الإمارات تدشّن معرض الآثار الرقمي في الأمم المتحدة وتكشف النقاب عن تمثال أثينا
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

تسعى إلى توثيق تفاصيل المواقع المهددة بالدمار باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد

الإمارات تدشّن معرض الآثار الرقمي في الأمم المتحدة وتكشف النقاب عن تمثال أثينا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإمارات تدشّن معرض الآثار الرقمي في الأمم المتحدة وتكشف النقاب عن تمثال أثينا

افتتاح معرض الآثار الرقمي في الأمم المتحدة
أبو ظبي ـ سعيد المهيري

دشنت دولة الإمارات العربية المتحدة، معرض الآثار الرقمي، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كمبادرة رائدة من نوعها من مؤسسة دبي للمستقبل والبعثة الدائمة لإيطاليا ‏لدى الأمم المتحدة ومعهد الآثار الرقمي البريطاني في جامعة أكسفورد، تسعى إلى توثيق تفاصيل وبيانات المواقع الأثرية في المنطقة، خاصة تلك المهددة بالدمار أو الزوال، باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، بحيث يتم إحياؤها وإعادة بنائها بالكامل بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك ضمن مشروع عالمي يهدف إلى تطويع التكنولوجيا المتقدمة واستخدامها للحفاظ على الآثار التاريخية المهددة أو المعرضة لخطر الاندثار أو الزوال، بوصفها تؤرخ للمنجز البشري في أكثر صوره إبداعاً عبر حقب التاريخ المختلفة، كي يظل هذا المنجز قائماً مشكلاً مصدر إلهام وإبداع متجدد لأجيال المستقبل.

الإمارات تدشّن معرض الآثار الرقمي في الأمم المتحدة وتكشف النقاب عن تمثال أثينا

ويشمل معرض الآثار الرقمي، كشف النقاب للمرة الأولى، عن قطعة "تمثال أثينا" التي تم بناء نسخة طبق الأصل من التمثال النادر باستخدام التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد، وتمثال أثينا هو قطعة أثرية نادرة لا مثيل لها، تعرضت للتدمير الجزئي وتم توثيقها في نفس موقع "قوس النصر"، البوابة التاريخية لمعبد مدينة تدمر السورية، الذي كان قد تعرض بدوره للتدمير الكامل على أيدي تنظيم "داعش" المتطرّف، ويشهد المعرض أيضا تقديم عرض توضيحي متكامل عن نسخة مرمّمة ثلاثية الأبعاد بالحجم الطبيعي له. 

الإمارات تدشّن معرض الآثار الرقمي في الأمم المتحدة وتكشف النقاب عن تمثال أثينا

وأكد وزير الدولة للذكاء الاصطناعي نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، عمر سلطان العلماء، أن "صون الإرث الحضاري للبشرية جزء من رسالة الإمارات وقيادتها الرشيدة، ومستقبل المنطقة سيظل مرتبطا بتاريخها وتراثها وحمايته حماية لحضارة هذه المنطقة، مشروع التوثيق الأثري الرقمي الذي تتبناه الإمارات بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لإحياء تراث عالمنا العربي يعكس رسالتنا كدولة تؤمن بأن حماية مكتسبات الماضي من شأنه أن يلهم الأجيال الجديدة في منطقتنا لمراكمة المنجزات الإنسانية، وبناء مستقبل يقوم على أسس ثابتة".

وشدّد العلماء على أهمية تبني هذا المشروع في منطقتنا في هذا الوقت تحديداً، موضحاً أنّه  "تواجه حضارتنا العربية والإسلامية التحدي الأكبر في تاريخها مع محاولة إلغاء منجزاتها وماضيها، ومن واجبنا نحن أبناء هذه الحضارة الإنسانية الثرية أن نساهم ولو بجهد يسير في الحفاظ عليها وحمايتها، يأتي اختيارنا لبعض ما ضاع أو تعرض للنهب أو التدمير في مدينة تدمر كونها واحدة من أهم وأجمل مدن الشرق، فهذه المدينة استوعبت على مدى العصور تأثيرات ثقافية وحضارية عدة، وشهدت حضارة عمرانية مدهشة، جمعت بين أجمل ما أنتجه الشرق والغرب مشكلةً نموذجاً تاريخياً للتلاقح الحضاري والتفاعل الثقافي والتجاري بين الأمم"، مضيفاً "ومن شأن هذا المشروع الرقمي الضخم أن يحيي الدور التاريخي الذي لعبته تدمر وأن نذكِّر العالم بأن الحضارات العظمى لا تموت".
وحضر العلماء افتتاح معرض الآثار الرقمي، إلى جانب نائب المندوبة الدائمة والقائم بأعمال البعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، سعود حمد الشامسي، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميروسلاف لايتشاك، ورئيسة مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ماريا لويزا فيوتي، ورئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، سفير إيطاليا لدى الأمم المتحدة سيباستيانو كاردي .

وقال الشامسي إنّ معرض الآثار الرقمي يترجم حرص دولة الإمارات على بناء شراكات عالمية تسهم في الحفاظ على تاريخ الحضارات الإنسانية، مشيرًا إلى أنّ "الإمارات أعادت إحياء البوابة التاريخية لمدينة تدمر، واليوم تقدم تحفة جديدة وتطرح مشاريع إعادة إحياء وإعادة بناء جديدة لتؤكد من جديد على رسالتها وهي أن الإمارات دولة عطاء وبناء وعمل دائم من أجل خدمة الإنسانية"، ولافتًا إلى أن "القيادة الإماراتية الرشيدة تسعى إلى توثيق تعاونها مع مؤسسات عالمية رائدة للعمل على مشاريع تصب في مصلحة الإنسانية جمعاء، وتوفير بيئات إبداعية ومنتجة لأجيال المستقبل".

وكشف المؤسس والمدير التنفيذي لمعهد الآثار الرقمي، روجر ميشيل، أنّ "الأمم المتحدة  ونظراً لما تتمتع به من مكانة دولية مميزة، تقدم منصة مثالية لإيصال رسالة عالمية للسلام، ووقوفها على  قضايا تواجه الإنسانية في السلم والأمن، كما أن الأمم المتحدة تعتبر المكان المثالي لكشف النقاب عن أحدث تعاون جمعنا بمؤسسة دبي للمستقبل وهو إعادة بناء نصب "أثينا" التدمري الشهير حيث جسدت "أثينا" معاني سيادة القانون والحق والإيواء وهي مجموعة من القيم الإنسانية السامية التي تتماشى مع القيم التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة، و يرمز هذا النصب المعاد إحياؤه بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والذي قام بتدميره المتطرفون، إلى التزام المجتمع الدولي بمحاربة أشكال الإرهاب والتعصب كافة، ونثمن اليوم هذا التعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل للتأكيد على الالتزام بالدور الإنساني للمعهد في خدمة التراث البشري".

ويأتي "معرض الآثار الرقمي" ضمن شراكة استراتيجية بين مؤسسة دبي للمستقبل ومعهد الآثار الرقمية البريطاني في جامعة أوكسفورد المرموقة، في إطار مشروع عالمي يعمل على توثيق المواقع الأثرية في المنطقة وموجوداتها من خلال تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، وإعادة بنائها باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للحفاظ عليها من الزوال، ويشهد المعرض كشف النقاب لأول مرة عن نموذج لمنحوتة أثرية في مدنية تدمر تم إعادة بناؤها، لتكون نسخة مطابقة عن الأصل الذي تعرض لتدمير جزئي. يعرف هذا التمثال باسم "أثينا"، ويعدّ من أهم الاكتشافات الأثرية التي تعود لحقبة ما قبل الإسلام في المدينة. وكان علماء الآثار قد رصدوا التمثال الذي تعرّض إلى تدمير جزئي بالقرب من "قوس النصر"، حيث لوحظ أنه فقد رأسه وذراعه اليمنى المرفوعة. ومن شأن النموذج الذي تم بناؤه كنسخة مطابقة عن التمثال الأصلي أن يشكل الأساس الذي يمكن اعتماده في إعادة إحياء العديد من المنحوتات التي تعرضت لدمار جزئي أو كامل، عبر استخدام تكنولوجيا التصوير والطباعة ثلاثية الأبعاد، وسيتسنى إلى جمهور المعرض الاطلاع بالتفصيل على آلية إعادة بناء "قوس النصر"، القطعة التاريخية الأهم في مدينة تدمر، التي تعرضت لتدمير كامل على أيدي عصابات "داعش"، قبل أن تقوم مؤسسة دبي للمستقبل بإعادة بنائه في إطار شراكتها العالمية مع المؤسسات ذات الصلة

ويشكل إعادة إحياء "قوس النصر"، البوابة التاريخية لمدينة تدمر، أول مشروع علمي حضاري من نوعه، ينطلق من تعاون عالمي وبواسطة جهود بحثية تجمع أهم وأبرز خبراء الآثار وخبراء التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد في العالم. ولقد تم عرض "قوس النصر" في عدد كبير من مدن العالم بينها العاصمة البريطانية لندن ونيويورك في الولايات المتحدة ودبي في الإمارات ومدينة أرونا في إيطاليا، حيث اجتذبت البوابة التاريخية المعاد بناؤها جمهوراً فاق عدده ستة ملايين شخص في تلك المدن، كما أقيمت على هامش عرض البوابة في ساحات المدن الرئيسية أكثر من 50 فعالية مصاحبة من بينها ندوات وجلسات نقاشية للتعريف بالمشروع، شارك فيها أكثر من 120 شخصية عالمية مؤثرة، ويبلغ حجم النسخة الجديدة من قوس النصر ثلثي حجم النسخة الأصلية التاريخية، التي دمرها إرهابيو "داعش"، حيث يبلغ طوله 5.5 أمتار، كما يزن نحو 11 طناً، وقد تم استخدام الرخام لإعادة بنائه باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وقد حاز هذا النموذج من البوابة التاريخية على جائزة "نائب رئيس جامعة أكسفورد" إحدى أرقى الجوائز في العالم التي تكرم المشاريع المبتكرة لخدمة المجتمعات الإنسانية، وإلى جانب نموذج "قوس النصر" وتمثال "أثينا"، يتضمن "معرض الآثار الرقمي" تقديم عرض عن مؤسسة دبي للمستقبل وشراكتها الاستراتيجية مع "اليونسكو" ومعهد الآثار الرقمي البريطاني وجامعتي أكسفورد وهارفرد. 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمارات تدشّن معرض الآثار الرقمي في الأمم المتحدة وتكشف النقاب عن تمثال أثينا الإمارات تدشّن معرض الآثار الرقمي في الأمم المتحدة وتكشف النقاب عن تمثال أثينا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib