الرباط ـ المغرب اليوم
قدم رشيد الكنوني، في كتابه الجديد "سيكولوجيا الإنسان الأمي"؛ دراسة للاتجاهات النفسية الاجتماعية نحو الذات والآخر في المغرب، مشيرًا إلى أنه لا يمكن رصد كل الجوانب المتعلقة بسيكولوجية الإنسان الأمي، بينما المدخل إلى ذلك هو اتجاهاته النفسية والاجتماعية.وأضاف الكنوني، خلال ندوة تقديم كتابه ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء، أنه "حاول، عبر المؤلَّف، تحديد كيفية نظرة الإنسان الأمي لذاته وللآخر أيضا، سواء كان أميا أو متعلما"، ثم زاد: "لم يحظ الموضوع المُعالج بما يستحقه من الأهمية في مجال البحث العلمي".وأورد الباحث في علم النفس الاجتماعي أن "هناك دراسات متنوعة تشمل موضوع الأمية من حيث الزوايا الاقتصادية والاجتماعية، لكن تغيب الدراسات البحثية التي تنطلق من التوجه النفسي-الاجتماعي"، كاشفا أنه يشتغل على مشاريع مستقبلية تخص موضوع الأشخاص في وضعية إعاقة.
وتابع الكنوني: "مازالت الأمية حاضرة بشكل واضح في المجتمع رغم مرور أكثر من ستين سنة على الاستقلال، وهو ما يُستشف من خلال الإحصائيات الرسمية"، مستدركا: "لكن الموضوع عرف تحولات وتجارب بشأن السياسات الاجتماعية والبرامج المُطبقة والتحولات المؤسساتية".وأضاف "من خلال دراسة دوافع الإنسان الأمي يمكن التأسيس للمشروع الفردي لمقاربة الدافع نحو الأمية، سواء الأمية الأبجدية أو الحضارية أو الوظيفية"، لافتا إلى أن "مفهوم الأمية عرف تحولات في ما يتعلق بالمضامين، إذ كنا نتحدث سابقا عن الأمية الأبجدية، ليتسع مفهومها إلى مجالات عديدة".وأشار المتحدث إلى أن "الذي لا يعرف كيفية استعمال جهاز الحاسوب، فضلا عن القيام بعمليات القراءة والحساب وغيرها، يعد أميا في ظل الثورة الرقمية والتكنولوجية"، مشددا على أن "الأمية الأبجدية أصبحت متجاوزة في الظرفية الحالية".
ويقارب المؤلف الجديد، الصادر ضمن منشورات شركة النشر والتوزيع المدارس في الدار البيضاء، مجموعة من التساؤلات التي طرحها الباحث؛ من قبيل: ماذا نعرف عن الإنسان الأمي أو الذي تمكن من القضاء على أميته؟ ماذا نعرف عن دوافعه، عن اتجاهاته وتمثلاته، عن رغباته، عن ميولاته ومكونات شخصيته؟.ويرى المؤلّف أن محو الأمية ليست مجرد تعليم الإنسان لبعض المهارات، مثل القراءة والكتابة أو الحساب أو مهارات وظيفية أخرى؛ بل هي حلقة من حلقات سيرورات التنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الفرد منذ ميلاده إلى مماته، والتي يكتسب من خلالها المعايير والنماذج السلوكية التي تجعل منه عضوا مندمجا في المجتمع. وبذلك، فمحو الأمية يساهم في تشكيل الفكر الاجتماعي للإنسان الأمي ويجعله حاملا لاتجاهات نفسية اجتماعية نحو ذاته ونحو الآخرين، بتعبيره.
يشار إلى أن الدكتور رشيد الكنوني حاصل على دكتوراه الدولة في علم النفس الاجتماعي، وخبير في السياسات الاجتماعية المتعلقة بمجالات الأسرة والطفولة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، يعمل أيضا أستاذا زائرا في بعض الجامعات والمعاهد الوطنية، وحصل على الجائزة الأولى للبحث العلمي في مجال الإعاقة من جامعة محمد بن عبد الله بفاس سنة 2017.ومن أهم المؤلفات التي أصدرها الكنوني في مجال الإعاقة: "التنشئة الاجتماعية للطفل المعاق: دراسة نفسية اجتماعية لقضايا الاندماج الاجتماعي"، من منشورات فكر 2006، و"الإعاقة بالمغرب: عنف التمثلات وممكنات التغيير"، شركة النشر والتوزيع المدارس 2016؛ كما تقلد مجموعة من المسؤوليات، آخرها مدير للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ما بين سنتي 2006 و2018، مكلف بمهمة لدى رئيس الحكومة حاليا.
وقد يهمك أيضا" :
-رقم-قياسي-جديد-لمبيعات-قصور-الثقافة-في-معرض-الكتاب-المصري
-حضور-أفريقي-مكثف-في-ضيافة-القومي-للطفل-في-معرض-الكتاب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر