حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض
آخر تحديث GMT 03:49:08
المغرب اليوم -
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

بعد غياب السياحة وإرتفاع الاسعاروإستيراد الإنتاج الصيني

حرفة "النقش على النحاس" التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حرفة

شارع المعز لدين الله الفاطمي العريق في القاهرة
القاهرة - مصطفي الخويلدي

تحوي أحضان شارع المعز لدين الله الفاطمي العريق في  القاهرة، بعض المهن والحرف التي تعد جزءاً من الفنون الإسلامية ، واشهرها حرفة "النقش على النحاس"، والتي مازالت تحتفظ ببريقها الخاص. فالنحاس له عشاقه ومحبوه، فهو لا يزال يتأثر بالظروف الجوية كثيراً، ويعود تاريخ هذه الزخرفة إلى بداية ازدهار الحضارة الإسلامية والعربية، حيث ترى في تزيين مباني المساجد والمدارس والقصور والتي عرفت بالفنون الزخرفية، توارثها الأبناء من آبائهم وأجدادهم.

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

فعندما تدخل شارع المعز تجد المشغولات النحاسية والنجف والتحف الفنية، بعضها من أيدي الحاجة منى السجيني، ذات الخمسين عامًا، فهي المرأة الوحيدة، التي تعمل فى مهنة الحفر على النحاس، حتى استطاعت بمجهودها ومهارتها امتلاك ورشة لتصنيع التحف والنجف، وغيرها من المقتنيات النحاسية، ومعرضين لبيع منتجاتها.

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

واكدت السجيني ، انها تعمل في هذه المهنة منذ عشرين عاما ، مشيرة إلى ان تلك الورشة ملك لزوجها المتوفي، وان عمر الورشة تجاوز الأربعين عاما في صناعة وحرة النقش علي النحاس والمعادن، مشيرة إلى انها واجهت عدة ظروف صعبة بعد مرض زوجها ، اضطرتها للنزول إلى مجال العمل للإنفاق على أبنائها الأربعة، حيث بدأت عملها في بيع التحف النحاسية في سن السابعة والعشرين، فقامت بشراء بعض المعروضات من التجار في شارع المعز، واستأجرت محلًا في حي الزمالك لعرض بضاعتها.

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

وأضافت بأنها بدأت تجارتها برأس مال 170 جنيهًا فقط، حيث اقتصر عملها في البداية على بيع التحف، وبعدما زاد رأس المال عادت إلى الجمالية، واستأجرت ورشة لتصنيع المشغولات النحاسية، كما استعانت بـ4 صنايعية تعلمت منهم كيفية قص وتقطيع ألواح النحاس الخام وتشكيله ولحامه مرة أخرى وطلائه بالفرشاة بعد الحفر عليه، ثم بدأت العمل بنفسها، وبدأت تجارتها في التوسع بعد ذلك.

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

وتابعت منى، الا انه منذ قيام الثورة وانهيار السياحه انهارت معها المهنة بعد ان زادت اسعار المواد الخام زيادة حيث إرتفع سعر كيلو الفضه من 600 جنيه إلى 6000 جنيه وهو ما جعل جميع الورش تبتعد عن الفضة وتتجه للنحاس ، والذي ارتفع سعره ايضا إلى 95 جنيها والاحمر إلى 115 جنيها ، كما ارتفع سعر الازير ايضا إلى 7 و8 آلاف جنيه للقالب بعد تحكم رجال الاعمال واحتكارهم له ، كما اشارت إلى فترة الثورة سرق 2 طن نحاس من ورشتها وتعرضت لدين وخسارة كبيرة ، ولم تجد من يعوضها من الحكومة المصرية او يقف بجانبها .

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

وطالبت منى من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استيراد المواد الخام وتوصيلها اليهم دون جشع التجار ورجال الاعمال والمحتكرين لها او عمل جميعية تتولي ذلك حتى لا نكون تحت رحمة المحتكرين من تجار المواد الخام .مشيرةا إلى انه رغم الظروف التي تعانيها المهنة، اضافة الى أن يومية العامل اصبحت غاليه نظرًا لارتفاع اسعار السلع والغلاء الذي ضرب البلاد خلال الفترة الاخيرة نتيجة إرتفاع اسعار الدولار الأميركي، فاصبحت يومية العامل 100 جنية .ولفتت إلى انه اغلب الشغل الورش في شارع المعز بالقاهرة كانت تطلبه الفنادق للسياح .

اما عن تاريخ المهنة فاكد الحاج جمال شوشة صاحب "فضيات المعز" أن مهنة  (النقش على النحاس)  توارثها أباً عن جد منذ زمن بعيد، وقد كانت هذه الصنعة في الماضي في عهد الدولة الإسلامية يصنع منها العملات والصواني أو الأواني النحاسية أو أطقم الشاي والمباخر القديمة والتي لا تزال من أهم المعروضات في سوق خان الخليلي، الا انها تغيرت في الأشكال والألوان وطريقة الصناعة والطلاءات بالذهب والفضة وتزايد الآن الحفر الكيميائي باستخدام الماكينات.

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

اشار إلى انه  تم إدخال أشكال أخرى  مثل حافظة المصاحف والآيات واللوح القرآنية وأطباق منشورة بآيات قرآنية أو أشغال عربية، وعمل أشكال للمباخر والساعات جديدة وأوان نحاسية وعلب الملبس والشكولاتة والأطباق الفرعونية والتي ينقش عليها الحرفي المناظر العديدة مثل الأهرام وأبو الهول وتوت عنخ آمون وعربة رمسيس الحربية وصيادي السمك والطيور.

واوضح أن النحاس المستخدم في هذه الصنعة ليس نوعاً واحداً، فهناك النحاس الأصفر والأبيض والأحمر، إلا أنه لم يعد هناك إلا نوعين فقط هما الأصفر والأحمر، ويكثر العمل بهما الآن، لكن النحاس الأحمر يعد هو الأغلى لنقائه لعد وجود شوائب وسهولة الحفرعليه .

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

ومن ناحيته اكد إبراهيم صابر 35 عاما ( نقاش على النحاس ) انه تعلم منذ 15 عاما على يد الحاجة مني وداخل ورشتها فهو يعمل معها منذ 20 عاما ، وقال ان الشغل لم يعد مثل ما كان عليه قبل قيام الثورة والسبب في ذلك إنهيار السياحة في مصر .مشيرا إلى ان  الورش كان بها اكثر من 12 فنيا غير الصبيان وصلت الان إلى 4 فقط نتيجة ركود البضاعة لعدم وجود سياحة ، كما ان المنتجات الصينيه اضرت بصناعة لرخص ثمنها مع إرتفاع اسعار المواد خام في مصر .

واكد أشرف محمد 45 عاما (نقاش على النحاس ) ان الصناعة انقرضت الان بعد غياب المشتري، مشيرا إلى انه في البداية كان الفني ينقش أكثر من 10 اطباق يوميا اما الان فيقوم بعمل طبقين يوميا لانه لم يعد هناك وجود مشتري للمنتج ، وتابع: ان سبب الاساسي في إنيهار الصناعة هو المنتج الصيني  والسياحة  فضلا عن إرتفاع اسعار الفضه والذهب ، حيث ان نقش الاطباق كانت لم تتم الا علي الاطباق الفضية ولكن لرتفاع اسعارها لم اللجواء إلي نقشها وصناعتها من النحاس ، مشيرا إلى انه هجر المهنة منذ حوالي 15 عاما نتيجة لأرتفاع الاسعار وثبات سعر اليومية والصنعة فالمكسب الان للتجار وليس لإصحاب الورش .

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

وعن مراحل هذه الحرفة قال سيف الدين محمد (نقاش على النحاس): في البداية نختار قطعة النحاس التي يراد صنعها وتشكيلها ثم نقوم بتقسيط قطعة النحاس، بمعنى مساواة جميع أجزائها بالمطرقة والسندان، ثم يتم مسحها وتطويقها جيداً، ثم يقوم الفنان (الرسام) بالرسم عليها بواسطة قلم رصاص، لكن ليس من الضروري أن من يعمل في النقش أن يكون خطاطاً، فهناك الكثير من أصحاب الورش الذين يستعينون بخطاطين على درجة كبيرة من الاحتراف لكتابة أية جمل وخطوط وآيات مطلوب حفرها، ثم نبدأ بعدها عملية " تكبير الخانات" التي تم رسمها بمعنى ابتكار كل خانة مثل الأخرى بالضبط، وذلك باستخدام البرجل والقلم ثم نستخدم قلم النقش بالدق عليه بالشاكوش، وهناك العديد من الأقلام التي تستخدم في هذه الحرفة منها أقلام "الجوهارسة" يتم بواسطتها نقش دوائر صغيرة فوق قطع النحاس وهناك أيضاً أقلام " الزنبة " لعمل النقاط المطلوبة في الرسم على النحاس، وهناك أقلام "الترمبل" لجعل الأرضية في النحاس شبيهة بالرمل، وهناك أقلام "المقطع" للتفريغ، وتتم عملية نقش النحاس أو زخرفته، بثلاث طرق :

أولا النقش أو الحفر، وتتم بأدوات يدوية دون استخدام أي تقنية عالية عن طريق الأزميل والمطرقة الحديدية .

وثانيا طريقة الحفر البارز أو النقر، وتأتي في الدرجة الثانية من النقش من حيث الدقة .

وثالثا  طريقة صب الفضة على النحاس وهي طريقة لا يعرف سرها إلا المهرة القلائل، وتتم عملية الحفر عن طريق المرور على الشكل المرسوم أو الآيات المكتوبة على قطعة النحاس، وبعد الانتهاء من عملية الحفر تذهب قطعة النحاس للمخرطة لرسم الشكل الذي نريد إخراجه إذا كان دائريا أو مستطيلاً وإلى ذلك، ثم تأتي مرحلة الذهاب للفرشاة للتلميع وتتم مرحلة الطلاء بالألوان والطلاء بالذهب والفضة والبرونز، وربما يدخل في القطعة أربعة ألوان إلا أن هناك البعض يطلبها صفراء فقط.

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

أهم مشكلات هذه الصناعة

وعن أهم المشكلات التي تعوق هذه الصناعة يقول أحد أصحاب ورش النقش على النحاس: من أهم هذه المشكلات تزايد أسعار المواد الخام خلال الفترة الاخيرة ، مما أدى لهروب الكثيرين من أبناء هذه المهنة إلى مهن ، وأدى ذلك إلى تغيير نشاط كثير من الورش الكبيرة التي كانت تعمل في النحاس للعمل في الصاج.

 وإضافة إلى ذلك استيراد الكثيرين منتجات النحاس من الصين والذي يعتمد على الشكل الخارجي فقط، فألوانه تمحى بعد فترة قصيرة من الزمن، وجودته ضعيفة جداً، الا أن رخص أسعارها يجعل الكثيرين يقبلون عليها. وبالإضافة الى ذلك فهناك بعض المصانع والورش التي تعتمد على الحفر الكيميائي للنحاس مما أضعف من مهنة النقش على النحاس اليدوية بصورة كبيرة الآن وهددها بالانقراض .

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض حرفة النقش على النحاس التاريخية في مصر تتراجع وتصبح مهدَّدة بالانقراض



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib