لندن - المغرب اليوم
وقّع مدير عام "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجيّة" الدكتور جمال سند السويدي الأحد في "جامعة إكسفورد" في المملكة المتحدة كتابَيه "آفاق العصر الأميركي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد"، و"وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك". وتم خلال هذه المناسبة التي حضرها
نخبة كبيرة من الأكاديميين والمتخصصين، التعريف بموضوعي الكتابَين ورؤيتيهما المستقبليتين
وتناول السويدي في كتابه "آفاق العصر الأميركي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد" النظام العالمي الجديد من منظور مغاير لما سبق طرحه برغم وجود خطوط اتفاق عامّة بشأن مكانة الولايات المتحدة الأميركية ودورها في هذا النظام فالجدل العالمي بشأن ظاهرة مثل العولمة لا يزال محتدماً بين المنظّرين والباحثين ورجال الأعمال والمستثمرين بشأن طبيعتها وتأثيراتها وأبعادها وسبل تعظيم مردودها.
ويرى الدكتور جمال السويدي في كتابه الجديد أن إدراك اتجاهات التغيير ومساراته وأبعاده وتأثيراته الإستراتيجية المحتمَلة واستشراف آفاق النظام العالمي الجديد وفق منهج علمي واضح قد يتيحان فرصاً ثمينة للحفاظ على المصالح كما أن الغوص في تحليل مؤشرات الحاضر وشواهده والتعمّق في سبر أغواره يجبراننا حتماً على التفكير في المستقبل.
ويقع الكتاب في 860 صفحة تضم سبعة فصول بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والملاحق والهوامش والمراجع والفهارس.
اما كتاب "وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحديات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك" فان مقدمته تشير إلى أن من يتابع التاريخ الإنساني يجد أن طموح الإنسان وأمل البشـر جميعاً أن يكون الغد أفضل من الحاضـر فالإنسان يحلم دائماً بتحقيق أشياء كثيرة تعينه على ما يواجهه في حياته ومعيشته ودراسته وعمله ومجتمعه وبعض هذه الأحلام يتحقق وكثير منها يظل في طور الأمل.
وتناول السويدي في هذا الكتاب تطوّر دور وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الاجتماعي في المستقبل وما سيعكسه ذلك من تغييرات على كثير من المسلّمات الراهنة وسيصبح في الغد واقعاً ملموساً يلزم أن يتأقلم معه الإنسان من دون صـدمة معرفية أو إشكالية في التعامل .. مشيراً إلى أن "التكنولوجيا الرقمية قد تمكّنت من العمل على نطاق عالمي لتحقيق بعض أحلام الإنسانية وأرست قواعد ثقافة إلكترونية عالمية امتدّت عبر الزمان والمكان وتجلّى الربط بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي أدت بمرور الوقت دوراً بارزاً في تشكيل اتجاهات الرأي العام وبناء القناعات الذاتية والمواقف والآراء تجاه مختلف القضايا والأحداث في مختلف المجالات" حسب ما ذكرت وام.
وبيّن الدكتور جمال السويدي أن وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى التحول من "القبيلة إلى الفيسبوك" فإذا كانت القبيلة الواحدة تتكون من بطون وأفخاذ متفرّقة وعصبيات عدة فلا بدّ من عصبية أقوى تلتحم فيها العصبيات وتنصهر وتصير كأنها عصبية واحدة كبرى وإلا فسيقع الافتراق المفضـي إلى الاختلاف والتنازع وإذا كان كل حي أو بطن من القبائل عصبة واحدة لنسبهم العام ففيهم كذلك عصبيات أخرى لأنساب خاصة هي أشـد التحاماً من النسب العام لهم وهو أمر ينطبق بصورة رئيسة على منظومة وسائل التواصل الاجتماعي فلكل مجموعة تتواصل على أيّ وسيلة تواصل اجتماعي توجهات ورؤى واحدة كأنها عصبية قائمة بذاتها كما أن المستخدم لا يتخلص من عصبيته الأصلية ولذلك يمكن القول إن لوسائل التواصل الاجتماعي "عصبيات افتراضية" وهي سمة البنية الاجتماعية الجديدة في المجتمع الكوني الكبير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر