الرباط - عمار شيخي
أعلن 15 شخصًا من أعضاء "اتحاد كتاب المغرب" انسحابهم الجماعي، في سابقة هي الأولى من نوعها، احتجاجًا على الانحراف عن دور المنظمة الثقافية ، والعبث برصيدها التاريخي". وأوضح المنسحبون في رسالة موقعة بأسمائهم، أنّ انسحابهم جاء إيمانًا بالدور التاريخي الذي تنهض به مجموعة من مكونات الحركة الثقافية والسياسية التقدمية في المغرب، والتي كانت دوما في طليعة النضال من أجل محاربة الفساد والاستبداد، وإرساء ثقافة المحاسبة، سواء في الدولة أو المجتمع المدني، ولوضع حدّ لتمييع المشهد الثقافي".
وجاء في بيان المنسحبين "نرى أن ما بات عليه اليوم وضع الاتحاد، من ارتهان بين يدي قلّة لا تمثل، في السياق الراهن، رأي أغلبية الكُتّاب المغاربة، نتج عنه تحويل لدور المنظمة الطبيعي، وعبث برصيدها التاريخي، لأجل تحقيق مكاسب شخصية ضيقة، مع مراكمة الأخطاء الإدارية والطيش غير المسبوق، في إبداء المواقف الفاقدة للعمق وللصدى والشرعية".
وأكد المنسحبون "نعتقد أن بقاءنا في الاتحاد في وضعه الحالي، يعتبر تزكية منا لهذا الزّوغ، وقبولا منّا له، لهذا نعلن انسحابنا وإلى أن تتوفر شروط إحداث التغيير المطلوب، وهو انسحاب لا يعني بأي حال من الأحوال استقالة من الفعل الثقافي، إنما هو سعي نحو خلق أفق ثقافي وفكري أرحب".
وضمت قائمة أعضاء الاتحاد المنسحبين، عبد الفتاح الحجُمري، وشعيب حليف، وشرف الدين ماجدولين ومحمود عبد الغني ونورالدين صدوق وصلاح بوسريف ومحمد بودويك ومحمد بوخزار وخالد بلقاسم وعبد الدين حمروش ومراد القادري وعبد اللطيف البازي وعبد اللطيف محفوظ وإكرام عبدي وشفيق الزكاري.
واتحاد كتاب المغرب جمعية ثقافية، تأسست سنة 1960، تجمع كُتاب ومثقفي المملكة، وتعمل على دعم الممارسة الثقافية وترشيدها. وتشرف سنويا على تقديم جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب، واستقر رأي نخبة من المثقفين المغاربة سنة 1960، على دعوة زملائهم المغاربيين إلى الالتفاف حول هيئة ثقافية مستقلة تدافع عن حقوقهم وتشخص طموحهم إلى ترشيد الممارسة الثقافية الملتزمة بآفاق قومية وطنية. وبين عامي 1961 و1968 أخذ الدكتور محمد عزيز الحبابي، الكاتب والفيلسوف المغربي، صحبة لفيف من رفاقه النشيطين، على عاتقهم تكريس عمل جمعوي غير مسبوق في المغرب، وفي السبعينات (1968-1976)، برز في الواجهة اسما بارزا في الحركة الثقافية الوطنية،وهو عبد الكريم غلاب، والذي أصبح رئيسا جديد لاتحاد كتاب المغرب، وتقلد الأستاذ محمد برادة، أحد أبرز الوجوه الثقافية الاشتراكية في المغرب، رئاسة الاتحاد خلال الفترة (1976-1983).
وعرف الاتحاد بعد ذلك أحداث صراع داخلي، وفي 24 كانون الأول/ أكتوبر 2009 قرر المكتب التنفيذي للاتحاد إقالة رئيسه السيد عبد الحميد عقار، وتولى الكاتب عبد الرحيم العلام قيادة الاتحاد، والذي لا زال يترأسه إلى اليوم.
واستطاع الاتحاد أن ينتزع التمثيلية في عدد من المؤسسات الدستورية والوطنية، مثل المجلس الأعلى للإنعاش الوطني، والمجلس الأعلى للتعمير، كما أنه عضو في المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وعضو في لجنة قراءة الأعمال الدرامية في التلفزيون المغربي، وعضو في لجنة المصادقة على الكتاب المدرسي، وعضو في الأمانة العامة للائتلاف المغربي للثقافة والفنون، وعضو في الجمعية المغربية لأخلاقيات مهنة الصحافة، وعضو في اللجنة المختصة في الأخلاقيات الإعلامية، كما أصبح أيضا عضوا في الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر