الدار البيضاء ـ جميلة عمر / صور أمين مرجون
أعلن، السبت، عن إحداث "جائزة للمهرجان الدولي لإفران" الجارية نسخته الثانية حاليًا، تحت رعاية للملك محمد السادس، وذلك خلال مناظرة بحثت في موضوع "البيئة، الجبل والبعد الروحي"، نظمت في إطار تلك الدورة من المهرجان الذي تنظمه عمالة إقليم إفران، بشراكة وتعاون مع جمعية "فاس سايس" وجمعية "منتـدى إفران للثقافة والتنمية"، من 7 إلى 9 يوليو/تموز الجاري، تحت شعار "أغاني الأرز".
وتهدف الجائزة إلى مكافأة منجز علمي أو فعل محلي أو اختراع في علاقة مع التنمية والمحافظة على المجال الجبلي المغربي، فيما أوضح رئيس جمعية فاس سايس"، السيد إدريس العلوي المدغري، أن تلك الجائزة التي ستحدث بتنسيق بين الجمعية وعمالة إقليم إفران وجامعة الأخوين، ستتوج الأفكار والمبادرات المقاولاتية والجمعوية ذات الاهتمام بالبيئة بدءً من الدورة المقبلة من المهرجان، مضيفًا أن الجائزة سيتم التحضير لها في أفق إقرارها في الأشهر القليلة المقبلة.
وشارك في المناظرة ثلة من الباحثين والخبراء محليين ودوليين، بحثوا في البعد البيئي والروحي للجبل والأساطير المحاكة في إطاره كمكون طبيعي لا ينال منه تعاقب الأحداث التاريخية والتحولات الجغرافية
ومن جانبه، أبرز كاتب الدولة المكلف بالتنمية القروية والمياه والغابات، حمو أوحلي، في مداخلة خلال المناظرة تحديات المناطق الجبلية والتنمية المستدامة والعالم القروي بصفة عامة، والتي تتطلب مساهمة الجميع لمواجهتها من دولة ومنتخبين ومجتمع مدني وقطاع خاص، متوقفًا عند برنامج التنمية القروية الذي تتمثل مقاربته الأساسية في الالتقائية بين كافة المتدخلين، لا سيما الجهة التي تضطلع بدور أساسي في هذا البرنامج إلى جانب الحكومة، للقضاء على جيوب الفقر وسن سياسات للاستفادة من ثروات البلاد ودفع العالم القروي إلى الالتحاق بالركب التنموي للوطن ككل.
ومن جهته، سجل المدغري أن مسيرة المغرب التنموية لم تتوقف منذ المسيرة الخضراء عام 1975، حيث تشمل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية، مؤكدًا على الدور الثقافي في تلك المسيرة لكونه يهذب الأشخاص ويحضر الإنسان بما يجعله متعايشًا مع الآخرين.
واطلع رئيس جامعة الأخوين في إفران، إدريس أوعويشة، من جهته على الدور الذي باتت تلعبه الجامعة في تنمية المناطق الجبلية في إقليم فاس-مكناس، من تقديم أفكار ومساهمات علمية تساعد على تنمية المجال الجبلي والقروي ككل.
وأثارت مختلف المداخلات البعد الروحي للجبل كفضاء شكل على مر التاريخ الإسلامي ملجأ للفقهاء والعلماء ورجال الصوفية للاختلاء بالخالق والتعبد، مضيفين أن هذا البعد حاضر حتى في رياضة التسلق التي يعتمد فيها هواتها على طقوس قبل بدء مغامراتهم، مطالبين بضرورة الالتفاتة إلى المناطق الجبلية التي باتت تشكل مدخلاً من مداخل الاقتصاد الوطني كالسياحة مثلًا.
وتعتبر المناظرة جزءً من برنامج الدورة التي افتتحت، الجمعة، بطبق فني مزج بين الأمازيغي والشبابي والعصري، حيث كان موعد سكان وزوار إفران مع كل الفنان حاتم إدار وفنان الراب الفرنسي من أصول مغربية المعروف باسم "لارتيست"، ولوحات أمازيغية عبارة عن سمفونية أحيدوس لإفران، فضلًا عن مجموعة أندونيسية للتراث وفقرات أخرى.
ويتواصل البرنامج الذي يركز على الشق الفني، بفقرات يؤثثها فنانون عالميون وعرب ضمنهم المغربي عبدالوهاب الدكالي والمصرية شيرين عبدالوهاب والمغربية-العراقية شدى حسون واللبناني وائل جسار، حيث برمج منظو المهرجان أنشطة أخرى تسعى إلى إبراز الموروث التاريخي والحضاري للمملكة والتعريف بمؤهلاتها الطبيعية والبيئية وكذا بخصوصياتها الثقافية والفنية، ومبادرات تستهدف تمكين الزوار وضيوف المهرجان من استكشـاف الثروات النباتية والحيوانية المحلية، فضلًا عن تنظيم ورشات في علم الفلك ومراقبة النجوم علاوة على تنظيم معـرض تشـكيلي ودوري في كرة السلة المصغرة ومحترف في لعبة الشطرنج.
وكانت الدورة الأولى لمهرجان إفران الدولي قد نظمت العام الماضي تحت شعار "التلاقي والتقارب"، وعرفت مشاركة وازنة لمجموعة من الأسماء الفنية المغربية والعربية في مجال الموسيقى والغناء من بينهم على الخصوص الفنان العراقي كاظم الساهر والفنانة المغربية لطيفة رأفت.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر