق التركية سلبًا بالمخاطر السياسية الجارية، وارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية أمام الليرة التركية، فيما رجحت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني أن يكون 2018 عامًا صعبًا على الشركات التركية.
وقال محللون إن تركيا تتعرض لأزمات اقتصادية معقدة، تسببت في تحويل ميزانها التجاري والميزانية العامة من الفائض إلى العجز، مع تراجع فرص العمل وارتفاع التضخم إلى 13%، للمرة الأولى منذ ثماني سنوات. ووصلت الديون الخارجية للقطاع الخاص في تركيا إلى 235.3 مليار دولار.
وعلى صعيد آخر، أظهرت بيانات لوكالة طاقة الرياح التركية، أن البلد أنتج ما قيمته 12.3 مليار دولار من طاقة الرياح، خلال الأعوام الـ11 الماضية. وأشارت البيانات إلى أن الطاقة المنتجة من الرياح وصلت إلى نحو 6500 ميغاوات، ارتفاعًا من 146 ميغاوات عام 2007. واقتربت قيمة الاستثمار التركي في هذا المجال من خمسة مليارات دولار خلال عام 2017 فقط، واحتلت مدينة إزمير، على ساحل بحر إيجة، المرتبة الأولى بـ1.333 ميغاوات من إجمالي الطاقة المركبة المنتجة في البلاد، تلتها مدينة بالكسير في منطقة مرمرة، حيث بلغ إنتاج الطاقة فيها 1.069 ميغاوات، وأنتجت مدينة مانيسا في منطقة بحر إيجة 650 ميغاوات، لتحتل المرتبة الثالثة على مستوى البلاد.
وتعمل في تركيا 158 شركة في إنتاج طاقة الرياح، بقدرة إنتاجية تبلغ 6500 ميغاوات، في حين يجري تنفيذ 32 مشروعًا بقدرة 808 ميغاوات من الطاقة المركبة. ووفقًا لبيانات وكالة طاقة الرياح، فإن الطاقة الكهربائية المنتجة من الرياح تشكل 8% من إجمالي الطاقة المنتجة في البلاد. وقال رئيس الوكالة، مصطفى سردار أتاسيفين، في تصريحات صحافية، الأحد، إن تركيا عززت قدرة استيعاب الطاقة المركبة من طاقة الرياح، وجذبت قدرًا كبيرًا من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، خلال السنوات الخمس الماضية.
ولفت سردار إلى أنه مع إضافة 2130 ميغاوات من الطاقة، التي ينتهي العمل عليها بحلول نهاية العام الجاري، والانتهاء من المناقصات، بالإضافة إلى مشروع منطقة موارد الطاقة المتجددة التركية، فإن القدرة الاستيعابية من طاقة الرياح في تركيا ستنمو بنحو 4 غيغاوات خلال فترة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات. وأكد سردار أهمية استفادة تركيا من الاستثمارات الخاصة، لتلبية الطلب المتزايد لضمان استدامة سوق طاقة الرياح المتنامية في تركيا، مشيرًا إلى أنه رغم الاستثمارات والمناقصات، ستكون هناك فجوة بين الاستثمار والقدرة بين عامي 2018 و2019.
وكشف سردار عن أنه من أجل تلبية مطالب المستثمرين، وخصوصًا الذين يملكون تقارير الأثر البيئي ورخص توليد الكهرباء، يجب توفير المزيد من قدرة استيعاب الطاقة الكهربائية لهم، لحثهم على زيادة استثماراتهم والقدرة المركبة. وعقدت أول مناقصة لطاقة الرياح في تركيا، بقدرة 1000 ميغاوات، في أنقرة، خلال أغسطس / آب الماضي، حيث فاز بالعطاء اتحاد "سيمنز غامسا للطاقة المتجددة - توركلار - كاليون للطاقة"، في المناقصة التي طرحتها منطقة موارد الطاقة المتجددة التركية. وتملك تركيا 11 غيغاوات من مخزون طاقة الرياح، وتسعى للوصول إلى 20 غيغاوات من الطاقة المركبة بحلول عام 2023، كما تهدف إلى إنتاج 100 غيغاوات من الطاقة الكلية في الفترة ذاتها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر