مدريد ـ لينا عاصي
تمكن باحثون من العثور على موقع جديد ضخم يضم حفريات من العصر الجوراسي في الأرجنتين، ويعود تاريخ المجموعة الأكبر والأكثر تنوعًا من الحفريات للنباتات والحيوانات بما في ذلك الكائنات الرخوة التي نادرًا ما توجد في هذه الرواسب إلى قبل 140 إلى 160 مليون عام.
ويمتد الموقع في باتاغونيا "Patagonia" علي مساحة 23,000 ميل مربع ( أي ما يعادل 60,000 كيلومتر مربع )، في الوقت الذي يؤكد فيه خوان غارسيا ماسيني وهو عالم جيولوجي في المركز الإقليمي للبحث العلمي ونقل التكنولوجيا "CRILAR" علي أنه لا يوجد مكان آخر في العالم يحتوي على ذات الكمية من هذه الحفريات المتنوعة والتي تعود إلي العصر الجوراسي.
ويعد ماسيني واحدًا من مؤلفي البحث الذي أعلن عن اكتشاف ذلك الموقع في مجلة "Ameghiniana"، كما قال أيضًا بأن الحفريات تعطي رؤية عظيمة لما كان يبدو عليه العالم آنذاك، مضيفًا خلال حديثه إلي صحيفة "ديلي ميل" بأن الموقع يعد مذهلًا لعدة أسباب، حيث يحتفظ الموقع بالكائنات الصلبة والرخوة على عكس أغلب الرواسب الأحفورية المعروفة، وذلك بفضل منسوب المياه في ذلك الوقت، فالمنظر الطبيعي في العصر الجوراسي بحسب ما يقول ماسيني يشبه كثيرًا ما تبدو عليه اليوم حديقة يلوستون "Yellowstone" الوطنية حيث المجموعة المتنوعة من النباتات والحيوانات والكائنات المجهرية التي تعيش فيها، فضلاً عن أن المياه فائقة التركيز وما تحتويه من معادن في ذلك الموقع في باتاغونيا آنذاك ساهم في الحفاظ علي حياة هذه الكائنات داخل هذه الصخور.
يذكر أن العصر الجوراسي قد جاء قبل العصر الطباشيري عندما أصبح وقتها كل شئ أكثر حداثة، وهو ما يعني بأن الموقع في باتاغونيا يمكن أن يكشف عن النظم البيئية الأرضية قبيل هذه الحداثة، ويتشابه الموقع الأحفوري في الأرجنتين مع ذلك الموقع الشهير في ريني تشرت Rhynie Chert في اسكتلندا، وهو أقدم مرتين من الموقع في باتاغونيا، بينما يكمن الفرق في أن الصخور في باتاغونيا ظاهرة بشكلٍ جيد، وفي بعض الحالات يمكن رؤية الهيكل الأصلي من المناظر الطبيعية محفوظًا.
وأشار ماسيني خلال حديثه إلي "ديلي ميل" إلي أنه من المقرر بأن تكون الخطوة الثانية للباحثين هي التعرف بشكل أوضح علي كيفية تأثير البيئة في ما تم الحفاظ عليه من الحفريات، وذلك عبر الحصول علي عينات من أجل وصفها، فضلاً عن محاولة فهم الجوانب المختلفة للبنية للتي تظهر عليها المناظر الطبيعية وعلاقتها مع الحفاظ علي الحفريات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر