مسرحية يا مسافر وحدك عالم مغربي يحكي ضعف الإنسان أمام المكتوب
آخر تحديث GMT 14:47:58
المغرب اليوم -

مسرحية "يا مسافر وحدك" عالم مغربي يحكي "ضعف الإنسان" أمام "المكتوب"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مسرحية

مسرح محمد الخامس بالرباط.
الرباط ـ المغرب اليوم

قدرية مؤلمة تهيمن على أحدث مسرحيات المخرج عبد المجيد فنيش “يا مسافر وحدك”، التي كتب نصها المسرحي عبد الكريم برشيد واحتضنتها خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط.

في زحمة الحياة، محطة القطار، يصطدم الإنسان، ذلك الكائن الضعيف الذي لا يملك أمره إلا أمانيّ، بالمكتوب؛ بعد فرح، واطمئنان، وإحساس لحظي بالكمال.

مسرحية “فرقة الأوركيد”، لوحة من الحياة، تؤمن بالحكي والأغنية؛ الكل مسافرون، يحملون حقائبهم، وينتظرون بالمحطة أن يأتي القطار، ويغادروا، هكذا، كأن لم يكونوا يوما شيئا مذكورا.

تحضر الحياة، الإنسان المسرع، المفتون، والإنسان الهائم في آخره-نصفه، محبا وَلِها، يتطلع إلى الغد، يتجاذب أطراف الحديث، يَألَف، يحكي، يتذوّق، يفزع، ينفجر ضاحكا… لكن، القدر قدر والمكتوب مكتوب.

العودة إلى الماضي ممكنة في عالم المسرح. تنتصر “يا مسافر وحدك” للحكاية، وتوفيها حقها، وتشخص شخصياتها الذكريات، ولا يملك المتابع إلا التأمين والاستمتاع.

بطعم مغربي، تحضر في المسرحية التي كتبها رائد المسرح الاحتفالي عبد الكريم برشيد، الأغنيةُ، مسنِدة للقصة، ومشركة للجمهور، وجزءا لا يتجزأ من العرض؛ من عنوان المسرحية المستلهم من أغنية “يا مسافر وحدك”، إلى أغاني الفرح والتأمل والحزن والنعي، المغربية والعربية، لا تنفصل الأغنيات الشعبية عن المسرحية.

في السفر حياة، وفي المسرح أيضا، ولا تعترف الخشبة بموت الكبار، عمَلا ومُنجَزا. وبين زمنية اللحظة، وزمنية التاريخ، “يقول الإعلام ما يريد، والتاريخ يكتب ما يشاء”.

ولا تنفلت هذه المسرحية من زمنها وما يشهده، فتدمج واقع جائحة “كورونا”، ولو في إشارة بين حبيبين إلى ضرورة تعقيم اليدين. الفيروس اجتاح كل مكان، واستوطن نفوسنا، وجثا على معيشنا، آبيا أن نواجهه بالنسيان المُحتَرِز.

في محطة القطار، غير المسمّاة، السفر بلا حقيبة مثار شكّ؛ شخص في لباس غريب، يقرأ كتابا من عل، لا يتفاعل مع يوميّ الناس، لا يجري وراء قاطرة، لا ينتظر موعدا، يثير ريبة البعض: حياة زوجة يحيى، التي أحست بـ”غدره” ولو لم تستوعب الكيف.

هذا الشخص الذي يعي المشاهد، بعد حين، أنه منفّذ الأقدار، ملك موت أو شيء من هذا القبيل، منصاع بدوره للمكتوب، بقدر انصياع باقي الناس، يضرّه ما في الكتاب لكن ما له غير تنفيذه، ولو كانت السطور تقول بتفريق حبيبين وجدا نصفهما المفقود بعد حياة من البحث والنقص.

لم يشفع للزوجين كونهما “ليسا أهل سلطة ولا سلطان، وما يطلبان إلا حقهما في الحياة”، بل انضبط “الموظّف” إلى النظام الذي لم يرسِ قواعده.

يأتي قطارٌ، لا يُسمح للركابِ الصعودُ إلا واحدا… يخرّ مغشيّا على الأرض، يتمتم الشهادتين، تفارق الروح الجسد، مشيَّعَة بدموع الحبيبة، ينتظر مشاهد “يا مسافر وحدك” حلّا للعقدة، طبطبة على كتفه، بهجة، لكن ما هكذا تجري الحياة، وما بهذه السّذاجة يقبل المسرح.


قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

شيماء عبد العزيز تعتذر عن المشاركة في حفل داخل مسرح محمد الخامس

 

فرقة ثفسوين تقدم العرض المسرحي "شاطارا" في مسرح محمد الخامس

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرحية يا مسافر وحدك عالم مغربي يحكي ضعف الإنسان أمام المكتوب مسرحية يا مسافر وحدك عالم مغربي يحكي ضعف الإنسان أمام المكتوب



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:09 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مستحضرات تجميل تساعدك في تكبير شفتيك خلال دقائق

GMT 03:29 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكورات ثلاجات يُمكن أن تستوحي منها إطلالة مطبخك

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عطيات الصادق توضح كيفية التعامل مع أهل الزوج

GMT 00:10 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

التشكيلي رشيد بنعبد الله يحتفي بالفرس في معرض فردي

GMT 07:30 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مصممة تضفي لمسة جمالية على منزل قديم في إنجلترا

GMT 05:49 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

تعرفي على أحدث تصاميم "الحنة البيضاء"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib