يبدو أن أنظار الإسرائيليين باتت موجهة نحو المملكة المغربية في الآونة الأخيرة فبعد الحديث عن وجود مساعٍ مكثفة من لدن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لنيل موافقة المغرب على خطة السلام في الشرق الأوسط، أعرب مستثمرون في تل أبيب عن رغبتهم في ولوج السوق التجارية المغربية.
نشر "إسرائيل فالي"، موقع إلكتروني متخصص في العلاقات التجارية الفرنسية الإسرائيلية، مادة مقتضبة عن الموضوع، الأحد المنتهي، جاء فيها أن "العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسرائيل ضعيفة؛ فهي لا تتعدى بضعة ملايين من الدولارات، لكن رغم العقبات السياسية ما زال رجال الأعمال في إسرائيل يراقبون السوق المغربية بكثير من اليقظة".
وأوضح المصدر الإعلامي المتخصص في الاقتصاد أن "السوق المغربية تُصنّف في طليعة الأسواق التجارية بالقارة الأفريقية كلّها"، كاشفا أن "المستثمرين الإسرائيليين يحلمون بخلق أعمال تجارية متنوعة في المملكة المغربية"، مشيرا إلى أن "المغرب بلد يتزايد فيه الناتج القومي الإجمالي".
طموح الإسرائيليين في الاستثمار بالمملكة جاء على خلفية تصنيف "أين تستثمر في أفريقيا لعام 2020"، الذي أعده بنك "راند ميرشانت" (Rand Merchant Bank)، الذي بوّأ المغرب مركزا متقدما في ترتيب أفضل الوجهات الاستثمارية بـ"القارة السمراء".
ووفق بنك "راند ميرشانت"، الذي يعد من أبرز البنوك الاستثمارية في جنوب أفريقيا، فقد صُنّف المغرب ثاني أفضل وجهة استثمارية على الصعيد الأفريقي، بعدما تصدرت جمهورية مصر الترتيب، في حين جاءت جنوب أفريقيا في المركز الثالث.
وتعد المملكة المغربية خامس أكبر سوق في القارة الأفريقية، لكن معدل النمو المتوقع لا يتعدى أربعة في المائة على المدى المتوسط رغم تحسن سوق الشغل بالبلد منذ "أحداث 2011". وقد أسهمت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي سنة 2017 في تدعيم جاذبيته الاستثمارية.
وعلى الرغم من موقف المملكة المغربية بخصوص مسألة التطبيع مع إسرائيل فإن تل أبيب تراهن على سنة 2020 لتعزيز علاقاتها التجارية مع الرباط، حيث سبق أن أشار موقع " إسرائيل فالي" إلى كون المغرب يوجد في المرتبة الخامسة ضمن زبائن إسرائيل الأفارقة.
وأوضح المصدر ذاته أن المملكة تأتي بعد مصر وموريتانيا وإثيوبيا وأوغندا وغانا في العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل بلغ أكثر من أربعة ملايين دولار شهريا، وفقا للمكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، ولاحظ وجود تحسن طفيف في العلاقات التجارية بين البلدين.
وأوردت صحف إسرائيلية أن بنيامين نتانياهو سعَى إلى إبرام اتفاق ثلاثي، تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأميركية بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية المتنازع عليها، مقابل إقدام المملكة على تطبيع العلاقات السياسية مع الكيان الإسرائيلي.
وحسب الصحف عينها، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي قادَ مبادرات عديدة، خلال الموسم المنتهي، لإقناع دونالد ترامب، الرئيس الأميركي، بإنفاذ الاتفاق الثلاثي، لكنه لقي معارضة شديدة من لدن جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي، وقد رفض ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، المزايدات السياسية باسم القضية الفلسطينية على خلفية الموقف الذي عبر عنه بخصوص ما يُعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن"، موردا أن "تقدير المملكة لجهود السلام التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاء بعد ملاحظتها أن واشنطن لأول مرة تتحدث عن حل الدولتين".
قد يهمك ايضا :
الحكومة المغربية تعلن عن خسارة ملياري دولار سنويًا والسبب تركيًا
البترول يهبط واحد بالمائة بسبب زيادة مخزونات الوقود الأميركية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر