الجزائر- سميرة عوام
تتنوع تقاليد العائلات الصحراوية في الجزائر خلال الاحتفال بـ"ليلة القدر" في شهر رمضان، حيث تعتبر هذه الليلة المباركة من أفضل الليالي التي تحظى باهتمام سكان الصحراء رغم ارتفاع درجة الحرارة والتي تصل إلى 50 درجة، إلا أن ذلك يحول أمام فرحة أهلي المنطقة والذين يفضلون إحياء "ليلة القدر"، التي فيها يجتمع فيها الأقارب والأصدقاء من أجل توزيع الصدقات على الفقراء والمساكين، إلى جانب توزيع كسوة العيد.وتقيم العائلات في "ليلة القدر"، في المسجد العتيق في المنطقة صلاة خاصة على بخور"27" وهو عبارة عن بخور تستعمله العائلات يوم 27 رمضان لفك السحر والعين والرباط وتزويج البنات المتأخرات عن الزواج، بالإضافة إلى حفل خاص لختان الأطفال الصغار والذين تقدم لهم الهدايا، كما تُحضر الأكلات الشعبية المرصعة بلحم الجمل وتوزع على أهل الصحراء، فرحة باحتفالية الختان والذي يدوم يومين كاملين أي بداية من ليلة القدر.
وتختلف عادات أهالي الصحراء عن بقية سكان الشمال، حيث تصنع النسوة مشروب "عشبة لخور" والمتكونة من 10 أعشاب يتم استقدمها من الواحة والرمال حيث تزيد من مضاعفة طاقة الصائم بعد شهر كامل من الصيام والقيام، لمساعد الصائمين خصوصًا الشيوخ والأطفال الذين صاموا للمرة الأولى على تقوية المناعة لديهم.وعلى صعيد متصل حضرت مديرية الثقافة لمناطق الصحراء، حفلات عديدة الأسبوع الجاري، حول الإنشاد الديني وهناك من العائلات من تفضل ليلة القدر بعد الانتهاء من صلاة التراويح السمر على الرملة كما يطلقون عليها في اللهجة المحلية في الصحراء الجزائرية بين "جنبات القمر" والواحات من أجل تناول الشاي الذي يتم إعداده على أغصان وسعف النخيل، وتستمر السهرات حتى السحور، حيث تحضر النسوة طبق "السفة" والذي يتكون من الكسكسى وبعض الأعشاب الصحراوية و عشبة تسمى بورتلاق حيث تقطع إلى أجزاء وتوضع فوق الطبق، وهذه الأكلة هي المفضلة في الصحراء لأنها تقي من حرقة المعدة كما يتبع هذا الطبق بالتمر والغرس والدقلة وأقداح اللبن.وتقدم في "ليلة القدر" المشويات وهو الطبق الذي تعده النسوة في أول يوم من رمضان ابتهاجًا باستقباله، ويتم تحضيره مرة ثانية ليلة القدر كفرحة باستكمال ليالي رمضان بعد شهر كامل من الجوع والعطش والصيام والقيام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر