شهلا العجيلي تؤكّد أنّها انتصرت في رواياتها للمرأة العربية التي همّشتها الدراما
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

أوضحت أنّ الفنّ تجاهل إنجازات المرأة وحصرها في شكل "الجواري"

شهلا العجيلي تؤكّد أنّها انتصرت في رواياتها للمرأة العربية التي همّشتها الدراما

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - شهلا العجيلي تؤكّد أنّها انتصرت في رواياتها للمرأة العربية التي همّشتها الدراما

الأديبة والكاتبة السورية
دبي - المغرب اليوم

استطاعت الأديبة والكاتبة السورية الدكتورة شهلا العجيلي، أنّ تحقّق نجاحًا كبيرًا بعدما ارتبط اسمها بشكل وثيق بمدينة الرّقة التي تنحدر منها، لتصبح معروفة في كل الأوساط الأدبية والثقافية ليس في العالم العربي فحسب بل وفي أوروبا والولايات المتحدة حيث تُرجمت كتبها إلى لغات عالمية عدة .

وتنتمي الدكتورة العجيلي إلى عائلة وبيت كان يجمع الثقافة والفن والتراث على حد سواء من خلال والدها او عمَها الدكتور عبد السلام العجيلي الكاتب والروائي السوري البارز، وتحوّل منزلها إلى صالون أدبي ومضافة للكتاب والأدباء من أمثال عمر ابو ريشة وأبو سلمى ونزار قباني وآخرين، كل ذلك كان بمثابة الحاضنة لما يختلي في دماغها،وهو ما كان بمثابة المدماك الأول لمسيرتها الثقافية، وفتح الباب أمام دخولها المعترك الأدبي من بابه الواسع .

هذا النجاح في وصول إنتاجها الادبي خلال السنوات الماضية الى أصقاع الأرض، شجع الكثير من النقاد على تسليط الضوء على ما قدمتَه من كتب، كان كل منها يكشف عن جانب من جوانب الابداع الذي ميَز مؤلفاتها، والصور التي كانت بوصفها الدقيق تخطها لما يجول في خاطرها،بشكل سهل على قارئها الاستمتاع والعيش قريبا مما يجول في ذهنها .

في الندوة الادبية التي نظّمتها مؤسسة "محمد بن راشد أل مكتوم" واستضافها معرض الشارقة للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين وقدمتها رلى المزيني، قالت الدكتورة شهلا العجيلي أن الهاجس الذي لا يفارقها هو كتابة دراما التحولات، لأن الفن الروائي يعتمد على السرد الذي يمنح جغرافيات مختلفة ورؤى متباينة، ففي هذا الزمن الذي نعيشه يجب أن نقدم مع الفن قيمة معرفية، واللعبة هي هاجس كيف أصنع من الحكاية العادية شيئا جديد .

وإعتبرت الدكتورة العجيلي " الرواية حنين إلى قيم مفقودة في مجتمع أشكالي، حتى وإن كانت هذه القيم في حينها غير محببَة إلينا، أو يمكن ان تكون مستهجنة، لكن بعدنا عنها كان يشعرنا بشوقنا إلى غيابها من أمام ناظرينا ومخيلتنا ولكن كل ما بعدنا عنها نشتاق إليها لأننا تآلفنا مع هذه القيم .

 وأكدت الأديبة السورية " أن الكاتب لا يمكن فصله عن محيطه، خاصة عندما يكون المحيط مزدحم، رغم أنني لست مع مقولة الإلتزام أو المسؤولية المباشرة،ان كان يترتب عن ذلك مسؤولية اخلاقية تفرض ذاتها علينا .

وتحدثت الأديبة السورية العجيلي عن روايتها موضحة " نشرت أول رواية لي "عين الهر" في العام 2006 والتي تناولت موضوع الفساد الأقتصادي والسياسي الذي كان ينهش سورية والعالم العربي وعلاقة المال بالسلطة، حيث الحديث في ملفات كهذه ساخن وخطير .

وقال إن رواية "سجاد عجمي " التي ابصرت النور عام 2012، تزامن مع بداية الحرب التي نهشت سورية ودمرت تراثا كنا نفتخر به جميعا، قبل أن تطأ أقدام الجماعات المسلحة وأمراء الحرب أرض الرقة وتدنَسها، كانت تلك المرحلة مناسبة لي للعودة إلى المكان الذي أبصرت النور فيها، وإسترجاع التاريخ الذي يعود إلى ما قبل العصر العباسي أو بشكل أدق الى ألايام التي أسس فيها الفيلسوف اليوناني كالينيكوس المدينة في العام 639 قبل أن تدخلها الجيوش العربية والاسلامية بعد أن كانت مركزاَ أقتصاديا وعسكريا،وأطلق عليها في العصر البيزنطي أسم الفيل الرقة، وهو ما يعني في تلك اللغة الصخرة المسطحة، ثم تحولت في العام 772 الى عاصمة صيفية للدولة العباسية بعد أن بنيت المدينة الجديدة على مقربة منها وعرفت بالرافقة قبل أن تندمج مع الرقة وتصبح على شكل حدوة فرس في عهد الخليفىة العباسي هارون وأصبحت لاحقا عاصمة للخليفة العباسي البتاني الذي حولها الى مركز علمي وثقافي .

اما بالنسبة للمرأة في كتابات شهلا العجيلي فقالت رداَ على سؤال لإحدى الحاضرات في الندوة " أن المرأة التي تقدم من خلال نماذج الدراما بشكل عام هنَ فقط السيدات والجواري وكأنه لا يوجد سيدات ساهمن في كل الأثار التي تركت لنا من أواني وفخار وعمارة .

 وأوضحت الدكتورة العجيلي أن بحثت كثيرا في الوثائق والكتب والنصوص غير المستحبة او المتطرق اليها وهي موجودة،ولكن هي أعمال لم تفتح وهي تقريبا ممنوعة ربما لأنها تمثل وجهة نظر إشكالية غير وجهة نظر السلطة عبر التاريخ .

كما تساءلت قائلة " نحن من يصنع التاريخ وكان لأ بد من إجراء تقاطعات بين ما انت تبحث عنه وبين ما يملى عليك، فأنا ذهبت الى هذه المدونات ووجدت ان للنساء أدوار كبيرة وانا تخيلت حياتنا .

لقد كتبت في السياق التاريخي شيء غير مخالف لمنطق التاريخ، ولكن ليس هو التاريخ . ولحظت دورا للنساء الخزافة اللواتي عملن في الخزف ومن بينهن من تطرقت إلى الحديث عنهن كالمرأة التي تذهب لعملها وتؤمن بهذا العمل بالرغم من أنها أم لخمسة اطفال، وحامل ولكن احبت رجلاَ أخر،لأن لديها مشكلة في حياتها وهذا كله في خضم الحرب .

وتقول شهلا العجيلي لحضورها " ذهبت لذلك العصر، وضعت الخزَافة والنسَاجة النساء والكاتبات اللواتي ينسخن الكتب ومن بينهن من نسخت القران الكريم ونسخت الاحاديث المسندة سبع مرات بيدها وكانوا يأخذوها منها بأرخص الأسعار لأنها إمرأة.

 صحيح أن رواية سجاد عجمي رواية لم تفز بجائزة لأنني لم أتقدم إلى أي جهة بخصوصها، ولكنها أكثر أهمية بالنسبة لي، تعلقت فيها، وحبي لها كثيرا ليس لكونها تدور أحداثها في مكان مختلف على عكس الروايات الأخرى التي كتبتها والتي كانت تدور أحداثها بالمكان الاول الذي تربيت فيه كما هو الحال مع جميع رواياتي، ولكن فيها طقوس غير معروفة الا للباحثين، ويدفع الى التساؤل عن دور النساء وحافظات القرآن والمعلمات كل ذلك تم أغفاله في تلك المرحلة، والعالم لا يقسَم إلى جواري وسيدات، لكن كل هذا يعكس نقاط الضعف لدى الرجال الذي يكابر بعضهم كل في موقعه متجاهيلن المشاعر التي يكنون بها تجاه الأخر وبشكل أخص الأخريات. فالقائد العسكري الذي تحبَه يقوم بكسر كل الخزف التي قامت بصنعه امام الدكاَن، داس بحصانه الذي يمتطيه كل الاعراف ولم يأبه لكل الطقوس والمشاعر التي يخفيها الطرف الأخر في داخله،وكسر كل الاعراف وداس بحصانة على خزفها الذي تعبت في صناعته .هذا ما يحصل في زمن في الحرب، في رواية سجاد عجمي طقوس جميلة وتفاصيل تفسر هذه الحرب الفئوية أو الطائفية في ذلك الوقت في القرن الثالث الهجري، حيث تحولت إلى جماليات فيها الموت،وفيها العذابات والويلات،ولكن ايضا لم تنسى تقديم تقدم الجماليات وتصف حياة الناس التي لا تتوقف حتى في أسواء الظروف في البحث عن السلوى والسمر والحب والحياة والزواج .

 أثناء كتابتي لرواية "سماء قريبة من بيتنا " كنت اسمع اخبارالإنفجارات قرب منطقة الساعة، وهي منطقة قريبة جداَ من بيتنا في الرقة، وفيما انا على خط الهاتف مع أهلي من الأردن اسمع دويها، أستفسر من والدي أين تحدث، كان يسارع بالقول بعيدة بعيدة عنا، وحين أصر على معرفة مكان سقوطها، كان يقر بذلك وهي لا تبعد مشي دقيقة واحدة من المنزل،لأنه حين كنت طفلة كان يطلب منا الذهاب لشراء اغراض وحين امتنع، كان يقول كلها سير بضعة دقائق .ألأمر الذي يدل على انه حتى المقاييس الفيزيائية والمسافات تختلف .

إنفعال الدكتورة شهلا في حديثها عن كتبها، والحرارة التي تفسَر فيها أدق التفاصيل لإيصال ما تود قوله لحضورها يعكس حرصها على مشاركة قارئها أنفعالاتها وأحساسيها، فالأدب عموما يعني الحديث عن المصداقية وعدم تشويه التاريخ والحقائق والوقائع ولا التزوير، بل قول الحقيقة كاملة وليس نصفها، فمن أجل الأنتصار لطرف ضد طرف،عليك ان تكتب عن شخصية من الأعداء وبصدق ايضاَ. فالكتابة عن الحرب مغامرة ليست سهلة .

 تقول الأديبة السورية شهلا العجيلي "نحن نقرأ نصوص رائعة لكتاب أوروبيين عن الحرب العالمية الثانية،وهي اليوم أكبر محرض للكتابة،لأنها حرب شاملة وقاسية جدا ومتداخلة، كما هي خريطة أوروبا وحدودها التي تأثرت فيها بشكل كبير إلى اليوم .

وتضيف "عندما كتبت" صيف مع العدو" ذهبت الى إلى أوروبا الشرقية،وتابعت عن قرب بحثا ودراسة،كيف كانت حركة اللجوء من أوروبا الشرقية إلى المانيا،وكيف بدأت الحرب عام 1939 في ايلول من مدينة دانزنك البولندية الضائعة، بين هوية ألمانيا وهوية بولندا حيث اكثر الناس فيها من اصل ألماني، لكن طائرات هتلر النازية لم تكن لتفرق بين الطرفين، ونشبت الحرب والناس لم تكن تصدق حينها أن الحرب الكونية الثانية نشبت، بعضهم كان على شاطئ البحر الأسود يستحم،وبقي بعضهم يستحم حتى المساء معتقدأ أنه بذلك يبعد عنهم شبح الحرب .وما أن عادوا الى منازلهم القريبة،حتى إكتشفوا أن الحرب أتت على منازلهم ودمرتها بشكل لم تترك لها أثرا، وبعد 60 أو70 عاما من رحيلهم الى مدينة فرانكفورت، إكتشفت عائلة كارمن في الرواية، أن زوجها هو السبب في مقتل والدها، ولكنها لم تستطع الانتقام، لأن زوجها كان قد مات، كانت جدتها تعيش معها وعندما تسمع صوت يأتي من بعيد، كانت تصرخ " هتلر جاء " وتختبىء تحت الطاولة . كانت حياة الناس تتشابه حينها. وحركة اللجوء من دول الشرق الاوسط عموما وسوريا بشكل خاص هي هي، تتشابه التفاصيل والصور، كيف هاجروا وتركوا إرثهم وممتلكاتهم رغم أن لهم اصدقاء وأحبة وجذور وتفاصيل، كل ذلك تصنعه الحروب .

 صور شهلا العجيلي بالكلمات والوصف تنقلك الى عالم تعيش فيها التفاصيل الدقيقة لدرجة تشعرك انك تسكن في مخيلتها، وهذا ربما ما يقربها من قراءها الذين ما ان تسنح الظروف بلقاء أي منهم في معرض كتاب، في ندوة، أو في مركز ثقافي، حتى تشعرك بمتانة العلاقة التي حبكتها مع من كل من هؤلاء وكل على طريقته، فيما لا تفارق محياها الابتسامه ووعد بكتاب جديد مختلف عما سبقة وتجربة أخرى لا تقل أهمية عن حياة نعيشها في عالمنا العربي الذي تحول الى مختبر للصراعات التي نعرف متى تبدأ ووالله وحده يعلم متى تنتهي. .

وقد يهمك أيضاً :

دور الإعلام فى تنمية المجتمع محاضرة فى ثقافة السويس

الاحتفال بالمولد النبوي فى قوافل مطروح للعدالة الثقافية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهلا العجيلي تؤكّد أنّها انتصرت في رواياتها للمرأة العربية التي همّشتها الدراما شهلا العجيلي تؤكّد أنّها انتصرت في رواياتها للمرأة العربية التي همّشتها الدراما



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها

GMT 03:12 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم مثيرة بالأحمر في أحدث إطلالة لها

GMT 13:05 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "إنفينيتي QX80" للمرة الأولى في معرض دبي للسيارات

GMT 20:29 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

صراع الحضارات... اليونان والفرس والعرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib