حميد زناز يؤكد أن وباء فيروسكورونا يعرّي فقهاء الدين
آخر تحديث GMT 09:04:12
المغرب اليوم -
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

أوضح أن الأنظمة المغاربية تدعم السلفية

حميد زناز يؤكد أن وباء فيروس"كورونا" يعرّي فقهاء الدين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حميد زناز يؤكد أن وباء فيروس

حميد زناز، باحث جزائري مهتمّ بقضايا الفلسفة والإسلام السياسي
الجزائر - المغرب اليوم

قال حميد زناز، باحث جزائري مهتمّ بقضايا الفلسفة والإسلام السياسي، إن "المهاجرين أكثر تأثرا بالفكر الأصولي بسبب وجودهم كأقليات في مجتمعات حديثة متفتحة وعلمانية، وهو ما يجعلهم يخافون من الذوبان في تلك المجتمعات، فيلجؤون إلى التدين المبالغ فيه بدفع من الإخوان المسلمين وغيرهم من الحركات الناشرة للتعصب والكره".وأضاف زناز، الذي قدّم بحثًا حول "التفردن" في فلسفة سيوران بجامعة نانسي الفرنسية، أن بلدان المنطقة المغاربية "لا تستطيع تطبيق الشريعة كاملة ولا رفضها كاملة، فهي بلدان شبه إسلامية وشبه حديثة، وهو الاختلال الذي يولد الأزمات الاجتماعية والسياسية والنفسية".

لم تتغير ردود فعل المجتمعات الإسلامية بشأن مضاعفات الأوبئة إلى حدود الزمن الراهن، حيث ساد التفكير الأسطوري والتفسير المستغرق في الفكر الغيبي. كيف يمكن فهم المتخيل الشعبي الذي يستسلم في فهْم تمفصلات الكوارث الطبيعية والأوبئة؟

يعود الأمر إلى غياب نخبة فكرية حقيقية جريئة تطالب بقطيعة نهائية وحاسمة مع الموروث الغيبي الإسلامي، ووجود نخبة سياسية تستغل هذا التراث الغيبي لتزييف وعي الناس من أجل التحكم فيهم، والبقاء في الحكم باسم هذا التراث والانتماء الوهمي إليه.لقد عملت حكومات الاستقلال في شمال إفريقيا على استيراد هوية لا علاقة لها بهوية شمال إفريقيا سوى في صدامها معها واستعمارها. وباسم هذه الحضارة العربية الإسلامية تم تشويه الهويات المحلية واستبدالها بهوية مستوردة مرتكزة على تراث خرافي في غالبيته لا علاقة له مع العصر وإشكالياته، ما شجع التفكير الغيبي والاتكالية والإيمان بالمعجزات وغيرها، وشكل ذلك طبعا عائقا كبيرا أمام انتشار التفكير العلمي النقدي.

والأدهى من ذلك أن هذا الخراب يُدرس في المدارس الحكومية من الابتدائي إلى الجامعي، وتدعمه آلاف المساجد والزوايا وعشرات الجرائد والقنوات والدعاة والأحزاب الدينية الإسلامية. في حقيقة الأمر، لم تفعل سلطات الاستقلال ما يجب ليكون العلم سابقا على الدين، الجامعة على المسجد، المفكر على الإمام. ومن الطبيعي أن تنتشر الخرافات والتفكير الغيبي والتفسير اللاعقلاني للمرض والكوارث الطبيعية. لن أتردد في القول إن هناك سياسة تجهيل ممنهجة تهدف إلى تأبيد الفكر الخرافي الديني في بلداننا بمباركة بعض أشباه المثقفين المتشبثين بهوية معتلة مستوردة. ومن البديهي جدا أن ضعف التعليم العلمي الجاد هو الذي جعل التفكير الغيبي يتغوّل.

استغلت مجموعة من التيارات السلفية "أزمة كورونا" قصد تكريس النظرة الخرافية تجاه الوباء، مستندة في تبرير أقاويلها إلى الجانب التديّني الفولكلوري لدى شعوب المنطقة. بماذا يُمكن تفسير الردود المتوترة من لدن فقهاء الدين كلّما أُخْضِعت هذه المواضيع للنقاش العام؟

هذا الوباء عرّى هؤلاء الفقهاء وأظهر ترّهاتهم وضرب عرض الحائط بكل أكاذيبهم، حيث أظهر أن العلم وحده هو الذي يجب أن نعول عليه وما الدعاء سوى سلوك من مخلفات عصر ما قبل العلم لا يفيد في شيء. في نهاية المطاف، اعتمد المصابون على المراكز الاستشفائية وآلات التنفس الاصطناعي، وليس على خزعبلات الفقهاء.يبدو أن السلفية قد ضربها هذا الفيروس في مقتل، فضح ألاعيبها كما فضح دعاة الإعجاز العلمي. يكفي متابعة ما يحكى عنهم من نكت على مواقع التواصل الاجتماعي لنعرف أن قطاعات لا بأس بها من الشباب في بلداننا قد انتبهت إلى خداعهم المتواصل منذ عشريات.

بالعودة إلى مجال اشتغالك الفلسفي، تحدثت في إحدى مقالاتك عمّا أسميته بـ "الشريعة الناعمة" الرامية إلى عزل الجاليات المغاربية في الغرب بشتى الوسائل. لماذا يبقى التراكم الثقافي والعرفي والديني مترسّبا لدى جلّ المسلمين المقيمين في الدول الأوروبية القريبة من شمال إفريقيا ولا سيما فرنسا؟

قبل صعود حركات الإسلام السياسي في الغرب المدعم من طرف الحكومات العربية، كان المهاجرون يعيشون في سلام مع المجتمعات المضيفة. عمل الإسلاميون، وعلى رأسهم الإخوان، كل ما في وسعهم لإحداث شرخ بين المسلمين والمجتمع الفرنسي على سبيل المثال، من خلال محاولة عزلهم بشتى الوسائل.وقد ساعد الإسلاميون في مشروعهم جهتان؛ أولهما بعض الأحزاب اليسارية الفرنسية بغية الاستحواذ على أصوات المسلمين في معاركهم الانتخابية، وثانيهما السلطات في بلدان شمال إفريقيا بغية السيطرة على جالياتها في المهجر وتأبيد ارتباطها بالبلد الأم.

وبما أنها لا تستطيع تقديم أي شيء، قدمت لهم الدين؛ فالحكومات الجزائرية مثلا هي التي تكلفت ماليا لعشرات السنين بمسجد باريس، وهي التي ترسل كل عام الأئمة لإقامة التراويح في فرنسا، فكأن من مهام الدولة تسيير معتقدات مواطنيها وتمويلها. كل هذا شكل أرضية مثالية للحركات الإسلامية؛ إذ وجدت الجو مناسبا، فاستولت على جل المساجد الممولة من طرف بلدان الخليج.

ونحن الآن أمام ظاهرة ما يسمى في الأدبيات السياسية الفرنسية بـ"الأقاليم الضائعة من الجمهورية الفرنسية"، ويُقصد بها الأحياء المؤسلمة في ضواحي المدن الفرنسية الكبرى التي باتت تشكل مجتمعا موازيا تطبق فيه شريعة تبدو ناعمة في الظاهر لكنها تدخل فيما يسميه الإخوان المسلمون بـ"التمكين"؛ أي الوصول إلى تطبيق الشريعة الحقيقية تدريجيا، مثل السماح بغطاء على الرأس بالنسبة للفتيات، ثم الحجاب، وصولا إلى فرض النقاب.

المهاجرون أكثر تأثرا بالفكر الأصولي بسبب وجودهم كأقليات في مجتمعات حديثة متفتحة وعلمانية، وهو ما يجعلهم يخافون من الذوبان في تلك المجتمعات، فيلجؤون إلى التدين المبالغ فيه بدفع من الإخوان المسلمين، وغيرهم من الحركات الناشرة للتعصب والكره.تطرّقت إلى موضوع محوري يشغل بالَ المسؤولين في المنطقة المغاربية، يتعلق أساسا بزوجات مقاتلي "داعش" اللائي يأملن العودة إلى البلد الأم، حيث يتم تصويرهن على أساس أنهن لا يشكّلن أي خطر على المجتمع، مرجعين ذلك إلى بعض الكتابات التي تربط الحضور النسائي في التيارات الإرهابية بالإنجاب أو الزواج أو الهروب من مشكلات اجتماعية. ما منظورك لتفسير التحاق النساء بالتيارات الإرهابية؟

من وجهة نظر إسلامية/إسلاموية، المرأة دائما تابعة للرجل. وكما تعرف، جلّ النساء اللواتي التحقن بداعش في سوريا والعراق هن من البلدان الغربية؛ أي فرنسا وبلجيكا وهولندا وغيرها. وفي غالب الأحيان كنّ غير بالغات قبل التحاقهن، وتقريبا كلهن كن مخدوعات، تم اصطيادهن بطرق مختلفة، لكن لما وصلن إلى سوريا والعراق، تم توجيههن وتكوينهن.

كثيرات منهن أصبحن داعشيات بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لسن بريئات أبدا، ذلك أن تقارير كثيرة بينت أن بعضهن مارسن العنف، وكن مقتنعات تماما بما تفعل داعش من شرور. بالنسبة للجزائريات والتونسيات والمغربيات، لم يكن عددهن معتبرا في صفوف المنظمات الإرهابية.

أسهمت الأنظمة السياسية للمنطقة المغاربية في تمهيد الطريق لتغلغل التيارات السلفية والدينية داخل المجتمعات من أجل إضفاء الشرعية عليها، لكن هذه الاستراتيجية أعطت مفعولا عكسيا خلال العقدين الأخيرين، بعدما تكرّس الفكر المحافظ، وأحيانا المتشدد، لدى المواطنين. إلى أين تسير مجتمعات المنطقة في ظل انقلاب ميزان القوى لصالح الجماعات الدينية؟

كما أسلفت، دول الاستقلال هي التي عملت كل ما في وسعها لأسلمة المجتمع. في الجزائر نقول دائما إن "الفيس هو ابن الافلان". الأصولية بصفة عامة تدرس في المدارس، ويتعلم التلاميذ في مدارس الأنظمة أن الدولة الإسلامية هي الدولة المثلى إلخ، وتنص كل الدساتير على أن الإسلام هو دين الدولة.طبيعي جدا أن من تعلّم شيئا بأنه مثالي، سيعمل ويطالب بتطبيقه على أرض الواقع، فلا يختلف خطاب الأئمة في المساجد وخطاب الإرهابيين. الهدف واحد هو تطبيق شرع الله كما يقولون. المسألة هي أن هذه البلدان لا تستطيع تطبيق الشريعة كاملة ولا رفضها كاملة، هي بلدان شبه إسلامية وشبه حديثة، هذا هو الاختلال الذي يولد الأزمات الاجتماعية والسياسية والنفسية.

تُوجه لأنماط التدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الكثير من الانتقادات المتعلقة بطريقة فهم الحياة، بحيث يُعاب عليها أنها حبيسة عالمها الخاص دون الانفتاح على ما يجري خارج ذلك العالم من خلال إعادة فهمها للدين. ما الذي جعل الإسلام في المنطقة لم يستوعب حركة التاريخ؟

يجب أن يعترف سكان هذه المناطق ذات الأغلبية المسلمة أن المشكلة الأساسية تكمن في طبيعة الدين الإسلامي ذاته. هو دين تدخلي، يتدخل في شؤون الفرد من يوم مولده إلى يوم مماته، ويحاول تنظيم تفاصيل حياته، حتى الحميمية منها.لا يمكن أن ينفتح المسلم على العالم ودينه يضع حوله سياجا من الممنوعات. كيف يمكن استيعاب حركة التاريخ حينما تعتقد أنك تملك الحقيقة ولك كل الحلول لكل المشاكل في تراثك، بل حتى للمشاكل التي لم تطرح بعد؟ بكل صراحة، ليس من السهل، كي لا أقول إنه من المستحيل، تبين الفرق بين الإسلام والإسلاموية اليوم.

وقد يهمك ايضا:

أوجار ينتقد الإسلام السياسي ويَصِف "الفكر العربي الجديد" بالجهادي

سجل حافل لـ "الإخوان" في عمليات التصفية الجسدية لخصومها

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حميد زناز يؤكد أن وباء فيروسكورونا يعرّي فقهاء الدين حميد زناز يؤكد أن وباء فيروسكورونا يعرّي فقهاء الدين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib