برلين - و.م .ع
خصصت دار النشر الألمانية "رامبو" مؤخرًا قسمًا للكتاب الألمان الذين يكتبون عن المغرب، في مبادرة هي الأولى من نوعها على الإطلاق لمؤسسة في حجم "رامبو"، لجعله نافذة يطل من خلالها القراء على ثقافة المملكة وخصوصياتها بعيدًا عن الأحكام الجاهزة.
وأكد مدير ومؤسس دار النشر "رامبو" بيرنهارد ألباس، أن المبادرة تروم في الأساس نقل ما يسجله الكتاب الألمان في زياراتهم إلى المغرب من مشاهدات
وانطباعات للقارئ الألماني، لكن في قوالب أدبية إبداعية.
وأبرز أن المؤلفات التي أبدعها كتاب ألمان بشأن المغرب، بعدما ترددوا عليه لأعوام ونسجوا حكايات من خلال تجارب وحقائق ومشاهدة حية، لقيت إقبالاً كبيرًا لدى القراء في ألمانيا.
ويعد هذا السبب ضمن أخرى، دفعت ألباس، للتفكير في تخصيص هذا القسم، وأوضح قائلاً "عندما قرأت كتابًا عن مدينة مراكش للكاتب إلياس كانيتي، لمست عن قرب كيف يمكن للكتاب الألمان أن يقدموا المغرب"، أي على أساس معرفي فيه إحساس بعيدًا عن النمطية وأسلوب السائح العادي.
وأشار إلى أن منجز كانيتي كان له وقع مهم في المشهد الثقافي، "فتواصلت معه عبر العديد من الرسائل، ضمنتها فيما بعد في كتاب نشرته منذ فترة غير بعيدة".
وفي رده بشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه مؤسسته في إثراء التبادل الثقافي بين المغرب وألمانيا، ذكر ألباس "أن هذا الأمر سيستقيم أكثر عندما يقدم الكتاب الألمان ما يثبت معرفتهم العميقة بالمغرب".
وذكَّر باحتفاء صحيفة "فرانكفورته أليغماين" منذ أعوام، بنجاح كتاب "مراكش جامع الفنا" للشاعر والكاتب الألماني كريستوف لايستن، و"توقع أن يحظى كتاب لراينهارد كيفه حول يومياته بالمغرب الذي سيصدر قريبا بنجاح مماثل"، وسيكون عملاً غير مسبوق يعكس قراءة عميقة عن المغرب ويؤرخ لتجربة إنسانية امتدت لـ 30 عام.
وأضاف أن الكاتبين ترددا على المغرب لثلاثة عقود بشكل متواصل ومنفصل، ولم يتأت لهما الالتقاء والتعرف على بعضهما البعض إلا منذ 12 عام.
وبشأن ما إذا كانت دار النشر تنوي ترجمة أعمال أدباء مغاربة إلى الألمانية، أكد ألباس "هذا ليس من أولويات الدار، وإنما الهدف الأساسي يكمن في تشجيع الكتاب الألمان الذين بوسعهم نقل تجاربهم بالمغرب إلى القراء".
أما عن سر اختيار اسم الشاعر الفرنسي أرتور رامبو للدار، التي تأسست عام 1981 وتخصصت بالدرجة الأولى في الإنتاج الشعري، قال ألباس "لأنه صوت قوي، ترك بصمة واضحة على الأدب الألماني على العموم، وتمكن من الانتقال بشعر القرن 18 إلى عصر الحداثة" .
وفي كتابه "رامبو حي" حاول ألباس رصد التطور الذي أحدثه هذا الشاعر وكيف أثر في الأدب الألماني، وإبراز الأصوات الشعرية التي حاولت إعادة تجربته.
وفي رده بشأن التيارات الشعرية التي تفضلها الدار، أوضح ألباس أن "لكل شاعر تجربته الخاصة المتراوحة ما بين نثر وشعر ونصوص روائية بنكهة شعرية، والدار تمنح مساحة واسعة للكاتب في الاختيار".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر