الرباط– كمال السليمي
يُنظم متحف اللوفر في باريس بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للمتاحف في المغرب معرضًا متنقلاً حول موضوع "المغرب الوسيط إمبراطورية ممتدة من أفريقيا إلى إسبانيا"، وذلك في مرحلتين، الأولى في فضاء متحف اللوفر من 17تشرين أول/ أكتوبر إلى 19 كانون ثاني/ يناير المُقبلين، والثانية في متحف محمد السادس في الرباط من 2 آذار/ مارس إلى 1حزيران/ يونيو المُقبلين.
وأفاد بلاغ للمؤسسة الوطنية للمتاحف أنّ الملك محمد السادس جعل مديرة مديرية الوثائق الملكية، الأستاذة بهيجة سيمو، المندوبة العامة في هذا المعرض في مقابل مديرة قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر، الأستاذة يانيك لينس، التي تمّ اختيارها من قبل بلادها، على أنّ تتول المندوبتان عملية الإشراف على المعرض وإعداده وتتبع مسار إنجازه في مرحلتيه الفرنسية والمغربية.
وأضاف المصدر أنّ هذا المعرض يسمح بإعادة قراءة مرحلة زمنية ممتدة من القرن الحادي عشر إلى القرن الخامس عشر للميلاد، وهي المرحلة التي تمثل العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في الغرب الإسلامي، حيث تعاقب على الحكم كل من المرابطين والموحدين والمرينيين، وأمكن لهذه الدول تحقيق وحدة سياسية في مجال شاسع ضم أجزاء كبيرة من أفريقيا جنوب الصحراء وبلاد الأندلس وأقاليم من بلاد المغارب.
ويشتمل هذا المعرض على ما يزيد على 300 تحفة فنية، تعكس ما حققه المغرب من إنجازات خلال العصر الوسيط في مجال الهندسة المعمارية والخزف والمنسوجات وفنّ الخط وصناعة الكتاب والأعمال الإبداعية في مختلف العلوم العقلية والنقلية، وآثارها على النهضة الأوروبية.
كما تجتمع فيه تحف فنية ذات رمزية دينية وعناصر معمارية كالأبواب وتيجان المسلات والأعمدة وقطع خزفية وأدوات ذات صلة بالحياة اليومية كالصحون والجرار وصناديق حفظ الأثواب والقناديل وغيرها، وأدوات تتعلق بتقنيات استخراج المياه، ومصاحف ومخطوطات مختلفة في موضوعات فقهية وعلمية وأدبية، بالإضافة إلى عدد كبير من القطع النقدية وغيرها.
وسوف تعرض هذه التحف الواردة من المتاحف المغربية والإسبانية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية وأفريقيا جنوب الصحراء وتونس وغيرها، مع ما تمّ العثور عليه في إبداع سينوغرافي منسجم يقوم على التسلسل الزمني.ويعتبر هذا الحدث الثقافي غير المسبوق مناسبة للتعريف بالمآثر العمرانية وتقديم صورة مُشرقة عن أصالة المغرب واستمرارية وحدته وإشعاع حضارته، وإبراز الروافد الثقافية التي نهلت منها الحضارة المغربية ومواطن التأثير والتأثر بينها وبين محيطها الإقليمي والدولي، وفرصة للتأمل في التراث المغربي وإيلاء العناية القصوى لترميمه وصيانته.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر