الرباط - المغرب اليوم
أعلن يوسف عثمان، المدير العام لمؤسسة البترول الوطنية النيجيرية، أن الحكومة الفيدرالية النيجيرية تستعد لبناء خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب.
وفي هذا الإطار، قال عبد النبي أبو العرب، محلل اقتصادي، إن الإعلان جاء هذه المرة من قبل نيجريا ولم يأت من المغرب، وهو ما يؤكد بصفة نهائية مصداقية وجدوى هذا المشروع الاقتصادي الطاقي القاري الكبير.
وأوضح أبو العرب، ضمن تصريح لوسائل إعلامية ، أن “المشروع سيجسد حقيقة أحد أوجه التكامل والاندماج الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي والطاقي على مستوى القارة الإفريقية”، مفيدا بأنه “خبر سار بالنسبة لكل دول غرب إفريقيا الثلاث عشرة التي سيمر عبرها هذا الأنبوب، لأنه سيشكل محورا اقتصاديا وتنمويا كبيرا وهائلا على مستوى خلق البنيات التحتية والطاقية الضرورية لإطلاق التنمية والاستثمار والإقلاع الاقتصادي لكل هذه البلدان”.
وأبرز المحلل الاقتصادي أن “أنبوب الغاز سينطلق من نيجريا وسيمر عبر كل الدول المعنية، إما للاستفادة من الغاز، وبالتالي التوفر على الإمداد الطاقي اللازم لمشاريع التنمية والإقلاع الاقتصادي، أو لضخ الغاز الطبيعي في الدول التي تنتجه”.
وأشار المتحدث إلى أن السينغال وموريتانيا، كدولتين منتجتين جديدتين، معنيتان بصفة كبيرة بهذا الأنبوب، لأنه ستكون له أهمية قصوى بالنسبة لهما وسيفتح لهما باب الأسواق التي يمكن تصدير غازهما إليها، خاصة في اتجاه أوروبا التي تعد أكبر سوق عالمية لاستهلاك الطاقة.
وتابع أبو العرب بأن “المشروع هو تتويج لمجهودات جلالة الملك الجبارة على مدى عقدين من الزمن بدون كلل أو ملل، وتتويج لمجهودات اختراق الجبهة المعادية التقليدية للمغرب التي كانت تمر عبر الجزائر وأبوجا وبريتوريا. واليوم، بهذا الإعلان تتأكد بصفة نهائية جدية ومصداقية هذا المشروع الطاقي الذي شوش عليه أعداء المملكة بمشروع أنبوب آخر لا يتوفر على أي شروط للنجاح”.
وأكد المحلل الاقتصادي أن المشروع “سيخلق التقارب اللازم مع كل دول إفريقيا، وخاصة مع دول كانت تقليديا معادية للمغرب، ويؤكد قوة المفاتيح الاقتصادية والديبلوماسية المنفتحة في خلق الروابط والتقارب الضروري بين وجهات النظر وبين السياسات الوطنية للدول”.
وأشار أبو العرب إلى أن “المغرب لديه الكثير مما يستطيع أن يقدمه للقارة على المستوى التنموي والاندماج القاري”، مبرزا أن “إفريقيا تحتاج إلى مشاريع جبارة بمنطق التكامل والاندماج الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وهذا هو الحل لمعضلات الهجرة والفقر والتخلف التي تعاني منها القارة ضدا على مقاربات إغلاق الحدود وخلق النزاعات الهامشية والكيانات الوهمية”.
وأبرز المدير العام لمؤسسة البترول الوطنية النيجيرية أن الحكومة النيجيرية استكملت خطط تجسيد هذا المشروع الكبير، مذكرا بتوقيع اتفاق بشأنه بين المغرب ونيجيريا خلال حفل ترأسه الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بوخاري.
قد يهمك ايضاً :
سعر النفط الخام "برنت" يتجاوز 74 دولارا للبرميل لأول مرة منذ أبريل 2019
الخزينة العامة المغربية تؤكد زيادة عجز الميزانية إلى 24.6 مليار درهم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر