مراكش ـ كمال السليمي
صدر حديثًا عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، كتاب بمناسبة الذكرى الـ30 لإعلان مدينة مراكش تراثًا عالميًا من قبل منظمة اليونسكو، يحمل عنوان "مراكش: التأسيس والتسمية - دراسات ونصوص تاريخية".. وقام بجمع نصوص وتنسيق المقالات الواردة في هذا الكتاب، المندرج ضمن سلسلة "مراكشيات" والذي يقع في 288 صفحة من القطع الكبير، مدير المؤسسة عبد القادر عرابي، ويتناول الكتاب قضيتين أساسيتين أثارتا الكثير من النقاش، وكتبت حولهما الكثير من الدراسات والأبحاث واختلف حولهما المؤرخون، تتعلقان بتأسيس مدينة مراكش وتسميتها، وما يرتبط بذلك من أسئلة تتعلق بهوية المؤسسين ودوافع اختيار موقعها والبنايات الأولى التي تم تشييدها خلال مرحلة التأسيس، وطبيعة المجال الجغرافي والبشري المحيط بها خلال هذه المرحلة، وغيرها من الأسئلة والإشكالات التي تصدى للإجابة عنها المؤرخون المغاربة والأندلسيون والمشارقة والأوربيون قديمًا، كما تصدى لها أيضًا الباحثون المحدثون من خلال عدد من الدراسات النظرية الأكاديمية، أو من خلال الأبحاث الأركيولوجية الميدانية التي بدأت بمحيط جامع الكتبية منذ سنة 1923، وتوجت بإصدار كتاب في الموضوع سنة 1952.
ويشتمل هذا المؤلف على تمهيد يستعرض الأسباب التي دعت إلى إصدار هذا العمل، ثم مقدمة كتبها بمناسبة إصدار هذا الكتاب الدكتور حسن جلاب، عميد كلية اللغة العربية سابقًا، لخص فيها مجمل القضايا المتعلقة بتأسيس وتسمية مدينة مراكش، واستعرض مجمل النصوص التاريخية التي توقفت عند هذين الأمرين.
كما يتضمن المؤلف قسمين: يشمل الأول مجموع الدراسات والأبحاث التاريخية التي تناولت قضايا التأسيس والتسمية، وهي دراسات أنجزها كل من الدكاترة أحمد التوفيق، وأحمد بلاوي، وأحمد عمالك، ومحمد رابطة الدين، وعبد الرزاق ازريكم، ومصطفى فنيتير، وإبراهيم لكديم الصوصي، وعبد العزيز المجدوبي، وسمير أيت أومغار، ومحمد الزكراوي، والمؤرخ ليفي بروفنسال.
ويشمل القسم الثاني النصوص التاريخية التي عرضت أيضًا لقضيتي التأسيس والتسمية، وعددها 48 نصًا، وهي نصوص مستقاة من المصادر التاريخية والجغرافية المغربية والأندلسية والمشرقية والأوربية، وقد تضمنت كل ما يتصل بمسألة التأسيس والتسمية، كما توسعت في بعض الأحيان في الحديث عن اختطاط وبناء بعض المعالم والمنشآت العمرانية التي أحدثت في مراكش بعد التأسيس بزمن طويل، بما يسمح بتكوين فكرة واضحة عن مختلف الجوانب التأسيسية للمدينة الحمراء وأحوالها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر