مراكش - ثورية ايشرم
يعتبر متحف دار السي سعيد من أروع النَّمادج للمنازل التقليديَّة في مدينة مراكش، ويعود تاريخ تشييد هذه المعلمة التاريخيَّة والفاخرة إلى النِّصف الثاني من القرن التَّاسع عشر، ويرجع تاريخ تسميَّته نسبة إلى سعيد بن موسى، الذي كان يمارس مهام وزير للحربيَّة في عهد السُّلطان المولى عبد العزيز
.
وقد تحول هذا المنزل التاريخي بعد وفاة صاحبه في العام 1914 إلى مقر لحاكم منطقة مراكش، في عهد الحماية الفرنسية.
وفي 1930 فوتت الدار للإدارة العامة للتهذيب العمومي والفنون الجميلة والآثار لتصبح مكانا يضم مصلحة شؤون الأهالي ومتحفا وورشات للصناعة التقليدية.
وفي العام 1957 قسمت الدار إلى جزئين، الأول يضم الصناعة التقليدية والثاني يضم أروقة للتحف.
وتتكون الدار من رياض كبير بـ 4 قاعات واسعة، ورياض صغير ذو قاعة واحدة متوسطة الحجم، إضافة إلى طابق علوي يمثل القسم الأساسي في الدار، بحيث يحتوي على مكونات معمارية، تشهد على فن العمارة الخالدة والخاصة التي تميز المنازل المراكشية في الفترة ما قبل بداية القرن العشرين.
وشهدت دار السي سعيد بين 1978 و1980 إصلاحات وترميمات كبرى على مستوى الدار كاملة، وتحويلها إلى متحف تاريخي يجمع العديد من التحف الغالية والتاريخية المغربية وخاصة المراكشية والتي لم يعد لها مثيل في أي مكان إلا بهذه الدار التاريخية، كما أن المسئولون عنها تكفلوا بإعادة جميع التحف التي تم تهريبها منها في عهد الاستعمار خارج الوطن.
وتتنوع مجموعة التحف التي تضمها الدار بين تحف مراكشية وأخرى من منطقة سوس والأطلسين الكبير والصغير وتافيلالت، وهي تتكون من مجموعات خشبية وحديدية وحلي نسائية ومجموعة من الفخار والخزف، إضافة إلى الأسلحة التقليدية والمنسوجات المراكشية التاريخية، وبعض التحف الأثرية التي تميز الدار، وحوض المرمر الذي يمنحها روعة من حيث العمارة والهندسة التي تمزج بين المغربية والأندلسية، والذي يعود تاريخه للقرن الحادي عشر الميلادي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر