كتاب نقاء الطين الأبيض يتناول السيرة التاريخية للمشهد الثقافي السعودي
آخر تحديث GMT 06:19:44
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

يروي الباحث خالد اليوسف حكايته في مرايا الأدب والأمكنة والأصدقاء

كتاب "نقاء الطين الأبيض" يتناول السيرة التاريخية للمشهد الثقافي السعودي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كتاب

الباحث السعودي خالد اليوسف
الرياض - المغرب اليوم

توّج الباحث السعودي خالد اليوسف، اشتغاله على مدى سنوات في جمع ورصد وتوثيق وتصنيف الأدب السعودي، بكتابة سيرة ثقافية تمتد من الستينات حتى اليوم، عبر سرد مفصّل لسيرته الذاتية ورصد للتحولات الثقافية والاجتماعية، اتسم بالعمق في سبر أغوار الثقافة والأدب وعلاقتهما بالمجتمع.يحمل الكتاب الذي سيصدر قريباً عنوان «نقاء الطين الأبيض: سيرة ثقافية»، ويتناول سيرة كاتبها في مراحل القراءة والكتابة، وعالم الكتاب والمكتبات والمعلومات، والشخصيات المؤثرة في حياته.خالد اليوسف، المتخصص في المكتبات، عكف منذ نحو 15 عاماً على تصنيف مسارات الأدب السعودي من خلال «دراسة تاريخية بيوغرافية ببلومترية»،

تعنى بالنثر والشعر والدراسات الأدبية، مع معجم خاص للإبداع الأدبي في السعودية، ولديه الكثير من الإصدارات الأدبية في القصة والرواية وقدّم للمكتبة العربية أكثر من 45 مؤلفاً.سيرة وطن سرد المذكرات الثقافية، بدأ عبر نشر حلقات في صفحته الخاصة في «فيسبوك»، ثم تطورت لتصبح مع الأيام «سيرة وطن، وسيرة رجالات وشخصيات، وسيرة مواقع وأمكنة وأحداث مبهجة وسعيدة... سيرة عطاء ونجاحات متتالية، وفكر تنويري متطلع إلى العطاء غير المحدود». امتدت هذه السيرة على مدى ستين عاماً منذ ولادة الكاتب في حي «دخنة» بالرياض 1960 «نُبش فيها الملفات والأوراق والمحفوظات والأرشيف كاملاً،

وهي سيرة صادقة تعبّر عن كل شيء له صلة بالثقافة، وبالكتاب والمكتبات، بالقراءة والكتابة والبحث والنشر». كما تناولت شخصيات كثيرة كان لها أثر كبير على حياته، وتضمن الكتاب ملحقاً هو سرد آخر يترجم سير هؤلاء الأعلام باختصار مركّز ومفيد، وقد تجاوز عددهم الخمسمائة وثلاثين شخصية.يقول خالد اليوسف «أملي المبهج أن يجد الباحث والكاتب والقارئ كتاباً مرجعاً لتاريخ ثقافة الوطن، كتاباً فيه جميع المعلومات التي يبحث عنها من يبحث عن مسيرة الحركة الأدبية والثقافية، عن الشخصيات الفاعلة في فترة زمنية تأسس فيها الفعل الثقافي بروح مخلصة للوطن».

وحين يتحدث عن مكان وزمان ولادته في حي دخنة بالعاصمة الرياض، ينقل القارئ إلى صورة الحي الطيني الذي يفيض بالتقاليد الراسخة والتي ستظل محركاً رئيسياً في مسارات الكاتب مهما حاول التحرر منها، وكما يقول «أن تكون ولادتك في قلب الرياض الأول: حي دخنة، فهذا يعني أنك ولدت في حضن التاريخ والجغرافيا والمجتمع الأصيل، في قلب الأسر والبيوتات العريقة للرياض؟.. حي دخنة هو الحي الطيني المكون لعشرات البيوت والمساجد والنخيل، سمي الحي بهذا الاسم نسبة إلى بئر قديمة كانت تروي عدة بساتين».

وحول التأثير الثقافي للشخصيات على مسيرته، يذكر أنه لأول مرة يتعرف على تأثير مبهر في حياته من خارج العائلة والمجتمع المحلي، إنه مدرس مادة التعبير أو الإنشاء والذي «كان له الدور الكبير في بناء وتكوين ذائقة الخيال والحكي والقص والقراءة»، كان ذلك في الصف الثالث الابتدائي، وكان الأستاذ هو محمد السبيهين، يقول «غرس - هذا المعلم - في داخلي حب القراءة والكتابة والاطلاع منذ أول يوم التقيت به، ورأيت كيف يتحدث ويرسل شفراته إلى عقلي ليغرس المعرفة فيه... وكثيراً ما حلق بنا في درسه مع حكايات وقصص لا حدود لجمالها، وسحر تسلسلها، وجاذبية إلقائها، مما انعكس علي فيما بعد للبحث عن هذه الحكايات».

معهد الرياض العلمي في سنّ المراهقة درس خالد اليوسف في معهد الرياض العلمي، أحدث هذا في حياته «نقلة غير عادية؛ علمياً وتعليمياً؛ إذ انتقلت من مناهج وزارة المعارف في الابتدائية إلى الكتب الأمهات في علوم شتى مع بداية المرحلة المتوسطة، ثقافياً رأيت ما لم أره من قبل، ففيه الإذاعة الصباحية قبل الحصص، والضحى بعد الحصة الثانية لمدة تصل إلى نصف ساعة، ورأيت نشاطاً في الصحافة على حيطان المعهد، ورأيت نشاطاً مسرحياً! فشعرت بأني في هذه المرحلة بدأت في تكوين جديد عليّ».
خلال دراسته في المعهد، يلاحظ المؤلف أسماء بارزة من الشخصيات الدينية والأدبية زاملته في الدراسة في المعهد،

بينها مثلاً الدكتور الشيخ عبد الرحمن السديس الذي يتولى حالياً رئاسة الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى الإمامة والخطابة في الحرم المكي، والداعية الدكتور عائض القرني.في تلك المرحلة، كان المعهد تتجاذبه تيارات محافظة جداً وأخرى أقل محافظة، بالنسبة للكاتب فقد وجد نفسه مراراً في خضم هذا التجاذب، يروي أنه حين انضمّ إلى جمعية الصحافة، حيث كانت تصدر جريدة يومية يتولى ترتيبها في كل يوم طالب بمفرده، أخذه الحماس بالتميّز فـ«نشرتُ مرّة قصيدة غزلية لجميل بن معمر: جميل بثينة، وبعد ساعة واحدة سحبت من مكانها وسُلمت إلى المشرف، وجاءني عتاب شديد،

فحمدت الله أني لم أسمع رغبات وطلبات عدد من الطلاب لعرض قصيدة غزلية قوية لنزار قباني، وإلا لربما فصلت من المعهد نهائياً!... ومرة تجرأت ونشرت صورة كاريكاتيرية سبق أن نشرت في إحدى الصحف المحلية،وبالطريقة نفسها سُحبت وسُلمت إلى المشرف! فطلبني وحذرني تحذيراً شديداً، وقال لي: لا تنسَ أنك في معهد الرياض العلمي».المرغوب والممنوع أول إطلالة للمؤلف على الفن كانت من نافذة الفن التشكيلي، حيث اكتشف أن لديه موهبة كامنة في الرسم والتشكيل، التقطها من التفاصيل الدقيقة للحارات القديمة التي نشأ فيها،

«اكتشفت شيئاً جديداً بعد فترة من سكن بيتنا الجديد في حي السبالة، اكتشفت أن ملامح الرسم المتقن والجميل بدأت تتضح في خطوط ولمسات يدي».أما السينما فقد كانت تواجه ممانعة على كل الصعد، ومع ذلك فقد وجدت طريقها لعشرات الشباب في قلب الرياض كغيرها من مناطق السعودية في حقبة السبعينات، عن هذه المرحلة يلاحظ خالد اليوسف في كتابه الجديد، كيف كان الشباب يعتادون على مشاهدة أفلام السينما في أحواش وأماكن معزولة عن الأعين، وعبر جهاز العرض على الجدران... «تشبعتُ من مشاهدة كثير من الأفلام السينمائية في بيت جدي،

حيث إن خالي يعرضها علينا عند زياراتنا إليهم في ليالي الجمعة، وهو ممن يمتلك ماكينة العرض السينمائية، ويتحول سطح بيتهم الواسع إلى صالة عرض أسبوعية، كنا نحن – أمي وإخوتي الثلاثة – وخالتي وأبناؤها وجدي وجدتي جمهوراً ينتظر هذه الليلة بفارغ الصبر، خصوصاً أنه يحرص على إحضار أحدث الأفلام المصرية واللبنانية». لكن دوام الحال من المحال، فقد جاء من ينظر للسينما بشزر، وحدث أن كان المؤلف وأبناء عمه يجتمعون سراً لمشاهدة تلك الأفلام، حيث اجتمع الفتيان لاستئجار ماكينة عرض سينمائية مع أربعة أفلام مصرية حديثة، من محال السينما المنتشرة في حي المربع،

«واتفقنا أن يتم العرض بعد العشاء في بيت ابن عمي محمد الذي لا يوجد فيه أحد من أهله، حيث إنهم يسافرون إلى مدينتنا الزلفي في كل صيف، وجهزنا الجدران بشراشف بيضاء، وتم تهيئة المكان ووضع سماعة للصوت خارجية؛ لكي لا تكون فضيحة عند الجيران، وجلسنا جميعاً قبالة الشاشة والسماعة بيننا، ولكننا نسينا شيئاً مهماً، أن بيت ابن عمي مجاور للمسجد، وصلاة الفجر يتم قيامها في سطوح المسجد في فصل الصيف، وبمجرد أن صعد المؤذن إلى سطح المسجد شاهد على الجدران الصور المتحركة، فصدم وجن جنونه: بيت بن يوسف فيه جن يتحركون!»، وتلقى الفتيان عقوبات متفاوتة نظير ما فعلوا.

الطريف أن عقوبة أحدهم كانت تزويجه فوراً من إحدى قريباته! وعن دور الجماعات المتشددة وسلطتها المتعسفة، يروي اليوسف أنه في إحدى الرحلات الطلابية أثناء دراسته في المعهد كان يخرج جهاز تسجيل صغيراً ويدير شريطاً بصوت هادئ لأم كلثوم، لكن المشرف على الرحلة اكتشفه ووبخه «وختم حديثه بأنه لن يتخذ ضدنا أي موقف أو قرار إذا طبقنا طلباته، وبالفعل سمعنا أوامره وطبقناها؛ لكن علمنا بعد ذلك أن الذي كان يراقبنا (شخص) من هذه الجماعات!». أروقة الصحافة والنشر تعرف اليوسف على عالم النشر في الصحافة السعودية في السبعينات، حين نشر قصصه القصيرة وقصائده في جريدتي «الرياض» و«الجزيرة». وشهد عام 1979 ولادته قاصاً أدبياً،

حيث نشر أول قصة بعنوان «وهم المطر»، وجاء نشرها بعد نصوص تجريبية في كتابة القصة القصيرة. وصدرت مجموعته القصصية الأولى، تحت عنوان «مقاطع من حديث البنفسج» يقول عنها «استطعت أن أثبّت أقدامي في عالم القصة القصيرة السعودية والعربية. ومن هنا جاء ترشيحي لأمثّل القصة القصيرة السعودية في مهرجان الشباب الأدبي الأول في دول الخليج العربي الذي عقد في دبي عام 1985، وكان معي الصديق عبد العزيز الصقعبي في المجال نفسه». شخصيات ثقافية من الشخصيات الكثيرة التي مرت بذاكرة الأدب السعودي من خلال سرد خالد اليوسف، عبد الكريم الجهيمان،

(1912 - 2011)، وهو من رواد الصحافة السعودية، ومن أبرز مؤلفاته «أساطيرنا الشعبية»، في ثلاثة أجزاء، يذكر المؤلف أنه أثناء دراسته في المرحلة المتوسطة، كان يعمل في الصيف في المحكمة بالرياض وحدث أن جاء رجل يطلب منه صكاً له، فسأله عن اسمه، ليتبين أنه عبد الكريم الجهيمان، كاتب القصص والحكايات والأساطير، وعند تسليمه الصك سأله: هل أنت الأستاذ عبد الكريم الجهيمان صاحب كتاب الأساطير الشعبية؟ قال: نعم، «وبسرعة تقدمت لتقبيل رأسه، ففوجئ بما قمت به وبمعلوماتي عنه، شكرني وعند خروجه طلب معرفة اسمي».

حدث ذلك في صيف 1395هـ/ 1975م، ويضيف «في الغد فوجئت بعودته قبل صلاة الظهر، قائلاً: يا ابني أنا رجعت علشانك، وأقدم لك هذه الهدايا من كتبي! كانت أعظم هدية بالنسبة لي! وأعظم موقف لا يمكن أن أنساه». تتعد الشخصيات الأدبية والثقافية والصحافية وغيرهم ممن أثروا في حياة خالد اليوسف داخل السعودية وخارجها، وكما يقول «ولأن عددهم كبير جداً لن أستطيع إحصاءهم». لكن يبقى هذا الكتاب إضافة مهمة لقراءة المشهد الثقافي السعودي برصد تاريخي وتحليلي شامل.

 

قد يهمك ايضا:

"الشارقة للكتاب" تطلق أول وكالة أدبية من نوعها في الإمارات والمنطقة

كتابة السيرة الذاتية... من أدب الاعتراف إلى استدعاء الذكريات

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب نقاء الطين الأبيض يتناول السيرة التاريخية للمشهد الثقافي السعودي كتاب نقاء الطين الأبيض يتناول السيرة التاريخية للمشهد الثقافي السعودي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib