مؤسسة محمد السادس للعلماء توطد من أبوجا دعائم المشترك الإفريقي
آخر تحديث GMT 10:29:44
المغرب اليوم -

مؤسسة محمد السادس للعلماء توطد من أبوجا دعائم "المشترك الإفريقي"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مؤسسة محمد السادس للعلماء توطد من أبوجا دعائم

الملك محمد السادس
الرباط - المغرب اليوم

انطلقت صباح الجمعة في العاصمة النيجرية أبوجا، فعاليات الندوة العلمية الدولية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة حول “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ”، بحضور ثلة من الشخصيات الإسلامية والسياسية والسفراء، وزهاء 400 عالم وعالمة من مختلف البلدان الإفريقية.ويأتي تنظيم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة هذه الندوة العلمية الدولية في إطار الجهود المبذولة من طرف المغرب لتعزيز أواصر المشترك التاريخي والروحي مع جواره الإفريقي، خصوصا وأن الدين الإسلامي انطلق من المغرب لينتشر في القارة الإفريقية.

هذا التوجه أكده محمد رفقي، الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في الكلمة الافتتاح للندوة، حيث أشار إلى أن العلاقات الروحية للمملكة المغربية مع البلدان الإفريقية تنطلق من الروابط الدينية والتاريخية والثقافية واللغوية المشتركة.وأكد المتحدث ذاته أن اختيار موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ”، هو تكريس للجهود المبذولة من طرف المغرب لتوحيد جهود علماء المملكة بباقي البلدان الإفريقية لخدمة مصالح الدين الإسلامي، وفي مقدمتها التعريف بقيمه السمحة ونشرها، وتشجيع الأبحاث والدراسات في مجال الفكر واللغة والثقافة الإسلامية.

وأضاف أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أخذت على عاتقها المساهمة الفعالة في المحافظة على وحدة الدين الإسلامي، وخدمة تراثه، وفتح فرص تبادل الآراء بين علماء القارة الإفريقية، بهدف تنمية مدارك الناس العلمية والمعرفية، مبرزا أن العمل الذي تقوم به المؤسسة في هذا المجال من شأنه أن يساهم في إحياء التراث الإسلامي الإفريقي العريق والذاكرة المشتركة، من خلال النشر والحفظ والصيانة.

وشدد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على أن موضوع “التراث الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ” يكتسي أهمية بالغة، باعتباره أحد المجالات التراثية المعتمدة ضمن البرامج المستهدفة في لجنة التراث بالمؤسسة، وهو مجال النص التراثي المخطوط في أبعاده الإنسانية وتجلياته الحضارية وواقعه وآفاقه بمختلف مكتباته الوطنية والأهلية ومراكزه البحثية ومختبراته العلمية بالجامعات الإفريقية.وخصصت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في ندوة أبوجا محورا متكاملا عن التراث المخطوط بجمهورية نيجيريا الاتحادية، “وهذا يعد في حد ذاته عرفانا من المؤسسة لما يزخر به هذا البلد الإفريقي العريق من كنوز تراثية ومن مكتبات وجامعات ومراكز علمية مرموقة”، كما أوضح محمد رفقي.

وأبرز أن الملك محمدا السادس “يريد أن يجعل من مؤسسة العلماء الأفارقة على المستوى الإفريقي إطارا علميا شامخا لحفظ الدين ومقتضياته، بما في ذلك الخصوصيات التراثية للشعوب الإفريقية”.وأبرز رفقي أن “الحفاظ على الدين هو بالأساس الحفاظ على القيم الإنسانية الإفريقية وكل القواعد المؤسسة للمنظومة التراثية، الأخلاقية، الفطرية، السليمة والمتكاملة، التي تعارفت عليها المجتمعات الإفريقية، المتمثلة في القيم والمبادئ والعادات والأخلاقيات والخصوصيات التي تصدر من الإنسان الإفريقي وتوجه سلوكياته وتوجهاته نحو الأفضل داخل مجتمعه”.

وفي خضم الانصهار الثقافي الناجم عن العولمة في العصر الحالي، قال رفقي إن القيم الضابطة للإنسان الإفريقي في عصرنا الحديث، خصوصا القيم التراثية منها، “أصبحت اليوم، وحسب آراء ومواقف جل العلماء المختصين والمهتمين والكتاب والمفكرين الأفارقة وغيرهم، محل عناية كبرى لما لها من مكانة في حفظ خصوصيات الشعوب الإفريقية”.ونبه الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إلى أن “الانتشار السريع لتكنولوجيا الاتصال التي فرضت على العالم واقعا ومجالا جديدا، هو مجال التواصل العالمي، قد ساهم في عولمة كل شيء، بما في ذلك المخاطر والسلوكيات المسيئة للتراث الإسلامي الإفريقي، من إهمال لتاريخ الشعوب وللذاكرة الجماعية، وكأنه قد حدد سلفا معالم ما سيصبح عليه مجتمع الغد الذي سيختلف كثيرا عن ماضيه وواقعه”.

وأكد المتحدث ذاته أن حماية التراث الإفريقي، “في الحقيقة حماية للشخصية الإفريقية المتميزة، أي سلوك الإنسان الإفريقي الذي ينهل من القيم والعادات والأعراف والتقاليد الحضارية”، مضيفا أن حماية هذه الشخصية وسياق انتمائها لحضارات لها ماض متأصل وعريق، هو المدخل الصحيح لحماية التراث الإسلامي الإفريقي والتاريخ والذاكرة.وشدد على أن حماية التراث الإسلامي الإفريقي “لن يتأتى إلا ببناء “بنيات تحتية” يكون همها الأساسي هو الحفاظ على الموروث الحضاري الإفريقي، وعلى أساسها يجب أن تبنى تقاليد البحوث العلمية والثقافية والفكرية.

رفقي دعا علماء القارة الإفريقية إلى التسلح بلغة العلم وإنتاج المعرفة، وإبداع رؤى جديدة للآفاق المستقبلية، “تجسد الإحساس لديها بأنها جزء من عالم يحمل آمالا واسعة في صنع العلم وإنتاج المعرفة والحفاظ على الذاكرة والموروث الحضاري”، مؤكدا أن هذه الغاية لن تتحقق إلا من خلال التمكن التام من لغات العلم العالمية التي تشجع البحوث والترجمة المرتبطة بالبحث العلمي والإبداع.

في هذا الإطار، أكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أن المؤسسة تشجع فروعها في البلدان الإفريقية على فسح المجال أمام علمائها وتنسيق آرائهم وأبحاثهم بغية بناء الكفاءات العلمية الإفريقية القادرة على المساهمة على مستوى البحث العلمي في القضايا الدينية بإفريقيا عموما، والتراث الإسلامي الإفريقي خصوصا.وحفلت الكلمات الترحيبية التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية للندوة العلمية الدولية حول “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ”، بعبارات التنويه بالجهود التي يبذلها المغرب في سبيل الحفاظ على القيم المشتركة والثوابت الدينية التي تربط المملكة بالبلدان الإفريقية.

الشيخ إبراهيم صالح الحسيني، مفتي جمهورية نيجيريا الاتحادية رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بنيجيريا الاتحادية، قال إن إنشاء الملك محمد السادس لمؤسسة العلماء الأفارقة، “كان تجسيدا لاهتمامه بميراث الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بهدف جمع علماء القارة الإفريقية للتواصل والتعاون بينهم تعاونا مثمرا يحافظ على الثوابت الدينية المشتركة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في جميع البلدان”.

وأضاف: “من حسن حظ علماء إفريقيا أن سخر لهم من يهتم بأمر هذا الدين، وعلى رأسهم أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، عبر تأسيس هذه المؤسسة التي من أهدافها إحياء التراث الإسلامي المشترك وصيانته”، مبرزا أن العلاقات المغربية الإفريقية عريقة جدا.ودعا مفتي جمهورية نيجيريا الاتحادية العلماء في إفريقيا والعالم إلى “السير على سنن الأسلاف، والتمسك بالثوابت المشتركة، والمذهب المالكي الذي يجمع بين المغرب وبلدان الغرب الإسلامي ومعظم العالم الإسلامي”.

قد يهمك أيضَا :

مؤسسة محمد السادس تكرم نساء ورجال التعليم الفائزين بجوائز الاستحقاق

هيئة حقوقية ومؤسسة محمد السادس بمالي تدينان الهجوم المسلح على سائقين مغاربة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤسسة محمد السادس للعلماء توطد من أبوجا دعائم المشترك الإفريقي مؤسسة محمد السادس للعلماء توطد من أبوجا دعائم المشترك الإفريقي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب

GMT 06:24 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم منتجعات التزلج على الجليد في أوروبا وبأسعار مميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib