لندن ـ سامر شهاب
لندن ـ سامر شهاب
عندما يتعلق الأمر بالفن، فالقطط هي الخيار الثاني. فمن يمكن أن يكون النظير الملائم للعمل الفني العملاق لجيف كونز المتخذ شكل الجرو، والمصنوع من الأزهار؟ وأين هي اللوحة التي تمثل قطة مزمجرة، والتي يمكنها مواجهة لوحة فرانسيس بيكون التي تصور كلبًا مهجنًا غاضبًا؟ هل القطط الرقيقة لا تستحق نفس الاهتمام،
الذي أولاه أدوين لاندسير في لوحاته لكلاب الصيد الملكية أو الاهتمام، الذي ولاه الرسام ديفيد هوكني لكلابه الحبيبة؟
أخيرًا وبعد انتظار طويل، بدا أن هناك بوادر لتصحيح هذا التجاهل للقطط. ويمكنك رؤية ذلك من خلال الأعمال الفنية المعروضة في معرض خاص يحمل اسم "عرض القطط ". وهو معرض كبير، ويقام على أرض معارض "الأعمدة البيضاء" ولا يهدف للربح. ويضم المعرض أعمالا فنية تتضمن صورًا لقطط. وهناك يمكنك أن ترى أكثر من 50 بورتريه لقطط نفذت بواسطة كل الوسائط الممكنة (بما في ذلك التصوير المجسم) من قبل عدد من الفنانين، منهم فنانين كبار ومشهورين مثل آندي وآرهول، ريتشارد برنس وإليزابيث بيتن. ومنهم من هو أقل شهرة ولكن يتمتع بموهبة حقيقية، مثل الفنان الذي يطلق على نفسه سيوبهان مواء، وهو متخنث تتضمن غالبية أعماله البراز الخاص بحيواناته الأليفة، وكذلك جون هيلتونين (فنان معاق عقليًا يقدم تحفًا لا تقدر بثمن من الفن التصويري لمجموعة من القطط، وكأنها أيقونات في عالم الأزياء).
المعرض نظمته الناقدة الفنية العاشقة للقطط الليدي روندا ليبرمان، بالتعاون مع مدير معارض "الأعمدة البيضاء" ماثيو هيغز، ويرتقى باللوحات المتعلقة بالقطط فوق الفن الهابط، بينما يجذب القلوب معه أيضًا في الوقت نفسه. في مدخل المعرض هناك لقطات لمجموعة رائعة من الحيوانات الأليفة الذين فقدوا أصحابهم إما نتيجة لأنهم هجروهم أو لقوا حتفهم. ولم يكن المقصود عرض هذه اللقطات باعتبارها أعمالا فنية. ولكنها أخذت من حملة إعلامية تعود للعام 2007، تبنتها جمعية رعاية الحيوان في مدينة نيويورك، ووجودها في المعرض هو إشارة غير خفية لدوافع ليبرمان في إنقاذ الحيوانات الأليفة المنسية من الموت.
وقد حرصت ليبرمان على إقامة مسكن طبيعى جميل وذو طابع فني للقطط في قلب المعرض، المسكن الطبيعي صممه كل من جون هارتمان ولورين كارهان مع غيا وولف. في عطلة نهاية الأسبوع خلال فترة المعرض، تجد القطط المتاحة للتبني من قبل "جمعية إنقاذ الحيوان" داخل هذا المسكن الطبيعي، فتجدهم يتمرغون في القماش القطني ويتسلقون صندوق القمامة الهائل الذي أعّده روب بروت، يرقدون على فرش مخصص للقطط صنّعه روث رووت ويخربشون بمخالبهم في لوحات جهزها الفنان جو سكانلان مع قطعة خمرية اللون محدودة الأبعاد من السجاد الهندسي من قبل غيرهارد ريشتر. (هذه الأعمال وغيرها داخل المسكن الطبيعى متاحة للبيع لصالح جمعية إنقاذ الحيوانات).
تقول ليبرمان (التي تحتفظ بقطين في منزلها): إن الفكرة الأصلية لهذا المعرض كانت خلق بيئة طبيعية تتجول وتعيش فيها القطط، لكن ماثيو أراد أن تكون هناك أعمالا تصويرية لا تقتصر بالضرورة فقط على القطط، وبالتالي فإن المعرض أصبح ذو طابع جمالي، ولكنه في الحقيقة توظيف للفن، قناة لإنقاذ الحيوانات.
ويبدو أن الأمر يؤتي ثماره، والقطط بدأت تسيطر على عالم الفن بكل أشكاله، فهناك مجموعة "أرهول" الفنية، التي بدأها منذ الخمسينات، وتصور قطط ذات فراء يبدو كالرموش الملتوية المثقلة بالمسكارا. ومجموعة ملصقات برنس، التي تزين غلاف بعض الكتب وتظهر صورًا لقطط. وأيضًا مجموعة اللوحات المرسومة بالألوان المائية، لأن كرافن والتي تصور مجموعة من القطط الصغيرة عند الولادة. وهناك أيضًا صورة القط الفارسي الأبيض الجميل لميشيل أبليز معلقة بجوار "الصورة الأخيرة" لايلين كوينلان، والتي تظهر قطتها السوداء المتقدمة في السن. وتضيف القطعة الفنية لصورة قط مصنوعة السيراميك المخطط لماغدالينا فريمكيس، لمسة من الفن الشعبي العبقري. ويبدو أن فرانسيس ستارك قضت الكثير من السنوات الـ 15 الماضية في صنع أشرطة فيديو للقط الموجود داخل الاستوديو الخاص بها. وقد فعل مثلها المخرج جوس فان سانت، فقط مع إضافة جيتار للفيلم المنزلي الذي صوره في العام 1989. ويقدم كوري أركانجيل مجموعة من الفيديوهات على موقع يوتيوب لقطط وهي تلعب في الأصابع العاجية للبيانو الخاص بأصحابها. ويلتقط مارك ليكى روح المشروع بفيديو يصور قطة مجسمة تحرك ذيلها مع بندول الإيقاع.
وتقول ليبرمان: إنها كانت تحاول تحقيق هذا المشروع منذ العام 1999، وتضيف "أنها ملحمة ضخمة، نوع من التأثير". وكما يحلو لها القول إنها "رائعة".
جدير بالذكر أن "عرض القطة " سيستمر حتى 27 تموز/ يوليو في "الأعمدة البيضاء"، 320 غرب شارع 13. وسيكون هناك إمكانية للتبني داخل الموقع أيام 12-13 تموز و19-20 تموز.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر