الدار البيضاء - جميلة عمر
ألقاه خلال ندوة فكرأكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في المغرب أحمد العبادي، أن التحدي الأكبر بالنسبة للعالم الإسلامي في ضوء العولمة يتمثل في كيفية قراءة الموروث من الفكر الديني من أجل إنتاج خطاب ديني متجدد.
و أضاف العبادي في عرضية بعنوان "تجديد الفكر الديني في عصر العولمة"، نظمت الأحد، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن الوفاء للسلف يقتضي قراءة متجددة للموروث الفكري والديني تأخذ بعين الاعتبار السياقات المعاصرة، مشيرًا إلى أن من بين عوامل ومقتضيات هذه القراءة المتجددة للفكري الديني، ظاهرة العولمة المطبوعة بإيقاع زمني متسارع وبتدفق مكثف للمعلومات وبالتعددية اللغوية وباهتمام دولي مشترك وتزايد تكنولوجيا التواصل والثورة الرقمية التي تساهم في سرعة تشكل الرأي العام وتغير مفهوم الانتماء، فضلا عن المقتضى الحقوقي الذي فرض ذاته، وعوامل أخرى مرتبطة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وبيَّن العبادي أن إنتاج خطاب ديني متجدد في السياق العالمي الراهن يقتضي توفر قدرات ومقومات علمية، كما كان عليه الأمر بالنسبة للأزهر الشريف في مصر وجامعة القرويين في مدينة فاس.
وأضاف أن وجود مؤسسات دينية عريقة وقوية مثل الأزهر والقرويين لا يمكن معه لأي كان أن يقفز على التجديد في الفكر الديني، الذي هو عمل له أصول وتخصصات دقيقة، وتقنية تحتاج إلى مقتضيات تحترم السياقات، وإلى القدرة على الاستشراف.
وتحدث أحمد العبادي عن التحديات والمشاكل التي تعوق عملية تجديد الفكر الديني في العالم الإسلامي، والمرتبطة، على الخصوص، بتفقه النصوص واكتسابها واستنطاقها، وتحديث آليات التعامل معها، وتدريب علماء متخصصين ذوي قدرة على التجديد، ومتمكنين من العلوم الحديثة بقدر ارتباطهم بالأصل، فضلا عن المشاكل المرتبطة بالأفكار والمفاهيم الدخيلة
وخلص أحمد العبادي إلى أن أمر تجديد الفكر الديني هو شأن يخص المؤسسات الدينية، ويتطلب إشراكا للقطاعات العلمية إلى جانب هذه المؤسسات، ووجود هيئات مختصة للإشراف وتنسيق عمل هذه المؤسسات والقطاعات، و أن عملية التجديد التي هي بمثابة قوة اقتراحية بخصوص القضايا الحارقة تقتضي ضرورة وصل عملية التجديد بالسياقات و"التجسير" بين فقه النص ومفاتيح فقه الواقع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر