الرباط - عمار شيخي
طرح الكاتب الهولندي محمد بنزكور، الترجمة العربية لرواية "يما"، من منشورات مجلس الجالية المغربية في الخارج، وذلك في الدورة الـ 21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء.
وتسرد الرواية التي قدمت في حضور قاسم شهبون، مترجم الرواية الى العربية، سيرة مؤثرة عن والدة الكاتب التي تم نقلها الى مصحة التمريض، إثر اصابتها بجلطة دماغية، أفقدتها الحركة والنطق وانمحت ذاكرتها سوى من كلمتين "الله ومحمد".
وتقدم الرواية الصادرة باللغة الهولندية عام 2014، معركة الابن والأم التي خاضاها من قبل، والتي يخوضانها حاليا في قالب من الحزن والجمال، على شكل تقرير مفعم بمشاعر الحب والشك والغضب والإحباط لأم مغربية وحيدة في مصحة هولندية.
وجاء في تقديم الرواية التي أبدعها بنزكور وهو من أصل مغربي، "والدة بنزكور ليست حالة فريدة ومعزولة، ففي هولندا هناك أعداد كبيرة من أفراد الجيل الأول من المهاجرين، الذين وصلوا سن الشيخوخة وهم في حاجة الآن الى رعاية من طرف المؤسسات الرسمية، لكن هل هذه المؤسسات مهيأة لاستقبالهم بما يضمن لهم كرامتهم ويأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم الثقافية والدينية؟".
وتتضمن الرواية، التي قدمت الجمعة حكاية عن المعيش اليومي ومعاناة أم سبعينية لخمسة أطفال، وجدت نفسها في مواجهة إصابة على مستوى الدماغ في أعقاب عملية جراحية خضعت لها. وأثارت الرواية نقاشا حادا بفي لمجتمع الهولندي، حول التكفل بالمسنين من أصل عربي ومسلم، في دور التقاعد في البلاد، لهذه الاشكالية وفقا لمقاربة ووجهة نظر إنسانية صرفة.
وصرَّح الروائي بنزاكور، تقديمه كتابه "نسمع دائما عن التعدد الثقافي لا سيما في وسائل الإعلام، وكذا عن التدابير الحكومية الرامية إلى تعزيزه بشكل أكبر، لكننا لا نلمس أي شيء من هذا على أرض الواقع".
وأضاف مترجم الرواية إلى العربية، قاسم أشهبون، "أن بنزاكور متحكم بشكل كبير في اللغة الهولندية، وهو ما صعب وعقد من مهمة ترجمة هذه الرواية الى العربية كعمل استغرق سنة كاملة"، وتابع أن "ترجمة الرواية طرحت تحديا ثانيا كما في مختلف أعمال الترجمة، هو الوفاء للنص الأصلي". مضيفا أن "الرواية باتت مرجعا في هولندا، إذ تستعملها السلطات من أجل تشجيع وتذكير عمال الصحة بالمشاكل التي طرحها بنزاكور، وتقريبهم من ثقافة وتقاليد المهاجرين لا سيما المغاربة منهم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر