تداعيات حالة الطّوارئ المعلنة في المغرب تخنق رواج التجارة في الناظور
آخر تحديث GMT 09:54:44
المغرب اليوم -

فرضت استثناءات إغلاق المحال التّجارية وتطويق الأسواق الكبرى

تداعيات حالة الطّوارئ المعلنة في المغرب تخنق رواج التجارة في الناظور

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تداعيات حالة الطّوارئ المعلنة في المغرب تخنق رواج التجارة في الناظور

سوق مغربي
الرباط -المغرب اليوم

تستمرّ تداعيات حالة الطّوارئ المعلنة في البلاد في خنق الرّواج التّجاري بما فرضته من استثناءات إغلاق المحلّات التّجارية وتطويق الأسواق الكبرى، تفاديًا لخلق التجمّعات البشرية والاكتظاظ الذي من شأنه التسّبب في انتشار فيروس كورونا.هي علامة فارقة تضعُ، لأوّل مرّة، مدينة النّاظور النّابضة بالرّواج التّجاري خلالَ الأيّام القليلة قبل العيد في وضعية غير مألوفة في ظلّ الركود التّام لأسواق على شاكلة "سوق أولاد ميمون" وسوق "المركّب التجاري البلدي" وسوق "الجمعة القديمة" وغيرها.

تسوّقٌ محتشم اقتصر هذه السّنة، وفق المسموح به في إطار حالة الطّوارئ، على الموادّ الأساسية والغذائية والخضر والفواكه والأسماك، ما خلق انتعاشة اقتصادية نسبية، فيما أزال السكّان عن بالهم تمامًا فكرة اقتناء مستلزمات العيد من ملابس وأحذية وحاجيات أخرى وسط تكهّنات سابقة بسماح السّلطات بفتح محلّات الملابس، التي عادت على أصحابها بخيبة أمل كبيرة بعد إعلان الحكومة تمديد حالة الطّوارئ ومعها إجراءات الحجر الصحّي دونما حديث عن أيّ تخفيف يطالُ الأقاليم والجهات التي شهدت تعافيا من سطوة الفيروس.

رواج تجاري وتدابير مشددة

وسط تدابير أمنية مشدّدة وإجراءات صارمة بضرورة لبس الكمامات وترك مسافة الأمان وعدم التجمّع لأزيد من ثلاثة أشخاص في محلّ واحد، شهد عدد من الأسواق الصغرى ومحلّات بيع المواد الغذائية والخضر والفواكه والأسماك رواجًا تجاريا كبيرا طيلة شهر رمضان.وخلال هذا الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل، بلغَ الرّواجُ ذروته؛ وهو ما حذا بالكثير من المتسوّقين إلى خلق الاكتظاظ الذي جعلَ العناصر الأمنية في حالة استنفار مستمرّة وعمل متواصل لفرض الإجراءات الوقائية.بلهجة صارمة وأمام دورية أمنية لا يفتأ شرطي عند مدخل سوق ببني أنصار إقليم النّاظور يأمر المتسوّقين بلبس الكمامة، فيما يقوم الآخرون بتأمين الدّخول إلى بعض المحلّات التجارية بالتّناوب.

إقبال مستمرّ على أسواق الخضر

يستمرّ النّشاط التّجاري في أسواق الخضر بالنّاظور على إيقاعه العادي، وشهدتْ خلال هذه الأيام المتبقّية من شهر رمضان إقبالًا كبيرا من لدن المتسوّقين لتأمين مؤونة عطلة العيد المقبلة.
فريد أشملال، أحدُ باعة الخضر الجائلين بحيّ أولاد بوطيّب: "انقطعتُ في الأيام الأولى من الحجر الصحي عن العمل، بحكم الظّروف الاستثنائية المصاحبة لانتشار فيروس كورونا في البلاد؛ غير أنّني اضطررت إلى استئناف عملي بعدها، لتوفير قوت يومي".

وأضاف المتحدّث: "واجهت صعوبات في البداية، بحكم أنّني بائع جائل كنت أتهرّب من الاصطدام مع السلطات التي حدّت من الأنشطة التّجارية الجالبة للتجمّعات البشرية. ومع استقرار الحالة الوبائية بالنّاظور طيلة شهر رمضان، عادت الأمور، نسبيًّا، إلى سابق عهدها مع الإقبال المتزايد للنّاس، خاصّة في العشر الأواخر من شهر رمضان، كلّ ذلك مع تأمين الإجراءات الوقائية الذي تشرف عليها السلطات الأمنية".

تحديات في مواجهة تجّار الأسماك

في سوق الأسماك ببني أنصار كمثال، تبدو الأمور متأزّمة؛ وهو ما جعل الكثير من بائعي الأسماك ساخطين على هذه الوضعية، لا سيما بعد أن نُقلوا من "محوتة" طالها قرار الهدم في إطار التخلّص من سوق عشوائي بالمدينة.وعبّر تاجر سمك في حديثه لجريدة هسبريس عن تخوّفه من أن يتحوّل السوق إلى بؤرة لفيروس كورونا المستجدّ في ظلّ الاكتظاظ الذي يشهده في إطار مساحته الضّيقة، مشيرًا إلى أنّ بعض التجّار يطالبون بصفة شخصية الزبناء بلبس الكمامات واحترام الإجراءات كشرط لدخول المحوتة.تساءل: "من يدرينا أنّ يكون أحد الزّبناء حاملًا للفيروس، فيعدي جميع من يتواجدون في هذا "القبر"؟" قبل أن يتابع مشيرًا إلى ناحية في السّوق: "انظر كيف يجتمع هناك الزّبناء دون ترك مسافة الأمان، إنّ الإجراءات الوقائية غائبة هنا تمامًا، ما يجبرنا على مطالبة المسؤولين بالتدخّل عاجلا لإيجاد حلّ لهذا الوضع الكارثي".

تطويق الأسواق بعد شائعة مضلّلة

تناقلت بعض الصّفحات الفيسبوكية، قبيل أيّام، عن موقع إخباري محلّي، خبرًا عن عزم السّلطات المحليّة إعادة فتح سوق "أولاد ميمون" التّجاري والسّماح للتجّار بمزاولة نشاطهم وَفق شروط وقائية صارمة؛ وهي الشّائعة التي تفاعلت معها السّلطات فورًا بجديّة صارمة سارعت من خلالها إلى تطويق مداخل عدد من الأسواق بحواجز حديدية يحرسها عنصر أمني وآخر من القوّات المساعدة.

لقد ظنّ سكّان المدينةَ، وفي ظلّ تراجع انتشار فيروس كورونا في المدينة بعد مرور أيّام عديدة دون تسجيل أيّ حالة جديدة، أنّ السلطات ستسمح أخيرًا بفتح المحلّات التجارية وتمكين السكّان من إشباع هوس اقتناء ملابس العيد الذي يُشكّل إحدى أهمّ العادات التي يستعصي التخلّي عنها، فسارعوا صباحًا إلى السّوق المذكور ليجدوا الحواجز الأمنية في انتظارهم.

آمال ومطالب

تمديد حالة الطّوارئ للمرّة الثّالثة كانت قاصمة الظّهر لعددٍ من تجّار الملابس في أسواق النّاظور، الذين عقدوا الأمل وفي ظلّ ما يعرفه إقليم النّاظور من تحسّن بخصوص الحالة الوبائية على قرب انفراج الأزمة وعودتهم إلى استئناف عملهم على الأقلّ للاستفادة من الرّواج التّجاري الذي يشهد ذروته في الأيّام القليلة قبيل حلول العيد.عادل العبوسي، صاحب محلّ تجاري لبيع الأحذية بالمركّب التجاري البلدي بالنّاظور، كشف عن خيبة أمله بعدم السّماح للتجّار بفتح محلّاتهم قائلا: "كنّا ننتظر جميعًا قرارا إيجابيا من قبل السّلطات، بعد أن سمعنا أخبارًا تفيد عزم الدّولة رفع الحجر الصحي بشكل جزئي عن بعض الأقاليم بالمملكة".

وتابع العبوسي: "هذه المدّة الطويلة التي انقطعنا فيها عن العمل، كانت ذا أثر كبير سلبي على عدد من التّجار الذين يعيلون أسرًا وعائلات كبيرة".ويرى المتحدّث أن "قرار إعادة فتح المحلّات التّجارية في النّاظور وفق شروط احترازية وإجراءات وقائية كان من الممكن أن يعوّض الكثير من خسائرها المادية، خاصّة خلال هذا الأسبوع الذي يشهد الذّروة في النّشاط التّجاري.

وطالب العبوسي السّلطات بـ"العمل على إيجاد صيغة مناسبة لعودة أرباب المحلّات التجارية إلى نشاطهم على غرار المعمول به في الدّول الأخرى التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات بفيروس كورونا"، مؤكّدًا "أن الكثير من الأقاليم خلا فيها الفيروس تمامًا وأخرى تشهد تحسّنًا كبيرًا، وهذا سبب كافٍ للسماح للتجار بالعودة إلى عملهم وفق الإجراءات الوقائية الضّرورية".

وقد يهمك ايضا:

إغلاق كلي لسوق بدر التجاري في الدار البيضاء بسبب"كورونا"

سوق أربعاء الغرب المغربية تواجه كارثة حقيقية بسبب "كورونا"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات حالة الطّوارئ المعلنة في المغرب تخنق رواج التجارة في الناظور تداعيات حالة الطّوارئ المعلنة في المغرب تخنق رواج التجارة في الناظور



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib