علماء الإسلام يعلنون موقف الشريعة الإسلامية من التكفيريين
آخر تحديث GMT 15:56:46
المغرب اليوم -

مرددين "الله أكبر" وهم يفجرون ويروعون المواطنين

علماء الإسلام يعلنون موقف الشريعة الإسلامية من التكفيريين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - علماء الإسلام يعلنون موقف الشريعة الإسلامية من التكفيريين

دكتور محمود حمدي زقزوق
القاهرة ـ سعيد فرماوي

يتعمد التكفيريون في بلادنا العربية والإسلامية "ترويع الآمنين"، حيث يدرك هؤلاء قيمة الأمن وحاجة الإنسان إلى أن يعيش آمناً على حياته وحياة أسرته، فيقومون بترويعه وتخويفه وإصابته بالقلق على حياته وحياة كل من يعز عليه، حيث يفجرون وينسفون ويحرقون ويدمرون في كل أرجاء عالمنا الإسلامي وهم يرددون "الله أكبر ولله الحمد" وهم لا يدركون أن الخالق العدل الرحيم بعباده الذي يرفعون اسمه، وهم يمارسون جرائمهم المنكرة ينتظرهم بأشد ألوان العذاب، جراء ما يرتكبون من جرائم قتل وترويع للأبرياء الآمنين .

والسؤال الذي وجهناه هنا لعدد من علماء الإسلام الذين التقيناهم: ما موقف الشريعة الإسلامية من سلوك هؤلاء التكفيريين الذين أدمنوا القتل والتخريب والترويع في بلادنا الإسلامية؟

في البداية يوضح المفكر الإسلامي،عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر  د . محمود حمدي زقزوق، قيمة الأمن في حياة الإنسان والمجتمع فيقول: الأمن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان في هذه الحياة ومن دونه لا يمكن أن يهدأ للإنسان بال أو يشعر بالاطمئنان أو ينعم بالاستقرار . ولن تتحقق هذه القيمة الجليلة إلا إذا أمن الإنسان على حقوقه الإنسانية الأساسية، ومن أجل ذلك شرعت القوانين التي تحمي هذه الحقوق وتضمن تحققها للأفراد والجماعات .

ويضيف أنه ونظرا لما لهذه الحقوق الأساسية للإنسان من أهمية بالغة فقد أطلق عليها في الشريعة الإسلامية لفظ "الضروريات"، وجعلت مقاصد أساسية للشريعة الإسلامية، وتتمثل هذه الضروريات في حفظ النفس والدين والعقل والمال والنسل وهذا يعني أن الشروط الضرورية لتحقيق الأمن للفرد تتمثل في أن يكون آمناً على حياته، وعلى عقيدته التي يدين بها، وعلى عقله الذي يفكر به، وعلى ممتلكاته الخاصة، وعلى أسرته . والأمن على النفس يعني عدم جواز الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال ما دام الفرد لم يرتكب جرماً من الجرائم التي تستحق العقاب .

واحترام الإسلام للنفس الإنسانية وحمايته لأمن الإنسان لا يقتصر- كما يقول د . زقزوق - على دائرة المسلمين فحسب، بل يتعداها إلى كل نفس إنسانية بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو المعتقد، ومن هنا جعل الإسلام الاعتداء على فرد واحد بغير حق بمثابة اعتداء على الإنسانية كلها كما يقرر القرآن الكريم، في قوله تعالى: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً" . ولا يتعلق الأمر بالاعتداء المتمثل في القتل فقط، بل ينسحب حتى على مجرد التخويف أو التهديد أو الترويع بأي شكل من الأشكال .

والأمن على العقيدة يعني عدم جواز إرغام أحد على الدخول في دين من الأديان أو الخروج منه، لأن الإكراه على اعتناق دين من الأديان من شأنه أن يولد منافقين لا مؤمنين . ومن هنا كان المبدأ القرآني الواضح في حرية العقيدة "لا إكراه في الدين" .

ويعني الأمن على العقل ضمان أدائه لوظيفته المتمثلة في التفكير وما يرتبط به من عمليات عقلية . وهذا يعني أنه لا يجوز إعاقته عن أداء هذه الوظيفة بأي صورة من الصور . ومن أجل ذلك يحمي الإسلام حرية الرأي والفكر ما دامت لا تضر بمصالح المجتمع ولا بالنظام العام للدولة، كما يرفض الإسلام التقليد الأعمى للآخرين في كل ما يقولون أو يفعلون، لأن في ذلك إلغاء للعقل الذي به تتحقق إنسانية الإنسان .

أما الأمن على المال فإنه يعني حماية الملكية الخاصة من الاعتداء عليها بالغصب أو السرقة أو بأي وسيلة أخرى . ومن هنا يعتبر الإسلام من يقتل دفاعاً عن ماله أو دمه أو عرضه من الشهداء، فالمال شأنه شأن كل ما يخص الإنسان في حياته ودينه وعقله لا يجوز المساس به أو الإضرار به .

ويجب أن يكون كل فرد آمنا على ممتلكاته حتى يتفرغ لأداء مسؤولياته في المجتمع . ولا يكتمل تحقيق الأمن للإنسان إلا إذا كان آمناً - بالإضافة إلى ما تقدم - على أسرته وعلى حرماتها وصيانتها من أي عدوان عليها بأي شكل من الأشكال .

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء الإسلام يعلنون موقف الشريعة الإسلامية من التكفيريين علماء الإسلام يعلنون موقف الشريعة الإسلامية من التكفيريين



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib