الرباط - المغرب اليوم
كثير من الناس بوضع الحجر الصحي المفروض عليهم حاليا جراء جائحة كورونا، وينعكس ذلك على نفسياتهم ويدفعهم إلى البحث عن سبل متعددة من أجل اكتساب قسط من الراحة، وهناك من يتحدثون عن سبل إيجاد طاقة روحية تكون نبراسا في وقت الأزمات ويربطونها بدياناتهم، كل حسب معتقداته، وعلى رأسها الإسلام، في هذا الإطار، قال الدكتور عدنان زهار، باحث في العلوم الإسلامية، إن "الطاقة الإيجابية التي يسأل عنها الناس لتُقَويهم على التحمل والاستئناس بهذه الوضعية الجديدة شيءٌ مخلوق فيهم وموجود في كيانهم، وليس مما ينبغي طلب إيجاده، ولكن الواجب على كل واحد منا أن يعتقد قدرته على ذلك، وأن يأخذ بأسباب إحيائه في نفسه وآل بيته".
وأكد الدكتور زهار، أن من نعم الله على العنصر البشري أن جعل ذاته البدنية وطاقته النفسية قادرتيْن على التفاعل مع مختلف المتغيِّرات والمستجدات والحالات التي تطرأ عليه، للإبقاء على جنسه، والحفاظ على حياته، "ولولا تلك القدرة التي أوجدها الله فينا لعُدمت البشرية منذ عصورها الأولى، بما تراكم عليها من المحن والبلاء، في السلم والحرب، والخسف والزلازل والسيول...".
وأردف قائلا: "ومَن تدبر هذا، علم أن الذات البشرية-بدنا ونفسا-تحتمل بكل سهولة ويسر لزومَ البيوت الذي فُرض على الناس في هذه الفترة العصيبة، حمايةً لهم من انتقال عدوى الوباء كوفيد-19، وأنه لا يُخاف عليهم بملازمتهم مساكنهم من قلق ولا اضطراب، ولا مضاعفات نفسية".
ومن الأسباب التي أوصى الدكتور زهار بضرورة الأخذ بها لإحياء الطاقة الإيجابية، "الثقة بأن هذا الوضع الجديد دواء، وهو ككل أنواع الدواء مرٌّ لكنه نافع، فإن الاعتقاد في نجاعة العلاج موجب للبُرء، كما أن فقد الثقة فيه موجب لتأخره".
وأيضا "حُسن الاعتقاد في الله عز وجل، وكونه هو مَن أوجد الداء، وهو تعالى وعد بإنزال الدواء، وأن الأمر بيده (يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون)، فمَن توجه في الضراء إلى الله، ووكل أمره إليه: سكن قلبه واطمأن فؤاده وعفيت سريرتُه، وقد قيل لأحد الصالحين: لماذا لا نراك حزينا؟ قال: أستحيي أن أحزن وأنا أعلم أن أمري بيد ربي".
ثم الصلاة، وقال الدكتور زهار بشأنها إنها "من الأدوية الروحية التي لا يتخلَّف البرء بها وعلاج القلق بإقامتها، (واستعينوا بالصبر والصلاة)، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لبلال-يأمره بالأذان للصلاة: أرِحْنَا بها يا بلال... فلا راحة لمؤمن في السراء ولا في الضراء إلا بالدخول على حضرة الرب الكريم، وأشرف الحضراتِ حضرةُ الصلاة".
وتطرق الدكتور زهار لـ"الذِّكر" كأحد الأسباب التي ينبغي الأخذ بها لإحياء الطاقة الإيجابية، موردا قوله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، معتبرا أن "الذاكر مطمئن على الدوام والاستمرار".
قد يهمك ايضا
مثقّفون يدعمون جهود المغرب لمواجهة "كورونا" ويتبرّعون لدعمها
الشنضيض يؤكد ان "مسيرات اللطيف الليلية" دعوة فتنة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر