أبوظبي ـ المغرب اليوم
تتّجه الأنظار على “ملتقى أبو ظبي للطاقة والإعلام” لمعرفة توجهات أسواق النفط المقبلة، خصوصًا مع التلميحات إلى تمديد اتفاق خفض الإنتاج الذي اتفقت عليه “منظمة الدول المصدّرة للنفط” "أوبك" بهدف دعم الأسعار وإعادة التوازن إلى الأسواق، وأوضح وزير النفط والمياه والكهرباء الكويتي ورئيس اللجنة الوزارية لمراقبة التزام دول “أوبك” بالاتفاق، عصام عبد المحسن المرزوق، أنّ المنظمة بدأت التخفيض في النصف الأول من السنة، وفي هذه الفترة لا يكون هناك استهلاك كبير للنفط الخام” وذلك ردًا على سؤال بشأن الأسباب التي أدت إلى عدم انخفاض المخزون العالمي على رغم التزام “أوبك” ودول خارج “أوبك” بالاتفاق.
وأضاف المرزوق أنّه “رأينا أن مخزون المشتقات النفطية انخفض على نحو كبير، ولكن لم يتطرق له أحد لأن الكل ينظر إلى بناء المخزون من النفط الخام. وهذا البناء كان بوتيرة أقل بكثير عما كان عليه في السنة الماضية”، مشيرًا إلى أن العوامل السابقة، إضافة إلى “فترات الصيانة لمصافي النفط في أميركا الشمالية، أدت إلى زيادة متواضعة في المخزون الأميركي، النصف الثاني من السنة، سيشهد بداية سحب المخزونات”، محذرًا أنها “قد لا تكون بالصورة التي نتوقعها”، وتوقّع أن “التوازن سيأتي في الربع الثالث، فمن المحتمل أن يحصل نهاية السنة، أو أن يمتد إلى السنة المقبلة، وعلينا دراسة نتائج النصف الثاني من السنة لنحدد اتجاه دول المنظمة للخفض”.
وكشف المرزوق، أنّ “إنتاج النفط الأميركي ارتفع 400 إلى 500 ألف برميل يوميًا الآن، إلا أن هذه الزيادة في الإنتاج لا زالت أقل من إنتاج العام الماضي بنحو مليونين إلى 2.5 مليون برميل يوميًا”، مضيفًا أنّ “الاتفاق قضى بخفض 1.8 مليون برميل في اليوم، وإذا افترضنا أن الخفوض الفعلية كانت بحدود 1.6 مليون برميل يوميًا، إلا أن الإحصاءات تشير إلى ارتفاع الطلب العالمي من 1.2 مليون برميل يوميًا إلى 1.4 أو 1.6 مليون برميل يوميًا. لتكون نسبة الخفوض في الإنتاج اليومي بحدود 3.2 مليون برميل يوميًا مقارنة بالسنة الماضية”.
وتحدّث المرزوق عن زيادة القدرة الإنتاجية في الكويت، مبيّنًا أنّه “لدينا خطة لزيادة الطاقة الإنتاجية في الكويت إلى 4 مليون برميل في اليوم، وحققنا قبل الاتفاق معدل إنتاج سجّل 3.15 مليون برميل في اليوم. أما معدل الإنتاج الحالي فهو 2.702 مليون برميل يوميًا، هناك زيادة ملحوظة في الالتزام من غير الأعضاء في أوبك، ما يظهر أهمية تمديد الاتفاق”، مضيفًا أن “روسيا موافقة على نحو مبدئي، التزام روسيا جيد جدًا، والجميع سيستمر على المستوى نفسه”.
وأفاد المرزوق أن خفوض إنتاج الخام قد تكون أقل حجمًا إذا قررت “أوبك” والمنتجون غير الأعضاء في المنظمة تمديد اتفاقهم على تقليص المعروض البالغة مدته 6 أشهر، لأن من المتوقع ارتفاع الطلب على النفط لأسباب موسمية في النصف الثاني من 2017، موضحًا أن المنظمة ستمدد الاتفاق إذا كان هناك إجماع بين المنتجين غير الأعضاء في أوبك، وإن المنتجين يتطلعون دائمًا إلى إشراك المزيد من الدول غير الأعضاء في “أوبك” في الاتفاق، وأنّ دولة أفريقية أبدت اهتمامها بالمشاركة دون أن يحددها.
وأعطت السعودية تلميحًا إضافيًا عن رغبة المنظمة تمديد الاتفاق، وبيّن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أن “هناك إجماع متنام لكن الأمر لم يحسم بعد”، مضيفًا أننا نتحدث مع كل الدول، لم نتوصل إلى اتفاق بالتأكيد لكن الإجماع يتنامى”، وذلك عندما سئل عن روسيا، ومشيرًا إلى أن هناك “اتفاقًا مبدئيًا” على الحاجة لتمديد خفوضات الإنتاج من أجل تصريف المخزونات العالمية المرتفعة، وأن المحادثات جارية، وذكر أن الهدف هو مستوى المخزونات لأنه المؤشر الرئيس على نجاح المبادرة.
وأكد وزير النفط والغاز العماني محمد بن حمد الرمحي أن عددًا “كبيرًا” من المنتجين يفضلون تمديد اتفاق كبح المعروض الهادف إلى رفع أسعار النفط. وأبلغ الرمحي الصحافيين بأن “عدد الدول الداعمة للتمديد سيكون كبيرًا كنسبة مئوية”، لكن زعيم الائتلاف الوطني عمار الحكيم قال لوكالة “رويترز” إن العراق قد يسعى لاستثنائه، ويطلب زيادة إنتاجه. وأضاف الحكيم، أن من حق العراق أن يتطلع إلى استثناء ليأخذ فرصة لزيادة إنتاجه، في وقت يخوض حربًا مع تنظيم “الدولة الإسلامية” المتشدد. وأكد: “لكننا مع مبدأ تقليل مجمل الإنتاج في دول أوبك لتحسين ورفع مستوى أسعار النفط”. وأشار وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إلى أن عودة النفط الصخري لن تكون تهديدًا، لكنها ستكبح إعادة التوازن إلى السوق.
واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة “توتال” الفرنسية العملاقة للنفط والغاز باتريك بوياني أمس، أن أسعار النفط قد تنخفض مجددًا نهاية السنة بسبب الزيادة السريعة في إنتاج النفط الصخري الأميركي، مضيفًا أن “الأسعار قد تنخفض الأسعار، المنتجون الأميركيون الذين تعافوا بسرعة سيجددون تدفق الإمدادات بنهاية العام، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الأسواق”، ويخطط منتجو النفط الصخري الأميركيون لزيادة الإنتاج بعد تعافي الأسعار، وقال بوياني إن “اتفاق أوبك مطبّق ويمضي على نحو جيد للغاية. أعتقد أنه سيجري تمديده، لكن ببساطة الأثر قصير المدى على الأسواق لن يكون فوريًا لأن المخزونات مرتفعة للغاية”، مضيفًا أن “الأمر سيحتاج ما بين 18 و24 شهرًا وليس 6 أشهر فقط ليتفوق الطلب على العرض”.
واستردت أسعار النفط بعض عافيتها أمس بعد خسائر حادة في الجلسة السابقة بعد التصريحات التي تلمّح إلى تمديد الاتفاق، وارتفع سعر خام القياس العالمي مزيج “برنت” في العقود الآجلة 52 سنتًا إلى 53.45 دولار للبرميل، وارتفع الخام الأميركي في العقود الآجلة 45 سنتًا إلى 50.89 دولارًا للبرميل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر