لندن ـ ماريا طبراني
تم الكشف، الأحد، عن الصورة الأخيرة لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، والتي تجسدها وهي تسترخي على مقعد لتستمتع بالحمامات الشمسية في الحديقة الرئيسية لدار Chelsea Pensioners في لندن، اللوحة هي السادسة لتاتشر من قبل الفنان ريتشارد ستون، وهو ابن لساعي البريد
الذي أصبح صديقًا مقربًا لها خلال عشرات الجلسات على مدى أكثر من عقد من الزمان.
بَعُدَت اللوحة كل البعد عن جميع اللوحات السابقة التي تصور السيدة الحديدية بعينيها الزرقاوين الفولاذيتين وكأنهما تشعان بالقوة والسلطة.
ولكن تظهر هنا مثلها مثل أي شخص متقاعد، تمضي بعيدًا أيامها الأخيرة في إعادة قراءة واحدة من الكتب المفضلة لديها، مع بطانية خفيفة تنسدل على ظهر الكرسي لتستخدمها في التدفئة في حالة غروب الشمس.
ولكن الشيء الأكثر إثارة للمشاعر، أنه أيضًا المكان الذي سيتم دفن رمادها فيه، جنبًا إلى جنب مع زوجها الحبيب دينيس.
والغريب، أن ذلك أدى إلى قيام تاتشر وستون بزيارة خاصة إلى بيت الغوريلا في حديقة حيوان ريجنت بارك في لندن بعد أن أصيبت بالذهول من الغوريلا التي يصل وزنها إلى 140 كيلوغرامًا.
فقد وقفت رئيسة الوزراء السابقة في "مملكة الغوريلا" في حديقة الحيوان خلف الشاشة الزجاجية ولم تتزعزع.
وأصبحت الليدي تاتشر بسبب ستون مفتونة بالغوريلا، فقد قال لها كيف أمضى ثلاث سنوات يُحَلِّق ذهابًا وإيابًا إلى سان فرانسيسكو لرسم صورة للكوكو، وهي غوريلا تبلغ من العمر 42 عامًا، والتي تتواصل مع البشر عن طريق لغة الإشارة.
وقال "كانت مفتونة تمامًا بها، وذلك أدى إلى ذهابنا معًا في زيارة خاصة إلى مملكة الغوريلا في حديقة الحيوان في لندن، في وقت مبكر من صباح أحد الأيام، ووقفت تاتشر خلف الجدار الزجاجي، وتمالكت نفسها تمامًا عندما نظرت إليها سيلفرباك العملاقة من خلال الشاشة، وكان ذلك أمرًا لا ينسى".
وصف ستون الذي يبلغ من العمر61 عامًا، والمعروف برسم صور للملكة ونيلسون مانديلا، كيف نفذ لوحة "التقاعد" للسيدة تاتشر.
وقال "اعتقدت دائمًا أن هناك جانبًا عاطفيًا لها، وقد كانت أكثر اللحظات التي تستحق التسجيل كلما ذهبت لرؤيتها وهي متقاعدة ولكن كنت أذهب من دون أدواتي، وكانت تبدو محبطة للغاية. ثم جاءت لي فكرة موضوع التقاعد، واعتقدت أنه سيكون من الرائع رسم لوجة لها وهي في الهواء الطلق والشمس وتحيط بها الزهور.
وأضاف "وعندما ذكرنا لها هذا الموضوع قالت "التقاعد؟" بطريقتها الهائلة. لكنها تحمست بعد ذلك لهذه الفكرة".
وكان الكتاب الذي تقرأه هو السيرة الذاتية التي كتبها روبرت هاريس عنها من صحافي رئاسة الوزراء برنارد إنغهام.
وتابع ستون "كانت تعرف كل القصص التي تقال عنها، ولكنها أحبت قراءتها مرة أخرى".
وتم اختيار الإعداد لمستشفى رويال تشيلسي، وهي دار للمتقاعدين وتمريض الجنود البريطانيين السابقين، وهي ما تسمي "Chelsea Pensioners"، وذلك لأن السيدة تاتشر وزوجها دينيس اعتادا على العبادة في كنيستها الصغيرة في كل يوم أحد.
في العام 2009 ، أسست مستشفى مارغريت تاتشر هناك. ووضعت صورة لتاتشر، والتي رسمها مايكل نوكاس في المستوصف الذي يضم 125 سريرًا، وهو مستشفى الرعاية المنزلية، ومتخصصة في جراحة GP.
وقال ستون على خلفية صداقته مع تاتشر "كنا نتحدث عن تربيتنا، الطعام المطبوخ في المنزل، وحفلات الشواء يوم الأحد، ووجبة رربيت ويلز الشهيرة ، والكثير من هذه الأشياء، وعندما قدمت لها وصفة لرربيت ويلز، قالت إنها لاحظت أنها تحتوي على البيرة"، وأضافت "ليس لدي بيرة في المنزل هل يوجد لدى جين؟"، وعندما ذهبت إلى أمريكا أحضرت ورقة لطوابع جديدة مع رونالد ريغان وأعطيتها إياهم، لأنها طلبت الاحتفاظ بهم لأنه "كان رجلاً لطيفًا جدًا".
وأضاف "كنا نتحدث عن برامجها المفضلة، مثل "South Pacific" و"Carousel"، وكنت أحضر لها شرائط فيديو "Doris Day" وكانت كثيرًا ما تغني لي بلا حرج".
وكان ستون وسيطًا بين تاتشر ونيلسون مانديلا، وقال "كنت أنقل تحياتها له عندما رأيته في جنوب أفريقيا"، وأضاف "إنه طلب مني نقل الرد لها".
وحققت صور ستون الخمسة السابقة لتاتشر أكثر من 330 ألف جنيه إسترليني من الأرباح لأسبابها المفضلة.
وسوف يتم عرض لوحة "التقاعد" في المزاد لجمع الأموال لأحد الجمعيات الخيرية غير السياسية المفضلة لها، ومن المقرر أن يتم تحديد الموعد في الأسابيع القليلة المقبلة.قطة الأخيرة للمرأة الحديدية وهي تقرأ كتابًا في الحديقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر