يبدو أن المواجهة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والصين في حربهما التجارية، ستبدأ قريبا. فقد ذكر موقع "بيزنس إنسايدر"، ان ترامب سيلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة "مجموعة العشرين" في "بوينس ايرس" عاصمة الارجنتين، وسيحضر مأدبة عشاء رسمية مع الزعيم الصيني اليوم السبت.
وأضاف الموقع، يمكن للاجتماع مع شي، تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة والصين تستطيعان حل الخلافات بينهما إلى حد كبير وتخفيض التعريفات الجمركية التي تؤثر على أكثر من نصف التجارة بين البلدين. أو قد يكون الناتج هو استمرار الحرب التجارية بين البلدين والتي لن تنتهي على المدى البعيد.
وأوضح الموقع، إن المعركة التجارية بين الولايات المتحدة والصين بدأت منذ عقود ، حيث أثر صعود بكين الاقتصادي والسياسي على هيمنة الولايات المتحدة على المسرح العالمي.
وبعد عام من مغازلة الصين كحليف في المفاوضات مع كوريا الشمالية، تحول موقف ترامب ضد بكين في مارس/آذار من العام الجاري مع الإعلان عن التعريفات الجمركية على البضائع الصينية. وقالت واشنطن إن التعريفات كانت تدبيراً ضرورياً لمعاقبة الصين على سرقة مزعومة للملكية الفكرية في الولايات المتحدة ، وأنها ستجبر الحزب الشيوعي الحاكم على إصلاح سياساته الاقتصادية".
وبعد بضعة أشهر من المفاوضات غير الناجحة ، فرض ترامب الدفعة الأولى من التعريفات الجمركية ضد الصين في يوليو/تموز. وقد أدى هذا التراجع إلى الوضع الحالي حيث بلغت التعريفات الجمركية الأميركية على السلع الصينية بقيمة 250 مليار دولار والتعريفات الصينية على السلع الأميركية بقيمة 110 مليارات دولار.
وحذر الاقتصاديون من أن تصعيد الحرب التجارية أو السماح بابقاء التعريفات الجمركية لفترة ممتدة سيضر بشدة بالاقتصاد الأميركي. كما حذرت الشركات الأميركية من أن التعريفات تضر بمصالحها ، ويتعرض المزارعون الأميركيون للإضطراب بسبب الإجراءات الانتقامية ضد الصين.
وأشار الموقع إلى أنه إذا لم يتمكن شي وترامب من التوصل إلى اتفاق ، فإن البلدين سيدخلان ما أسماه بعض الخبراء بـ "الحرب الاقتصادية الباردة ". ومن المحتمل أن تمضي الولايات المتحدة قدما في فرض رسوم جمركية على البضائع الصينية المتبقية والبالغة 255 مليار دولار والتي لا تخضع للتعريفة الجمركية.
وهذه الحزمة الجديدة من الرسوم الجمركية سوف تضغط على العديد من المنتجات الاستهلاكية الشعبية ، وقد حذر تجار التجزئة مثل "وول مارت" من أن هذه الخطوة ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار للعملاء، في حين أن المخاوف الاقتصادية والقمة قد جمعت بين الزعيمين في بوينس آيرس ، فإن معظم الخبراء يتفقون على أن اجتماع ترامب وشي لن يحقق نتائج تذكر.
وقال ستيوارت باتريك، عضو المجلس الأميركي للعلاقات الدولية: "لا تبدو آفاق ما يمكن أن يأتي به لقاء بوينس آيرس تتخطى مجرد المسكنات المؤقتة". وأضاف باتريك: "في ظل حالة انعدام الثقة المتبادلة بين البلدين حالياً، فحتى التوصل إلى هدنة بينهما يبدو أمراً بعيد المنال".
ويكاد يجمع المحللون على أن أقصى ما يمكن أن يصل إليه ترامب وبينغ خلال اللقاء هو الاتفاق على تأجيل فرض المزيد من التعريفات الحمائية.
وقال إد ميلز، محلل في مؤسسة "ريموند جيمس فاينيشال" الأميركية للخدمات المالية: "دأب المسؤولون في كل من البلدين على ترديد رطانة جوفاء يمهدون بها الطريق إلى اتفاق في بوينس آيرس ولكن من دون أي إشارة إلى نية حقيقية لدى أي من الطرفين للتراجع عن موقفه". وأضاف ميلز: "يبدو موقف البلدين أبعد ما يمكن عن التوصل إلى حل تفاوضي، وهذا معناه استمرار التصعيد في حرب التعريفات خلال ٢٠١٩".
وفي حال حدوث هذا السيناريو، فسيتضرر الجميع، حيث ستكون الخطوة المتوقعة من جانب ترامب في هذه الحالة هي بدء الجولة المقبلة من التعريفات التي سيفرضها على واردات بلاده من الصين. وتشمل هذه الجولة البضائع الصينية التي لم تطلها تعريفات جمركية حتى الآن، وتبلغ قيمتها الإجمالية 255 مليار دولار. وعندئذٍ، سيعاني المستهلك الأميركي قبل غيره.
حيث ستضطر سلاسل المتاجر الأميركية الكبرى، إلى رفع الأسعار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر