الرباط ـ المغرب اليوم
مارة نحو الإجراءات العملية انتقلت السلطات المغربية من الاعتراف بوضع الجفاف وتأثيراته إلى صياغة برنامج لوقف زحف المناخ على مكتسبات مختلف الميادين.وبحضور وزير الفلاحة والصيد البحري محمد الصديقي ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، طلب الملك محمد السادس من الحكومة تدابير لمواجهة الجفاف القائم وآثاره.وسيكلف البرنامج المخصص لتخفيف حدة الجفاف عشرة مليارات درهم، يساهم فيها صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمبلغ ثلاثة مليارات، بأمر من الملك محمد السادس.وبلغ المعدل الوطني للتساقطات إلى حد الآن 75 ملم، مسجلا بذلك عجزا بنسبة 64 في المائة مقارنة بموسم عادي. هذه الوضعية المناخية والمائية الحالية تؤثر سلبا على سير الموسم الفلاحي، خاصة الزراعات الخريفية وتوفير الكلأ للماشية.
لجان اليقظة
شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء سابقا، قالت إنه من الضروري تفعيل لجان اليقظة الآن في المناطق التي تعاني خصاصا، فضلا عن ضرورة الانتباه إلى الفلاحين الصغار الذين يعيشون وضعية مزرية.وشددت أفيلال، في تصريح، على أهمية تفعيل جميع المخططات الحكومية، ومباشرة حملات تحسيس واسعة النطاق لإقرار التعامل العقلاني مع الموارد المائية للبلاد.وأوضحت القيادية في حزب التقدم والاشتراكية أن سقي المساحات الخضراء والمركبات المتحركة مطلوب إعادة النظر فيها، رافضة رمي الحجر في هذا السياق الحساس على الحكومة.وأردفت أفيلال ضمن التصريح ذاته: “وجب تشجيع الحكومة على تنزيل كافة الإجراءات، فالمغرب أمام وضع خاص، ولا بد من تأمين ولوج الجميع للموارد المائية للبلاد”.
التدخل الملكي
محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، اعتبر أن “التدخل الملكي جاء في وقته، بعد مراكمة الحكومة لأخطاء كثيرة في هذا الباب”.وأضاف قروق، في تصريح، أن “الدولة لم تكن مستعدة لهذا السيناريو”، مشيرا إلى أن “الحلول يجب أن تكون على طاولة الحكومة قبل وقوع الكارثة ودخول مرحلة الخطر”.وأوضح الجامعي المغربي أن “المغرب يدبر دائما هذا الخطر باعتباره تهديدا دائما بالنسبة له، وقد تفاعل معه ببناء السدود وغيرها؛ لكن جرى إهمال وظائفها”
وأردف قروق، ضمن التصريح ذاته، أن السدود وكأنها لا تشتغل، متسائلا: “أين موقعها في ظل هذه الأزمة”، مؤكدا أن “الحكومة تفتقد لإستراتيجية حقيقية تهم الحد من تداعيات الجفاف”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر