رغم أن جميع وزراء النفط والطاقة الذين صرحوا في الأيام القليلة الماضية أبدوا دعمهم لتمديد اتفاق خفض الإنتاج بين الدول في "أوبك" والمنتجين المستقلين خارجها لمدة 9 أشهر، فإن الخيارات لا تزال مفتوحة وقد يطول التمديد لأكثر من ذلك.فأمس أوضح إيغور سيتشن، رئيس أكبر شركة نفط روسية، وهي "روسنفت"، للصحافيين في سوتشي في روسيا، أنه ليس من المستبعد أن يتم التمديد لأكثر من تسعة أشهر.ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن سيتشن قوله: إن الهدف الرئيسي هو استقرار الأسعار، وهذا قد يتسبب في التمديد لفترة أطول، ما لا؟.
أما رئيس الأبحاث السابق في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، الدكتور حسن قبازرد، فقد أوضح أن تمديد العمل بالاتفاق لتسعة أشهر هو الخيار السليم حاليا، والسوق في الاتجاه الصحيح مع اتفاق أوبك، ولكن عودة السوق للتوازن قد تستغرق فترة أطول.وفي حديثه لـ"الشرق الأوسط"، أوضح قبازرد أن تعافي السوق بشكل كامل ونهائي قد لا يحدث قبل النصف الثاني من عام 2018.وأضاف: "لقد كانت السوق مريضة للغاية في السنوات الثلاثة الأخيرة بسبب ارتفاع المخزونات والإنتاج، وتعافي السوق من هذا المرض يتطلب مزيدا من الوقت".
ورأى أن الأسعار لن تتجاوز 55 دولارا في أحسن التقديرات هذا العام وستظل بين 50 و55 دولاراً.وقال: "لن نرى 60 دولارا قبل النصف الثاني من عام 2018 في نظري، لأن السوق لم تتعاف بشكل كامل، وسيظل هناك كثير من التذبذبات حتى ذلك الحين".
وأمس كشفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة تراجعت الأسبوع الماضي كما هبطت مخزونات المشتقات الوسيطة.وأضافت الإدارة في تقريرها الأسبوعي، أن مخزونات الخام انخفضت 1.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني عشر من مايو/أيار أو أقل من متوسط توقعات المحللين الذي كان يشير إلى هبوط قدره 2.4 مليون برميل.
وهذا يعني أن المخزونات الأميركية لا تزال فوق متوسط السنوات الخمس بنحو 127 مليون برميل.وارتفعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 577 ألف برميل يوميا، لتصل إلى 7.5 مليون برميل يوميا.وزادت أسعار عقود النفط مكاسبها إلى 1.5 في المائة، عقب نشر بيانات إدارة معلومات الطاقة، لتبلغ 52.56 دولار للبرميل من خام برنت القياسي العالمي، و49.43 دولار للبرميل من الخام الأميركي.
وارتفعت أسعار النفط أمس، قبيل إعلان البيانات الرسمية لمخزون الخام الأميركي، الذي قد يعطي المستثمرين مؤشرات الى احتمال أن يكون خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، يحقق تقدماً في تقليص تخمة المعروض العالمي. وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت 33 سنتاً إلى 51.98 دولار للبرميل، وارتفع الخام الأميركي الخفيف 18 سنتاً إلى 48.84 دولار للبرميل.
وبدأ الخامان معاملات اليوم على انخفاض بعد بيانات من معهد البترول الأميركي، أظهرت أن مخزون الخام ازداد بواقع 882 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 12 أيار/مايو الجاري، إلى 523 مليون برميل. وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي، أن مخزون النفط التجاري في الولايات المتحدة زاد في شكل غير متوقع الأسبوع الماضي، في حين تراجع مخزون البنزين وارتفع مخزون المشتقات الوسيطة.
وتقلّص مخزون البنزين 1.8 مليون برميل مقارنة بانخفاض 700 ألف برميل توقعه محللون في استطلاع لوكالة "رويترز". وزاد مخزون المشتقات الوسيطة، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 1.8 مليون برميل. ووفقاً لتقرير المعهد، سجلت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام زيادة الأسبوع الماضي بواقع 918 ألف برميل يومياً، لتصل إلى 8.3 مليون برميل يومياً.
إلى ذلك، أعلنت شركة "روسنفت" الروسية توقيع اتفاق مع شركة "إيني" الإيطالية لتوسيع التعاون بينهما، بما قد يشمل التعاون في تزويد مصر إمدادات منتجات نفطية مشتركة، وذلك في إطار زيارة رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني لروسيا، التي التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضحت "روسنفت" أن الاتفاق ينص على توسيع التعاون في إنتاج النفط والغاز وتكريرهما وتسويقهما وتجارتهما، ويشمل ذلك حقل ظُهر البحري المصري الذي تسيطر "إيني" على 50 في المئة منه. فيما تصل حصة "روسنفت" إلى 35 في المئة و "بي بي" إلى 15 في المئة. ولفتت إلى الاتفاق أيضاً مع "إيني"، على البحث في التعاون في تكرير النفط في ألمانيا.
وفي مجال التصدير، أفادت بيانات "تومسون رويترز" لبحوث النفط وتتبع حركة السفن، بأن العراق حل مكان السعودية كأكبر مورد للنفط الخام إلى الهند في نيسان/إبريل الماضي، إذ سعت المصافي إلى تعزيز هوامش التكرير من طريق شراء خام البصرة الثقيل الأرخص ثمناً. ولفتت إلى أن واردات الهند النفطية من العراق تجاوزت مليون برميل يومياً للمرة الأولى، بزيادة الثلث تقريباً عن آذار/مارس الماضي، و8 في المئة على أساس سنوي.
من جهة أخرى، ذكرت "أرابيان صن" وهي المجلة الرسمية لـ "أرامكو السعودية" أن الشركة النفطية الحكومية العملاقة تخطط لإنشاء وحدة جديدة للكيماويات. وأفادت المجلة الأسبوعية بأن مجلس الإدارة وافق على إنشاء وحدة جديدة تتولى الأنشطة الكيماوية للشركة. واجتمع مجلس إدارة "أرامكو" الأسبوع الماضي في شنغهاي لمناقشة خطط الشركة وتعيين رئيس جديد لأنشطة المصب ونواب للرئيس في مواقع رئيسية أخرى. وعينت "أرامكو" عبدالعزيز الجديمي في منصب النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق وذلك بعد اجتماع مجلس الإدارة. وتخطط الشركة لمشروع ضخم لتحويل النفط إلى كيماويات مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، ترى مصادر أنه سيكلف ما يزيد على 20 بليون دولار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر