لندن ـ سليم كرم
أصدر صندوق النقد الدولي تقريرا في أكتوبر/ تشرين الأوَّل الماضي، حذّر فيه العالم من "التحديات الاقتصادية الكبيرة" التي تنتظره "لمنع حدوث الكساد العظيم الثاني"، وربما يعني هذا التقرير أن العالم على حافة انهيار مالي قادم.
ورغم أن الاقتصاد شيء يصعب التنبؤ به بشكل نموذجي لكنّ هناك عدة عوامل أثارت تقلبات عميقة في السوق العالمية مؤخرا، لذا نشرت صحيفة "إكسبرس" البريطانية بعض هذه المتغيرات والعوامل ومدى تأثيرها على الاقتصاد العالمي.
أقرأ المزيد :
صندوق النقد الدولي يمنح المغرب 2.97 مليار دولار لحماية الاقتصاد
سعر الذهب
أوضح أدريان آش، رئيس قسم الأبحاث في شركة "بوليان فولت"، أن هناك علاقة بين ارتفاع سعر الذهب والأداء الضعيف لسوق الأسهم، وارتفع سعر الذهب بنسبة 23.30 في المائة، أو 5.78 جنيها إسترلينيا لكل غرام، على مدار 5 أعوام، وفقا إلى مواقع الإلكترونية، أما من ناحية اليورو ارتفع سعر الذهب بنسبة 16.76 في المائة خلال النصف الأخير من العقد، مع تغيير قدره 4.97 يورو لكل غرام، أما بالنسبة إلى سعر الذهب بالدولار الأميركي انخفض بنسبة 1.55 في المائة على مدى 5 أعوام ليصل إلى 0.62 دولارا لكل غرام.
وشهد هذا الأسبوع ارتفاع سعر الذهب بالدولار الأميركي بسبب المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي، ويقول أدريان آش: "بالنسبة إلى المستثمرين والمدخرين في المملكة المتحدة فإن مكاسب الذهب منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأوَّل تعكس الانخفاض بنسبة 7 في المائة في مؤشر فوتشى 100 بشكل شبه تام، وقال آش للصحيفة "قد يكون هذا بمثابة تحذير بأن هناك أعواما مقبلة من الخسائر في سوق الأوراق المالية".
مؤشّر داو جونز الصناعي
استمرّ مؤشر داو جونز الصناعي في الانخفاض هذا الأسبوع، متراجعا بأكثر من ألف نقطة من 25.413.22 مسجّلا الجمعة 24.373.05 نقاط، وكان أكتوبر/ تشرين الأوَّل 2018 من أكثر الشهور المضطربة خلال 118 عاما بالنسبة إلى مؤشر الأسهم الأميركية، وتكمن أهمية المؤشر للسوق العالمية، لأن مؤشر داو جونز ميزان أو معيار للأسعار، مما يعني أن الأسهم ذات أسعار المرتفعة تعطي وزنا أكبر في المؤشر، وفقا إلى موقع investopedia.com.
وقال ديفيد كوستين كبير محللي الأسهم في بنك جولدمان ساكس، لقناة "سي إن بي سي": "ببساطة، بدأت الأسهم بالفعل في تحمل مخاطر التباطؤ الاقتصادي"، كما قال كيم توماس مايسون، وهو تاجر لدى شركة "سبريد إكس"، للصحيفة: "من منظور تقني فإن القمة المزدوجة الأخيرة تشير إلى أننا قد نرى اتجاها هبوطيا قصير الأجل ولا تبدو الأسعار مظبوطة لتكسر مستوى المقاومة حول 26700 علامة".
العملة الرقمية المشفرة
كان سعر عملة البيتكوين أكثر من 14000 دولار في يناير/ كانون الثاني، لكن الآن فقدت جميع الأصول الرقمية ما يقرب من 700 مليار دولار من قيمتها السوقية، وشهد هذا الأسبوع انخفاضا في سعر البيتكوين مقابل 4000 دولار، وتعد هذه المرة الأولى منذ عام التي تنخفض فيها العملة العملة الرقمية إلى أقل من 5 آلاف دولار، وأدى انخفاض البيتكوين إلى انخفاض العملات الافتراضية الأخرى المنافسة وهي أثير ووليتكوين وXRP.
وأكد نايجل غرين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة ديفيري المالية، على أن الانخفاض في بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة يمكن أن يكون له تأثير أوسع على السوق العالمية، مع وجود تأثير متدنٍّ محتمل على الأسهم.
وقال لـ"إكسبرس": "من المحتمل أن يكون لهذا الاضطراب تأثير أوسع على الأسهم العالمية، إذ إن العملات المشفرة أصول بديلة".
أسعار الفائدة الأميركية
أثار المستثمرون الكثير من المخاوف بشأن احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع توقع المزيد من الزيادات في رفع عائدات السندات، وهو ما ترك السوق العالمية مترنحة بسبب التأثير التضخمي لارتفاع الأسعار، إذ شهدت الأسهم في آسيا على وجه الخصوص تراجعا في أكتوبر/ تشرين الأوَّل مع بدء المستثمرين في البيع.
أسهم التكنولوجيا
بالإضافة إلى انخفاض قيمة مؤشر "داو جونز" تراجعت الأسهم في بعض أكبر شركات التكنولوجيا العملاقة في العالم بما في ذلك أسهم فانغ هذا الأسبوع، وتلقى قطاع التكنولوجيا ضربة قوية لأسهمه لليوم الثاني على التوالي، مع تراجع أسهم "فيسبوك" بنسبة 0.9 في المائة.
وانخفضت أسهم "فيسبوك" بـ5.7 في المائة الإثنين الماضي بسبب تقرير "وول ستريت جورنال" السلبي الذي يدّعي أن الشركة تبنت أسلوبا عدوانيا، كما أفادت التقارير بأن "مارك زوكربيرغ" قال إن "فيسبوك" في حالة حرب و"خطط لقيادة الشركة وفقا إلى ذلك" في أعقاب فضيحة شركة "كامبريدج أناليتيكا" وكيف تعامل "فيسبوك" مع الموقف.
قد يهمك أيضًا :ارتفاع الدين العالمي لأكثر من 180 تريليون دولار خلال العام الماضي
لاغارد تؤكّد أنّ احتجاجات فرنسا تُؤثِّر على الاقتصاد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر