الرباط-المغرب اليوم
لقد سمعنا أن العالم سيتغير بعد جائحة كورونا مئات المرات وربما آلاف المرات في الأشهر القليلة الماضية، كما أن هذا التغيير سيكون على حساب المنظمات والشركات، وفي آخر المطاف على الأفراد، وهذا واقع لا يمكن إنكاره.إن جائحة كورونا أنتجت عالما جديدا ومفاهيم متغيرة اقتصاديا وسط التحول الرقمي لكل جوانب الحياة، لدرجة أن العملة الرقمية ستصبح أداة مستخدمة على نطاق واسع للدفع في المستقبل ولن يبقى للناس والشركات سوى مدى استعدادهم للثقة بهذه العملة التي تم استخدامها لحد الآن كأداة استثمار.وفي إطار سرعة انتشار فيروس كورونا، اقترح البعض استعمال المحفظة الرقمية، على اعتبار أن الجائحة ستعجل بالفرج للعملات الرقمية، يبدو أن مسيرة التحول الرقمي للنظام المالي يسير بخطوات متسارعة، لقد أعلنت الصين عن انطلاق عملتها الرقمية وتم تجريبها في بعض المدن الصينية، ثم إعلان "فيسبوك" عن عزمه إطلاق عملته الرقمية "ليبرا"، وكذلك دول أخرى.
الكل يحلم بالتحكم بالاقتصاد الرقمي العالمي، ماذا عن "البتكوين"، لماذا لم نصنع عملة تشبهها ما سر قوة هذه العملة، إنها الخصوصية وقلة التكلفة، أي خفض التكاليف المرتبطة بإدارة النقد الورقي، وهي عبارة عن أصل مصمم ومسجل رقميا أي مشفر يصعب تزويره وكونها مبنية بتقنية "بلوك تشين" (عبارة عن مجموعة من الحواسب المترابطة مع بعضها) لديها مركز وهو نظام اقتصادي واحد حول العالم، ولكنها لا تخضع لمراقبة من طرف أية دولة أو سلطة رقابية أو بنك مركزي، ولا يتحكم فيها شخص واحد ولا تتجمع في مكان واحد، وهذا يعد عكس مفهوم اللامركزية.فعلى الرغم من حداثتها فإنها توصف بأنها الأسرع في المعاملات المحلية والدولية، كما أنه ليس لها وجود مادي "أوراق نقدية أو معدنية"، لكن لها خصائص مماثلة للعملات المادية تسمح بالمعاملات الفورية ونقل الملكية بسرعة، نظرا لمبدأ الثقة الكبيرة في "بلوك تشين" إذ لا يتعين عليك المرور عبر طرف ثالث مثل مؤسسة مالية أو بنك أنت فقط تعطيه مباشرة له ويتم تسجيل المعاملة على "بلوك تشين".
ورغم التحذيرات الرسمية من الاستثمار في تلك العملات غير الخاضعة لرقابة الدول، فإن ظهور الأبناك الجديدة أو ما يطلق عليها ب Neobanque مثالrevolut وN26 و Nickelوغيرها من التطبيقات تقدم التداول على هذه العملات.العملة الرقمية يراها الكثير على أنها عبارة عن صندوق أسود لا يفهم أحد ما بداخله، والإقبال على العملات الجديدة، كما أن انفتاح شهية البعض على تلك الأرباح الخيالية يضغط على الحكومات لشرعنة تداولها، إنها تعاملات البشر وتداولهم للعملات المشفرة هي التي تفرض على العالم إقرار التعاملات والعمل على تقنينها في ما بينهم.هاته الحقبة التي نعيشها مع العملة الرقمية الآن، تشبه حقبة انطلاق الشبكة العنكبوتية سنة 1985، إذ لا أحد كان يتخيل التطور الذي عرفته الآن، وكذا تأثيرها الكبير على سلوكيات ومعاملات البشرية جمعاء، وعلى الاقتصاد العالمي، حيث بدأ ظهور شركات عملاقة مثل "أمازون، غوغل، مايكروسفت...." والتي عرفت وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة، نجاحا كبيرا على عدة مستويات، وهذا ما يمكن التنبؤ به بالنسبة للعملة الرقمية في أفق سنة 2050.
قد يهمك ايضا:
مجموع الأسر المغربية المستفيدة من الدعم خلال جائحة “كورونا” تجاوز 5 ملايين
المغرب في المرتبة العاشرة عربياً في التقنيات المالية الحديثة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر