ارتفعت أسعار النفط، الأربعاء، متعافية من أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، بعدما أظهرت بيانات للقطاع انخفاضًا كبيرًا في مخزون الخام الأميركي، ما يوحي بأن أكبر سوق للنفط في العالم قد يتحسن في وقت أسرع من المتوقع، وزاد خام القياس العالمي مزيج "برنت"40 سنتًا إلى 51.16 دولار للبرميل، والخام الأميركي الخفيف 40 سنتًا أيضًا إلى 48.72 دولار للبرميل.
وكان انخفض كل من الخامين بنحو ثلاثة في المائة إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع، الثلاثاء الماضي، بعد أنباء عن أن زيادة في إمدادات النفط الليبي ساهمت في تعزيز إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" الشهري من الخام في أيار/مايو، وهي أول زيادة شهرية منذ مطلع العام الجاري.
إلا أن بيانات المخزون الأميركي التي أعلنها "معهد البترول الأميركي" في وقت متقدم من الثلاثاء الماضي، ساعدت السوق على تعويض تلك الخسائر، وأظهرت بيانات المعهد أن مخزون الخام الأميركي انخفض 8.7 مليون برميل إلى 513.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 أيار/مايو، في مقابل توقعات محللين بانخفاضه 2.5 مليون برميل فقط، ويترقب المستثمرون إعلان إدارة معلومات الطاقة الأميركية البيانات الرسمية، لمعرفة ما إذا كانت ستؤكد بيانات معهد البترول الأميركي.
إلى ذلك، قال الأمين العام لـ"أوبك" محمد باركيندو، خلال منتدى اقتصادي في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، إن "الحديث عن موعد لفرض سقف على إنتاج ليبيا ونيجيريا النفطي لا يزال مبكرًا جدًا، إذ ما زال لدى البلدين قضايا كثيرة بحاجة لحل".
وفي شأن انخفاض أسعار الخام، أكد باركيندو أنه "ليس لدينا أيّ مشكلة مع من يكوّنون مراكز في السوق ونركز على الأساسات"، فيما أبلغ رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف باركيندو، أن روسيا ملتزمة في شكل كامل اتفاق خفض الإنتاج.
وفي السياق ذاته، أوضح وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن إنتاج روسيا من النفط انخفض بمقدار 305 آلاف و800 برميل يومياً في أيار، مقارنة بمستويات تشرين الأول/أكتوبر، ويزيد هذا الحجم عن 300 ألف برميل يوميًا، وهو ما تعهدت به موسكو في اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط.
إلى ذلك، بينت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن "أوبك" ناقشت تطبيق خفض إضافي في إنتاجها النفطي بنسبة تتراوح بين 1 و1.55 في المائة، وإنها قد تعيد طرح المقترح إذا ظلت المخزونات مرتفعة وواصلت الضغط على الأسعار.
وكانت قررت "أوبك" والمنتجون المستقلون بالإجماع خلال اجتماعهم في 25 أيار تمديد الاتفاق الحالي لخفض الإمدادات النفطية لمدة تسعة أشهر إضافية، وأفاد أحد المصادر بأن الفكرة المتداولة كانت توسيع نطاق خفض إمدادات المنظمة بنحو 300 ألف برميل يوميًا، وكان ذلك سيعني خفضًا إضافيًا بنسبة واحد في المئة تقريبًا من إنتاج نيسان/أبريل، الذي بلغ 32 مليون برميل يوميًا، ويرفع الخفض الكلّي الذي تعهدت به "أوبك" إلى 1.5 مليون برميل يوميًا من 1.2 مليون.
في سياق متصل بالأسعار، صرّح الرئيس التنفيذي لشركة "لوك أويل"، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، وحيد علي كبيروف إلى وكالة "تاس" للأنباء، بأن الشركة لا تتوقع ارتفاع أسعار النفط العالمية عن 60 دولارًا للبرميل في الأعوام الثلاثة المقبلة، قائلًا إن "لوك أويل تتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام 55 دولارًا للبرميل في 2018".
من ناحية أخرى، أشارت وزارة النفط العراقية في بيان إلى أن متوسط صادرات النفط العراقية ارتفع إلى 3.262 مليون برميل يوميًا في أيار، مقارنة بمتوسط نيسان البالغ 3.252 مليون برميل يوميًا، بسعر بلغ 46.108 دولار للبرميل، مضيفة أن صادرات النفط من الجنوب بلغت 3.240 مليون برميل يوميًا، في حين أن صادرات النفط من الشمال بلغت 22 ألف برميل يوميًا.
في سياق منفصل، قال الناطق باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد، إن وزير النفط جبار علي اللعيبي، عيّن نائبًا جديدًا لعمليات المنبع، في إطار إصلاح يهدف إلى تعزيز قدرة العراق على زيادة طاقة إنتاج النفط الخام، مؤكدًا في تصريح إلى وكالة "رويترز" أن كريم حطاب، الذي سيشرف على التنقيب والإنتاج، شغل من قبل منصب مدير عام "شركة الاستكشافات النفطية" المملوكة للدولة، وظل المنصب شاغرًا منذ أواخر العام الماضي عندما قرر اللعيبي تغيير مسؤولين كبار في الوزارة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر