الرباط – وسيم الجندي
كشفت مصادر مهنية، أن موسم الجفاف الذي يتهدد المغرب حاليا، أجبر الحكومة على تخفيض الرسوم الجمركية على استيراد القمح إلى 30 % مع بداية السنة الجديدة، وهو قرار التقليص الثاني لرسوم الاستيراد، على التوالي، خلال ثلاثة أشهر، وذلك بعد خفض هذا الرسم من 75 % إلى 50 في تشرين الأول / أكتوبر الماضي، موضحة أن الأمر يعتبر عاديا، بالنظر إلى الوضعية المناخية الحالية، وتضرر الزراعات الخريفية، تحديدا الحبوب التي تستحوذ على 80 % من إجمالي الأراضي الزراعية، بسبب تأخر التساقطات المطرية.
وأضافــت المصــادر ذاتها، في تصريحات لـ "الصباح"، أن الحكومة من خلال خلية تتبع الوضع بــوزارة الفــلاحة والصيــد البحري، التي تعقــد اجتمــاعـات متـوالية بين أعضائها ومــع المهنيين، ستتخــذ خلال الفتــرة المقبلــة إجراءات استثنائية لضمان تــزود السوق المحلي بالحبوب، تهم أساسا خفض رسوم الاستيراد، إلى غايــة تمكين تجار الحبوب من استيراد ما يكفي لتلبية الحاجيات، خصوصا أن المحصول المحلي المتوقع من الحبوب سيكــون ضعيفا، مقارنة مع المحصول التاريخي للموسم الماضي، والبالغ حجمه 115 مليون قنطار.
وفي ظل تعذر الاتصال في وزارة الفلاحة والصيد البحري للحصول على مزيد من التوضيحات، كشف المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، عن طلب عروض لاستيراد القمح اللين والصلب من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار اتفاق التبادل الحر بين البلدين، محددا الخامس من الشهر المقبل، تاريخا لفتح الأظرفة الخاصة بعمليات الاستيراد للسنة المقبلة، إذ تهم الصفقة المعلن عنها في بوابة الصفقات العمومية، استيراد 360 ألف طن من القمح اللين، و315 ألفا من القمح الصلب
وبهذا الخصوص، أكدت مصادر مهنية، أن اتفاق التبادل الحر المذكور، يتضمن بندا سيلزم المغرب باستيراد حصته كاملة في الاتفاق من الحبوب، تحديدا القمح الصلب، وذلك عندما يضرب الجفاف الموسم الفلاحي. أما خلال المواسم المتوسطة والجيدة، فيبقى للطرف المغربي حرية استيراد ما يلزمه من الحبوب، موضحة أن تداعيات قرار المحكمة الأوربية بإلغاء الاتفاق الفلاحي مع المغرب، ستظهر تداعياته خلال الفترة المقبلة، ذلك أن عمليات الاستيراد ستنتقل من دول الاتحاد الأوربي إلى روسيا مثلا.
وفي السياق ذاته، أظهرت معطيات المكتب الوطني المهني للحبوب، تجميع 12.3 مليون قنطار من الحبوب للتخزين أخيرا، 99.3 منها تتشكل من القمح اللين، ليبلغ مخزون المغرب من الحبوب 20 مليونا و600 ألف قنطار، منها 17 مليونا و800 ألف قنطار من القمح اللين، مشيرة إلى أن 83 % من الكميات تم تجميعها من قبل تجار الحبوب والتعاونيات.
وموازاة مع ذلك، تم استيراد ما يعادل سبعة ملايين و300 ألف قنطار، فيما تأتي الأرجنتين على قائمة البلدان التي يستورد المغرب القمح منها، إذ تمثل صادرات هذا البلد من القمح 38 % من إجمالي الكميات المستوردة، تليها البرازيل بحصة 30 %، ثم فرنسا بنسبة 14 %. كما تمثل واردات المغرب من القمح من أوكرانيا نسبة 10 % من إجمالي الواردات، بينما تأتي روسيا في الرتبة ما قبل الأخيرة بحصة 3 %، ولا تتجاوز حصة الولايات المتحدة الأميركية 1 % من الواردات المغربية من القمح.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر