فاس - حميد بنعبد الله
تنطلق، صباح السَّبت، فعاليَّات مهرجان فن الحلقة والأدب الشفهي، في دورته التَّاسعة التي تتواصل لمدة يومين، في فضاء بردلة في حي الرَّصيف في مدينة فاس المغربيَّة، بمشاركة العشرات من محترفي ورواد فن الحلقة والفنَّانين الشعبيِّين من مختلف المدن والجهات المغربيَّة. واختارت إدارة المهرجان الهادف إلى إحياء فن الحلقة والتراث الشفهي والاحتفال بهما وصيانتهما والمساهمة في الحفاظ على الذَّاكرة الشعبيَّة، هذا الفضاء التاريخي لتقديم مختلف العروض المبرمجة، بحيث سيتناوب رواد الحلقة على إبداع لوحات فنية مختلفة باختلاف مقدميها على غرار ما تشهده ساحة جامع الفنا في مدينة مراكش.
وسيتم تنظيم مجموعة من العروض الفنية المتميزة التي تمتح من التراث الشفاهي المغربي ومن مكونات الحلقة، خصوصا فيما يتعلق بالحكي والألعاب البهلوانية والغناء وتقديم خوارق فنية في المرور على المسامر وابتلاعها من قبل شاب فاسي دأب على تقديم عروض مماثلة في ساحة أبي الجنود التاريخية القريبة من الموقع.
وتسعى مقاطعة فاس المدينة التي دأبت على تنظيم المهرجان منذ 9 أعوام إلى حد أصبح موعدا سنويا للاحتفاء بهذا الموروث الثقافي والفني، إلى الحفاظ على هذا الفن من الانقراض وحفظ الذاكرة الشعبية وتثمين الموروث الثقافي والفني الوطني وإنعاش القطاع السياحي في مدينة فاس التي تعتبر واحدة من الوجهات السياحية المغربية المفضلة لدى السياح.
ويروم هذا المهرجان إلى التعريف بالتراث العريق لمدينة فاس المصنفة من طرف منظمة اليونسكو منذ ثمانينات القرن الماضي ضمن التراث العالمي الإنساني، والاحتفاء بكل مكونات هذا اللون الفني التقليدي الشعبي وبدوره الهام والحيوي في تشكيل الذاكرة الجماعية لسكان العاصمة العلمية للمملكة المغربية.
وتشتهر ساحة أبي الجنود القريبة من ثانوية المولى إدريس التاريخية في مدينة فاس، بتنظيم نماذج مختلفة لفن الحلقة والتراث الشفهي، يوميا ابتداء من العصر، حيث يتناوب رواد هذا الفن، على تقديم عروض في الغناء والألعاب البهلوانية وغيرها، يتتبعها عشرات المواطنين المهووسين، والسياح الأجانب.
لكن دور وأهمية هذه الساحة في تشخيص مثل هذه الفنون، سائر إلى الزوال بالنظر إلى انحصار عدد رواد الحلقة ممن دأبوا على تنشيطها طيلة أعوام خلت، وعدم إيجاد خلف لهم أمام ضعف الاهتمام وضعف المدخول من هذه الحلقيات، على غرار ساحات مماثلة في مدن أخرى، خصوصا مكناس، فيما تحافظ جامع الفنا في مراكش على إشعاعها المتواصل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر