دمشق - نور خوام
تقدّمت القوات الحكومية السورية إلى حافة مدينة تدمر القديمة الشهيرة الخميس ، وتعد ّهذه الخطوة انتصارا" رمزيا" كبيرا" على تنظيم "داعش" الذى سيطر على المدينة في مايو/ أيار العام الماضى، ووجّه الإستيلاء على المدينة صدمة لجميع أنحاء العالم مع تدمير "داعش" للمواقع المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في المدينة القديمة. وأكد أحد المراقبين فائلا" :" تبعد القوات الحكومية الأن أكثر قليلا من ميل على الجانب الجنوبي وعلى بعد ثلاثة أميال من الجانب الغربى"، وشنت القوات الحكومية هجوما" لاستعادة السيطرة على المدينة في بداية شهر اذار - مارس الجاري بدعم من الغارات الجوية الروسية، وأفادت موسكو الأسبوع الماضي أنها قامت بنحو 25 طلعة جوية يوميا لمساعدة القوات الحكومية على تحرير المدينة التى وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "لؤلؤة الحضارة العالمية".
وأشار إلى أن داعش قاومت تقدم القوات الحكومية بشدة ما أسفر عن مقتل 26 على الأقل من المقاتلين الموالين للحكومة يوم الأثنين وحده، فيما زعمت وكالة "أماك" التابعة لداعش مقتل 30 جنديا في هجوم انتحاري، وادعت قتل خمسة جنود روس ومقاتلين من حزب الله اللبنانى الشيعي في معركة تدمر، إلا أن موسكو لم تؤكد مقتل أي من جنودها أو وجود مستشارين عسكريين على أرض المعركة، وأوضح الكرملن أن الهجوم يجري تنفيذه بواسطة الجيش السوري وحده.
داعش"""مدينة تدمر الأثرية على أبواب الخلاص من ارهاب تنظيم " src="http://i.dailymail.co.uk/i/pix/2016/03/23/10/324895AD00000578-3505668-ISIS_has_already_destroyed_the_shrine_of_Baalshamin_and_the_2_00-a-58_1458729572433.jpg" style="height:350px; width:590px" />
وتعد استعادة السيطرة على تدمر جائزة استيراتيجية رمزية للحكومة السورية ، حيث أن من يسيطر على هذه المدينة فإنه يسيطر أيضا على منظقة صحراوية تمتد ل 12 ألف ميل مربع حتى حدود العراق، ويقلل هذا الانتصار نسبة سيطرة "داعش" على الأراضى السورية من 40% إلى 30% حسبما أفاد المرصد السوري، وزاد الاهتمام العالمي بمدينة تدمر الأثرية القديمة فى سبتمبر/ أيلول عام 2015 عندما أكدت صور الأقمار الصناعية تدمير داعش لمعبد "بل" في إطار حملتها لتدمير آثار ما قبل الإسلام التي تعتبرها وثنية، ووصفت اليونسكو المعبد باعتباره أحد أهم الصروح الدينية التي تعود إلى القرن الأول في الشرق الأوسط.
وفجّر المتطرفون في أكتوبر/ تشرين الأول قوس النصر الذي يعود تاريخه إلى ما بين عامي 193 و211 بعد الميلاد، كما شنّوا حملة لتدمير الأثار والتي وصفتها اليونسكو بأنها جريمة حرب تعاقب عليها المحكمة الجنائية الدولية، ويهاجم المتطرفون المواقع الأثرية في المناطق التي يسيطرون عليها في سورية والعراق، وفي أغسطس/ أب العام الماضي قطع التنظيم المتطرّف رأس مسؤول الآثار الأسبق البالغ من العمر 82 عاما، وكانت تدمر مركزا" رئيسيا" في العالم القديم حيث تقع علي طريق القوافل الذي يربط الإمبراطورية الرومانية مع بلاد فارس والشرق، ، وتقع تدمر على بعد 130 كيلو مترا من شمال شرق دمشق، وجذبت نحو 150 ألف سائح سنويا" قبل أن تجتاحها الحرب الأهلية السورية المدمرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر