خطوات الانتقام بين أميركا والصين تدخل مرحلة الخطر وتقترب من حرب تجارية
آخر تحديث GMT 13:19:44
المغرب اليوم -

بعد تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية بقيمة 200 مليار دولار

خطوات الانتقام بين أميركا والصين تدخل مرحلة الخطر وتقترب من حرب تجارية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خطوات الانتقام بين أميركا والصين تدخل مرحلة الخطر وتقترب من حرب تجارية

الحرب التجارية بين الصين واميركا
واشنطن - المغرب اليوم

تعاني الأسواق في جميع أنحاء العالم من خسائر بعد أن اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوة أخرى، مقتربًا من حرب تجارة مفتوحة مع الصين، وأصدر ترامب تعليمات إلى المسؤولين الأميركيين بوضع خطط لتعريفات على 200 مليار دولار من الواردات الصينية، في أحدث خطوة انتقامية بين البلدين.

وبرر ترامب تصرفه كرد على "الرد الصيني"، إذ حددت الصين 50 مليار دولار من الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية خلال عطلة نهاية الأسبوع، كخطوة انتقامية من التعريفات الأميركية الأصلية التي وُضعت في وقت سابق من العام الجاري، وتنحرف هذه الممارسات المتمثلة في الضغط الشديد والتصعيد المتبادل عن توافق الرأي الذي توصل إليه الطرفان خلال العديد من المفاوضات، كما أنها خيبت أمل المجتمع الدولي.

ويرى خبراء أنه في حال استمرار الجانب الأميركي في إصدار القائمة المنتظرة، فإن الصين ستضطر إلى اتخاذ تدابير شاملة من حيث الكم والكيف من أجل اتخاذ إجراءات مضادة قوية.

ورغم تأكيدات دائمة في أوساط المحللين والخبراء بعدم جدوى الحرب التجارية وأنها لن تفيد أحداً، فإن أمل المجتمع الدولي لا يزال معلقًا دائمًا بأن الحرب لن تحدث في الواقع، بخاصة أن الاقتصاد الصيني يمر بعملية تخفيض كبيرة في الديون، كما أن حجم الواردات الأميركية في الصين (وهي الواردات التي ستُفرض عليها تعريفات انتقامية) سينفد قريبًا، وهي أمور من شأنها أن تنقل التفاوض إلى منطقة أكثر ديناميكية وبناءً.

ويُتوقع أن تفرض الصين تعريفات أعلى من 10% إذا أرادت فعلًا أن ترد على التعريفات الانتقامية لترامب. ويدور السؤال المقلق الآن بشأن كيفية توجه بكين إلى الانتقام من تصرف الرئيس الأميركي، حيث يمكن أن تؤدي الخطوة الانتقامية الصينية إلى رفع أسعار المدخلات، الأمر الذي سيدفع الشركات الصينية إلى تمرير التكاليف المتزايدة إلى المستهلكين أو تآكل الأرباح؛ وهي في كلتا الحالتين ليست بالنتيجة المواتية وفق تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط".

وتشير التطورات الأخيرة إلى تراجع الانفراج الأخير في محادثات التجارة بين الطرفين، فقد شهدت العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين رقصة اقتصادية تميزت بما أطلق عليه المحللون "خطوتان إلى الخلف لكل خطوة إلى الأمام".

وأصبح خطر نشوب حرب تجارية شاملة بين الولايات المتحدة والصين أكثر واقعية لطرفين لا يريدان التراجع، بخاصة أن كل طرف يستخدم تهديد الحرب لتعزيز الموقف التفاوضي، لكن على المدى الطويل يمكن أن يكون موقف السياسة الأميركية أضعف، مع استعداد لإجراء انتخابات نصف المدة. وما يثير قلق الجانب الأميركي رد الصين وإمكانية تضرر الشركات الأميركية الكبيرة، مما يحوّل الرأي العام الأميركي إلى معارضة التعريفات الجمركية.

ويرى مايلز باين، محلل أسواق المال في مجموعة "صن غروب" الأميركية، في تحليله لـ"الشرق الأوسط"، أن المستثمرين على حق في القلق. ورجّح باين أن يؤدي أي انتقام من بكين إلى تأجيج الحرب التجارية المتصاعدة مع واشنطن، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي على الأسهم ويزيد من معدلات المخاطرة.

وتابع"فعليًا ليس المستثمرون وحدهم المضطربين من الوضع الحالي، لأن تحول أكبر القوى العظمى في العالم إلى الحمائية له تداعيات عالمية، فربما تنمو الشركات الدولية بشكل أقل تنافسية بسبب التعريفات الجمركية، ويمكن أن ترتفع تكلفة المواد الخام التي يتم شراؤها من الخارج بنسب تتراوح من 10 إلى 20%، غير أنه من المحتمل أن أي إجراء إضافي من الولايات المتحدة أو الصين قد يضع حداً لصعود الأسواق الحالي، والذي كان من المتوقع أن يمتد حتى نهاية العقد.

وترجع تصرفات ترامب الحالية لحملته الانتخابية عام 2016، حين وعد بحماية الوظائف الأميركية وإعادة التفاوض بشأن العجز التجاري الأميركي مع دول العالم، حيث تعاني الولايات المتحدة من أكبر عجز تجاري في العالم (بمعنى أنها تشتري المزيد من السلع والخدمات من دول أخرى أكثر من التي تبيعها في الخارج)، وذلك بقيمة بلغت 568 مليار دولار العام الماضي، والصين لها نصيب الأسد من هذا العجز في ما يتعلق بالسلع، حيث تصدّر للولايات المتحدة بما يقرب من 376 مليار دولار أكثر مما اشترت من المنتجين الأميركيين.

ويتوقع أن تضر الحرب التجارية بين قطبي الاقتصاد العالمي بأرباح الشركات، الأمر الذي من المرجح أن يؤدي إلى ضعف نمو الأجور والمزيد من خفض الوظائف، في وقت حساس للاقتصاد العالمي.

و لا يمكن استبعاد أيٍّ من سيناريوهات التفاوض أو التصعيد في الأسابيع المقبلة؛ لكن الموقف بشكل عام يبدو ممزوجًا بكثير من الاضطراب والتوتر، مع احتمالات واسعة لاندلاع حرب تجارية شاملة بين أكبر اقتصادين في العالم.

ومن حيث التأثيرات الاقتصادية، فإن 25% من التعريفات الأميركية على 50 مليار دولار، بالإضافة إلى 10% من الرسوم الجمركية على الواردات بقيمة 200 مليار دولار من الصين، مع قيام الصين برد مماثل، أو ما يعرف بـ"واحد إلى واحد"، من شأنه أن يقلل من نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (المعدل وفقاً لأسعار التضخم) في كلٍّ من الصين والولايات المتحدة بنحو 0.3% و0.2% على التوالي خلال 2019-2020.

ولا يبدو أن هناك شكاً في أن المستثمرين كانوا أكثر سعادة بالسياسات الاقتصادية الأميركية العام الماضي عندما ركزت على التخفيضات الضريبية، عن العام الجاري عندما تحولت إلى الحمائية التجارية.

ويخشى باقي الدول من الشظايا والأضرار الجانبية الناجمة عن تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي من المتوقع أن تصل إلى العديد من الدول الآسيوية التي تشكل جزءاً من سلسلة الإنتاج الصناعي في الصين، وفي قطاعات مثل المنتجات الكهربائية والإلكترونية. 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطوات الانتقام بين أميركا والصين تدخل مرحلة الخطر وتقترب من حرب تجارية خطوات الانتقام بين أميركا والصين تدخل مرحلة الخطر وتقترب من حرب تجارية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان السعودي أبو بكر سالم بعد صراع طويل مع المرض

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 09:56 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يقطعون 2600 كلم بين ملاعب مونديال روسيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib