لندن ـ كاتيا حداد
قضى ستيف اتشز (66 عاما) 30 عامًا في البحث عن 2000 عينة أحفورية في خليج "دورست كمريدج" كهواية له. وبدأ ستيف في جمع الحفريات في فترة الثمانينات واضعًا مكتشفاته في منزله. وحاليا أوشك ستيف على رؤية هواية حياته توضع في متحف بتكلفة 5 ملايين جنيه أسترليني.
واكتسب ستيف شهرة عالمية في مجاله بعد أن عثر على أنواع نادرة اعتقد الخبراء أنها لم تكن موجودة في هذا الجزء من الساحل الجوراسي، وحصل ستيف الذي عاش مع زوجته وأولاده محاطين بالحفريات على (MBE) "جائزة شرف تمنحها الملكة"، فضلا عن سلسلة جوائز أكاديمية لأبحاثه في علم المتحجرات، وصنع الصائد الأحفوري أول اكتشاف له في عمر 5 سنوات واستمرت هوايته تدريجيا وتزايد اهتمامه بها، والأن تعرض مجموعة "اتشز" في متحف "كمبريدج" الذي بُني في قرية ساحلية ومن المقرر افتتاحه في أكتوبر/ تشرين الأول.
ويضم المتحف شاشات CGI في السقف لإعطاء الزوار انطباع بأنهم تحت الماء قبل نحو 150 مليون عام ومحاطين بمخلوقات انقرضت منذ فترة طويلة، وأنشأ السيد اتشز صندوقا لتأمين منحة بقيمة 2.7 مليون أسترليني من صندوق اللوتري للمساعدة في الدفع للمبنى. وأضاف السيد اتشز : " يأتي الأكاديميون والطلاب من جميع أنحاء العالم لزيارة كمبريدج لدراسة هذه المواد، ولكن ليس عليهم الذهاب إلى أكسفورد أو كمبريدج أو متحف التاريخ الطبيعي طالما لدينا هذا المستودع المثالي، إنه شرف حقيقي أن يبنى هذا المتحف باسمي، فليس هناك شخص تراكمت لديه هذه العينات خلال فترة قصيرة من الزمن، أفتخر بهذا، هذا هو إرثي وأريد أن يلهم الآخرين".
ويقول الصيادون الأحفوريون أنك لا تحتاج إلى الذهاب الى الجامعة لتسير على خطى اتشز، ويمكن لأي شخص جمع الحفريات بنفس الطريق، وتابع اتشز " يمكنك فعل ذلك على سبيل الهواية وأن تبدأ من هنا، لا يزاله ناك الكثير من العينات للعثور عليها ويمكنك أن تقضي ألف عام أخر لإيجادها"، ويتم نقل 2300 عينة إلى المتحف وتشمل حفريات لكل شيء مثل التماسيح وأسماك القرش والأوز والزواحف الطائرة والشعاب المرجانية والأصداف والحشرات والقشريات والديناصورات وغيرها، ويتم عرضها في خزانات مضيئة الى جانب عرض أوصاف الحيوانات، ويعد أكبرا العينات حجما فطوله مترين للبليوسور الزواحف البحرية العملاقة التي ربما تصل إلى 18 مترا طولا، بينما أصغر عينة هي بيضة بحجم 1 ملم من الأمونيت.
وتابع السيد اتشز: "سيغير المتحف تماما ما يعتقده الناس عن شكل المتحف، ستكون تجربة تعيدك إلى الوراء بشكل عميق، وسيظهر لك أن هذه المواد كانت حيوانات حية، فالعناصر التي بدت ثابتة سيتم عرضها بشكل حي وكأنها حيوانات من العصر الحديث"، ويقدم اتشز ورش عمل ليخبر الزوار كيف بدأ في الكشف عن الحفريات.
وأفاد نيريس واتس رئيس صندوق تراث اليانصيب بأن " مجموعة اتشز تعد واحدة من أهم المجموعات الحفرية في بريطانيا، إنها قصة ملهمة لا تصدق حول قيام رجل واحد بهذا العمل الجاد لزيادة فهمنا عما كانت عليه هذه المنطقة قبل 150 مليون عاما، نحن سعداء بدعمنا لهذا المشروع حيث يتم عرض المجموعة في المكان الذي اكتشفت فيه، ونتطلع إلى زيارة المتحف الجديد عند افتتاحه". وذكر ريتشارد بوند رئيس صندوق كيمريدج الذي جمع ما تبقى من أموال من المانحين من القطاع الخاص وسيشغل المتحف يوميا " ستيف رجل غير عادي، لقد كرس حياته من أجل هذا العمل وهذا إنجاز شخصي كبير، ولديه معرفة منقطعة النظير عن المواد في هذا الجزء من الساحل، ومن الجيد بناء متحف لعرض انجازاته".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر