أنقرة ـ جلال فواز
قال علماء الآثار أنهم اكتشفوا "أبواب جهنم"، البوابة التي تؤدي إلى العالم السفلي في أساطير اليونان والرومان، في مدينة هيرابوليس الفريجيانية القديمة، التي تقع اليوم في باموكالي جنوب غربي تركيا، وهو قريب من مواصفات ما يُعرف في اليونان باسم بلوتونيون "Ploutonion".
وفي الماضي، كان يُقال أن "معبدًا صغيرًا، ذو أعمدة يونانية رومانية، مقابله جدار فيه عدد من الدرجات، تؤدي إلى باب كهف، مليء بالغازات الكريهة والضارة"، وأوضح عالم الجغرافيا اليوناني استرابو (63/64 قبل الميلاد)، في مؤلفاته وصفًا للموقع، حيث قال أنه "مكان فيه بخار ضبابي، وكثيف، بالكاد يرى الإنسان الأرض فيه، وأي حيوان يدخل إلى المكان يتوفى في الحال، ألقيت داخله عصافيرًا، لمنها ماتت في لحظات، بعد استنشاقها نفسًا واحدًا داخله". الأمر الذي لم يثني علماء الآثار المعاصرين عن البحث عن المعبد السالف ذكره، حيث قاد أستاذ علم الآثار الكلاسيكية في جامعة "سالنتو" عالم الآثار الإيطالي فرانشيسكو داندريا فريقًا بحثيًا، اكتشف ما كانوا يعتقدون أنها أنقاض الموقع، وتم الإعلان عن هذا الاكتشاف في مؤتمر بشأن علم الآثار الإيطالية في إسطنبول، حيث قال فرانشيسكو أنه "نجح مع فريقه في تحديد الموقع، من خلال إعادة بناء طريق الينابيع الحرارية". وعثر علماء الآثار بين الأطلال على كهف ذو أعمدة شبه يونانية (تم بناؤها على الطراز اليوناني القديم)، كان عليها كتابة منقوشة لآلهة العالم السفلي، "بلوتو"، و"كور" Kore. وقال فرانشيسكو، في حديث إلى "ديسكفري نيوز"، "لقد رأينا محتويات الكهف المخيفة أثناء عملية الاستكشاف، طيور عدة لقت حتفها، حين كانوا يحاولون الاقتراب منه، حيث كانت أبخرة ثاني أكسيد الكربون تقتلهم على الفور". كما عثر أيضًا على آثار بركة، وخطوات فوق الكهف، الذي يعتقد أنه قريب جدًا من وصف الموقع في المصادر القديمة الأثرية. وقال داندريا، لقناة "ديسكفري تي في"، أنه قدم وصفًا رائعًا للحياة، التي ربما كانت في الكهف في العصور الماضية، "ربما كانت الناس تشاهد طقوسًا مقدسة على هذه السلالم، لكن لم يكن بإمكانهم الاقتراب من الفتحة، والكهنة فقط هم من كان بإمكانهم الوقوف أمام البوابة، حيث كان يتم اعطاء الحجاج، الذين يصلون إلى الموقع، طيورًا صغيرة لاختبار التأثير المميت للكهف، بينما كان الكهنة يضحون بالثيران للإله بلوتو، الذي كان يهلوس بجنون من الأبخرة السامة". وظل الموقع يعمل بكامل طاقته حتى القرن الرابع بعد الميلاد، حيث كان مقصدًا هامًا لحجاج آخر جماعة وثنية مثقفة، ويعتقد المؤرخون أنه قد تمت سرقة الموقع على يد مسيحي القرن السادس بعد الميلاد، بالإضافة إلى عدد من الزلازل التي ضربته. واشتهر عالم الآثار باكتشافه مقبرة "القديس فيليب"، وهو واحد من الـ12 حواري التابعين للسيد المسيح، في هيرابوليس عام 2011، بعد بحث أثري واسع استمر لمدة عامين. كذلك اكتشف المدينة الأثرية "يومينس الثاني" (ملك بيرغامون)، التي سيطر عليها الرومان في 133 قبل الميلاد، والتي ازدهرت تحت الحكم الروماني، حيث تم بناء المعابد، والمسارح، وتوافد الناس للاستحمام في الينابيع الساخنة، وكان يُعتقد أنها وسيلة للشفاء
.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر