الرباط - المغرب اليوم
احتضن المركز الثقافي الصيني بالرباط، حفل تقديم وتوقيع كتاب “تاريخ العلاقات المغربية الصينية (1958-2018)” لمؤلفه الدكتور ناصر بوشيبة؛ وذلك بحضور كل من تشين دونغ يون (陈冬云博士)، المستشارة الثقافية لسفارة جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، وكريمة اليتربي، المديرة المغربية لمعهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس بالرباط، ولي نينغ (李宁教授)، المديرة الصينية، وأحمد المرادي، مؤسس دار نشر التوحيدي، ومجموعة من طلبة اللغة الصينية بجامعة محمد الخامس بالرباط.
ويأتي هذا المؤلف الجديد ليشكل إضافة نوعية متفردة في المجال التأليفي الرصين المرتكز على أسس البحث العلمي في مجال العلاقات الثنائية المغربية الصينية، وخطوة أساسية لرصد وتتبع مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والطفرات النوعية التي تحققت، خصوصا بعد الزيارة الملكية التاريخية للصين من طرف الملك محمد السادس؛ مما اعتبر منعطفا أساسيا نحو تعميق أسس العلاقة الصينية المغربية التي تعرف منحى تصاعديا. ومن جانب آخر، يعد هذا المؤلف أداة ووسيلة للتقارب الثقافي وفرصة للطلبة والباحثين من كلا البلدين، للاطلاع واستكشاف العوالم والمجالات المرتبطة بأسس التعاون بين البلدين في مختلف المجالات سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
الكتاب هو عبارة عن مقدمة تشرح معمقا مبدأ التعاون وتبادل المنفعة العامة بين الدول، خصوصا بين المغرب والصين اللذين يعتبران نموذجا حيا للتعاون التشاركي المرتكز على الجوانب الدافعة نحو بناء مستقبل علاقتي واعد. وبالتالي، فمن أهم أهداف هذا الكتاب هو حث الباحثين في المغرب ذي العمق الإفريقي والصين على تضافر المجهودات، من أجل بناء هيكل نظري جديد، يعتمد على مبدأ التعاون المتبادل المنفعة، والذي كان المحور الرئيسي لستين عاما من التعاون بين المغرب والصين، وأن يساعدهم على اكتشاف مواضيع أبحاث مستقبلية في مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين البلدين.
ويمثل النموذج الصيني للتعاون بديلا جديدا، خاصة في ما يتعلق بالعلاقات بين الدول النامية. وهذا ما جعل المؤلف يكتسي طابعا أكاديميا صرفا نظرا لعدم تركيزه على موضوع محدد يمكن من تحديد نظريات مرجعية ووضع فرضيات، ثم التحقق من صحتها كما يقتضي على ذلك المنهج العلمي؛ ولكن نظرا لتطرقه إلى مواضيع تهم العلاقات بين بلدين صديقين وشركاء إستراتيجيين كالمغرب والصين، فإن الكاتب اعتمد الطريقة العلمية في التوثيق والتحليل مضمونا وليس شكلا.
ويحتوي الكتاب على أربعة فصول: فصل التبادلات السياسية اعتمد بالأساس على تحليل للزيارات العالية المستوى التأسيسية، وكذلك طرق التواصل بين الدولتين، وهي مقاربة جديدة لتعميق العلاقات بين الدول؛ وفصل التبادلات التجارية الذي اعتمد على تحليل زمني لأسباب ارتفاع التبادلات التجارية في مختلف الفترات الزمنية بين المغرب والصين؛ وفصل التبادلات الثقافية من خلاله تم تحليل المعاهدات الثقافية وخطط العمل الموازية؛ وفصل المساعدات الذي تم التطرق فيه إلى مضامين وأشكال وتأثير المساعدات الصينية على المغرب؛ وفي آخر فصل تم تقديم مبادرة الطريق والحزام والتي يعتبر المغرب شريكا فيها.
ويعتبر مؤلف الكتاب الدكتور ناصر بوشيبة نتاج مجهود فكري ونظري استمد مواضيعه من خلال البحث الميداني المرتبط بواقع الحال والمؤسس على الخبرات والتجارب والتحليل الرصين الناتج عن المعايشة والقرب، بسبب الاطلاع العميق على أسس العلاقات الصينية المغربية التي تطورت بشكل ملحوظ في العقدين الأخيرين، حيث انعكس ذلك من التوظيف الإيجابي للمؤلف لكل الإمكانات النظرية والبحثية والعلاقاتية؛ الشيء الذي يجعل من الكتاب مرجعا أساسيا للباحثين والمهتمين بالعلاقات الصينية المغربية، لأنه يتيح فرصة التعرف على العمق الفكري والاقتصادي الثقافي والاجتماعي لدولة الصين.
يذكر أن العلاقات الصينية المغربية شهدت تطورا كبيرا على كل المستويات الثقافية والاقتصادية والسياسية؛ مما متن هذه العلاقات وجعلها ترقى إلى مستويات جد متقدمة، وساهم في إرساء أسس تعاون مرتكز على مبدأ رابح – رابح، خصوصا مع إمكانات وقدرات الصين على مساعدة المغرب في العديد من المجالات والميادين المؤهلة للتطلع نحو مستقبل واعد على كل المستويات، مما أهل البلدين إلى رسم خارطة طريق مرتكزة على تبادل المصالح والخبرات ونسج أسلوب تعاون مرتكز على أسس عادلة ومجدية للجميع.
قــــــــــــد يهمــــــــــــــــك ايــــــــــــــــضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر