القاهرة- المغرب اليوم
شهدت محافظة الجيزة المصرية، مساء الجمعة، حدثاً فريداً مع انطلاق "مركب الشمس" المعروف أيضاً باسم "مركب خوفو" من منطقة الأهرامات الأثرية إلى المتحف المصري الكبير.
وتستغرق رحلة الموكب المهيب حوالي 12 ساعة والتي بدأت من مساء الجمعة وستستمر حتى صباح السبت.
وأعلنت السلطات المصرية عن إغلاق عدد من الشوارع والميادين لتأمين خط سير الموكب، الذي انطلق في الساعة 6 مساء بتوقيت القاهرة، 04:00 بتوقيت غرينتش.
وتم نقل مركب خوفو باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بُعْد والمخصصة لهذه العملية وتم استقدامها خصيصًا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة.
وتمت عدة اختبارات لعملية النقل لاختبار كفاءتها وضمان وصول المركب بأمان وسلامة وثبات الهيكل المعدني أثناء السير وعند المنحنيات مع كفاءة وسلامة الطرق.
وقضى مركب الملك خوفو آلاف السنين في باطن الأرض قبل أن يكتشفه عالم الآثار المصري كمال الملاخ قبل 67 عاماً.
واكتُشِف مركب الشمس في عملية استكشافية للمهندس كمال الملاخ في 26 مايو/أيار من عام 1954 بمساعدة المرمم أحمد يوسف وجرى استخراج أخشاب المركب الأول وإعادة تركيبه.
قضى المركب نحو 5 آلاف عام في باطن الأرض قبل أن يُعرض في المتحف الخاص به في منطقة الأهرامات عام 1982 بعد 7 سنوات من تركيب الأخشاب في مكانها الصحيح وبعد 20 عاماً من عمليات الترميم وتصليح الأضرار التي لحقت به.
ووفقاً لموقع وزارة الآثار والسياحة المصرية، فإن المرمم الحاج أحمد يوسف مصطفى أمضى سنوات عديدة في دراسة المراكب المصرية القديمة والحديثة كي يتمكن من إعادة بناء المركب.
أما الحفرة التي عُثِر بها على المركب فقد أصبحت جزءاً من المتحف الذى أقيم خصيصاً لعرض هذا الأثر الفريد.
وجرى تصميم المتحف على شكل مركب ضخم ليتلاءم مع طبيعة الأثر المعروض، وتم إنشاء المتحف عام 1960م وافتتح للجمهور في 1982.
وأراد الملك خوفو أن يحمل مركبه العظيم معه إلى الحياة الأخرى فحفر له حفرة عميقة وغطاه بـ41 كتلة من الحجر الجيري، بعدما صنعه من أخشاب الأرز التي استوردها من لبنان، لعدم وجود خشب بناء جيّد في مصر.
وعُثِر على المركب في 6500 قطعة منفصلة، جرى تركيبها بعد ذلك.
وعُثِر بجانب المركب على كمية كبيرة من الحبال ومجاديف طول المجداف يصل إلى 9 أمتار، كما وجد في جسم المركب عدد كبير من الثقوب بلغ عددها 4159 ثقباً أو فتحة.
ولم يعثر المهندس كمال الملاخ على مسمار واحد في المركب لأن المصري القديم استخدم الحبال في عملية جمع الأخشاب عن طريق فتحات سحرية لا تظهر بعد تركيبها.
وتفيد نصوص متون الأهرام التي تعود إلى عصر الدولة القديمة بأن الملك خوفو كان يمتلك قاربين استخدمهما في التنقلات.
وكان للسفن والمراكب في مصر القديمة أهمية دينية ورمزية كبيرة، إذ يُعتَقد أن رب الشمس "رع" يسافر كل يوم عبر السماء في مركب.
وهذه الرحلة تهدف بحسب الأسطورة إلى تنظيف العالم من الأرواح الشريرة، وهذه المراكب مزوّدة بمجاديف مسننة لقتل الحيوانات والأرواح الشريرة، بحسب الديانة المصرية القديمة.
ومع ذلك فإن الغرض الحقيقي لمركب خوفو ليس معروفاً بشكل محدد، وإن كان يعتقد أنه يرمز إلى عملية انتقال الملك المتوفى إلى العالم الآخر.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر