الدار البيضاء - جميلة عمر
كشفت مصادر مطلعة، أن وزير الداخلية، عبدالوافي لفتيت، دخل على خط أزمة ملف النظافة التي انفجرت منذ أواخر الصيف الماضي بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، موضحة أن لفتيت كان حاضرًا في قلب هذه الأزمة التي تبنى فيها مجلس العماري خيار فسخ عقدة التدبير المفوض لقطاع النفايات المنزلية مع الشركة الفرنسية "سيطا"، بعد الأوضاع المتردية التي آلت إليها مدينة الدار البيضاء بسبب انتشار النفايات.
وأكدت المصادر، أن وزير الداخلية استجاب سريعًا لطلب من عمدة البيجيدي في الدار البيضاء، من أجل تدارس التدابير والحلول التي يمكن بها مواجهة تداعيات ملف النظافة، وعقد ثلاثة اجتماعات حضرها كل من والي الجهة، عبد الكبير زاهود، وعمدة المدينة عبدالعزيز العماري، متابعة أن الوزير طلب حضور نائب العمدة المفوض لتدبير قطاع النظافة، التجمعي محمد حدادي، وجرت بعض هذه اللقاءات في بيت وزير الداخلية.
وهي اللقاءات التي عقدها لفتيت مع مسؤولي الدار البيضاء، وتدارسوا خلالها كل الحلول والإمكانيات الممكنة من أجل الوقوف على الحلول الناجعة التي يمكن أن تخفف من حدة تفاقم الوضع في قطاع النظافة، والتي انتهت باتخاذ قرار فسخ العقد مع شركة "سيطا"، لأن عدد المخالفات التي تم تسجيلها ضد الشركة فاقت 200 مخالفة يوميًا، تهم إخلالها بشروط النظافة، وهو ما دفع مجلس العماري إلى إلزام الشركة بأداء نحو 3 مليارات و200 مليون سنتيم، كمتأخرات مالية بسبب مخالفاتها العديدة.
وتشير المعطيات ذاتها، إلى أن مجلس المدينة يستعد في مرحلة ثانية، لفسخ العقدة مع شركة "أفيردا" في حال هي الأخرى لم تلتزم بتعهداتها في تدبير قطاع النظافة في المناطق التي تتكلف فيها بجمع النفايات، وهي المناطق ذات الكثافة السكانية الهائلة، وهو الأمر الذي دفعه إلى تغريم الشركة مبلغ مليار سنتيم، كجزاءات مالية بسبب مخالفاتها المتكررة.
وأبرزت المصادر أن مجلس مدينة البيضاء، يواصل تنفيذ المرحلة الانتقالية في ملف النظافة الذي بات يلتهم نحو 19 في المئة من مجموعة ميزانية المدينة، بعد تكليف "شركة البيضاء للخدمات" بتدبير فترة لن تتعدى ستة أشهر، وإعداد دفتر تحملات جديد، مضيفة أنه بموجب اتفاق النظافة، سيتم منح شركة التنمية المحلية للخدمات مبلغًا يقدر بـ 14 مليار سنتيم "أي نصف ما كانت تحصل عليه شركة "سيطا" سنويًا"، كما ستسلم الجماعة الحضرية لشركة التنمية كافة وسائل اللوجيستيك والآليات والتراخيص اللازمة.
ويشار إلى أن مدينة البيضاء، تلفظ يوميًا ما حجمه ثلاثة آلاف طن من النفايات المنزلية، كما أن شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للخدمات، سبق لها وأن أعدت تقريرًا أسود ترصد، فيه الوضعية المتردية للنظافة في البيضاء، وتلقي فيه باللائمة على شركات التدبير المفوض التي لم تف بالتزاماتها التي تعهدت بها في وقت سابق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر