لندن ـ سامر شهاب
يتناول الفيلم الدرامي الإيطالي تيرافيرما (Terraferma) للمخرج إيمانويل كرياليس والذي كان أول ظهور له العام 2011 في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي حكاية صياد وعائلته يناضلون من أجل التعايش خلال الألفية الثالثة على جزيرة في صقلية، كما يتناول فيضان الهجرة غير المشروعة من الأفارقة على الجزيرة، عبر الدعوة إلى عدم تجاهل مشاكل هؤلاء من خلال طرح تساؤلات أخلاقية،
وعدد من المسائل المعقّدة المتعلّقة بأوضاعهم.
وتبدو حنكة المخرج في هذا الفيلم الدرامي في رسم صورة الشمس الحارقة والتماع مياه البحر، وفي الفيلم يرغب البطريرك الملتحي إرنستو الذي لعب دوره ميمو كوتشيو في الصيد مع حفيده المراهق فليبو.
أما ابنه بوتشيللو الذي يمارس نشاط ترتيب الحفلات والرحلات للسائحين فيقول إن قارب الصيد يمكن أن يحقق المزيد من المال إذا ما تم بيعه خردة.
أما ابنته غويليتا فهي تميل إلى تأجير الغرف.
وفي الفيلم يعثر كل من إرنستو وفيليبو على قارب يحمل لاجئين وتقوم الابنة غويليتا سرًا بعيدًا عن أعين الشرطة بإيواء امرأة إثيوبية حامل، كما أنها في الوقت نفسه تستضيف ثلاثة من الشباب الإيطاليين الذين يقضون عطلة نهاية الأسبوع.
ويبدو في الفيلم الجهد الذي بذله المخرج في عرض وتعظيم أفكاره وخاصة في مشهد العشاء من خلال توزيع الضوء المعتم خلال استعراض المشاهد الرئيسية أثناء الحوارات المكثفة وكأنه يريد أن يواجه جمهور المشاهدين بثقل الموقف.
إلا أنه من النادر أن نرى ضمير المخرج السياسي وهو يتحول إلى استعراض مشاهد عاطفية عضوية تهدف للربح، مثل المشهد الذي أعقب اللقاء الغرامي في ضوء القمر لفيليبو مع سائحة زائرة، والذي ينقطع بوصول موجة جديدة من المهاجرين اللاجئين، وما يعقب ذلك من تبعات عنيفة في صباح اليوم التالي.
إن اللحظة المدهشة تبدو مع المشهد النهائي المطَوَّل لقارب في عرض البحر، ومع ذلك فإن الفيلم يركز بشدة على حل مقدام وشجاع للمواقف القاسية.
يُذكر أن الفيلم مُصنَّف للكبار فقط، ولا يُسمح لمن هم أقل من 17 سنة بمشاهدة الفيلم إلى بصحبة وليّ الأمر، بسبب العبارات واللغة المستخدمة في الفيلم ومشاهد العُرْيِ والعنف فيه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر