الدار البيضاء ـ جميلة عمر
استضافت مدينة فاس منتدى فكريًا عن أزمة المياه في العالم، مساء السبت، ضمن الدورة الـ23 لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة (الروحية)، الذي تستضيفه المدينة. ويناقش المنتدى الرهانات المرتبطة بتدبير الماء، وطابعها الأساسي في التوازنات الطبيعية والمناخية، وشروط الحياة ومستقبل المجتمعات والجنس البشري، على نطاق واسع. ويتضمن المنتدى ثلاث ندوات، تعقد على مدى ثلاثة أيام، بعنوان "الماء في بعده الروحي"، و"ندرة الماء في ظل متطلبات التنمية المستدامة"، و"الماء في الأنظمة البيئية الهشة"، حيث يشارك فيه باحثون وجامعيون ومحللون أوروبيين ومغاربة. وخلال كلمته، دعا رئيس المجلس العالمي للماء، لويك فوشون، المجتمع الدولي إلى التعامل بحزم مع المشاكل المرتبطة بالماء، في كل حالاته وتقلباته، مبينًا أن المجتمع الدولي مطالب بأن يجد حلولاً لمشكلة نقص الماء، في ظل وجود دول تعاني من أزمات مائية، وأخرى تشتكي من فيض الماء المدمر الغاضب. فوشون إلى وجود توافق بين الأديان والحضارات والثقافات، على أن الماء مصدر الحياة. ومن جانبه، قال مدير المهرجان، عبد الرفيع زويتن، إن الماء موضوع كوني، يحتل مكانة مهمة في كل الديانات، وهو قضية ضرورية على مر التاريخ، لأن إقامة المدن كانت تعتمد على الوديان ومجاري المياه، أما عبد العظيم الحافي، المفوض السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر في المغرب، فقال، في كلمته، إن موضوع الماء كان خارج الاهتمامات في المؤتمرات الأممية لتغير المناخ، قبل أن تُعطى له المكانة التي يستحقها في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية "كوب 22". وقال الحافي: "إن المطلوب، فيما يتعلق بالماء، هو إقامة حلقة وصل بين المقاربة الموضوعية والمقاربة القطاعية والمقاربة المجالية، لأننا في مرحلة تشهد نقصًا في الموارد المائية". ووافتتحت الدورة الـ 23 للمهرجان، الجمعة، على أن تستمر فعالياته حتى 20 مايو / أيار الجاري، برعاية الملك محمد السادس، تحت شعار "الماء والمُقدّس"، حيث تنظمه من تنظيم مؤسسة "روح فاس". وتحتفي دورة هذا العام بالماء في بعده الروحي، من أجل العمل على تشجيع الإدراك البيئي السليم، والوعي بالترابط الإنساني، وحب الأرض وثمارها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر