معرض بغداد يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل شيء
آخر تحديث GMT 07:54:13
المغرب اليوم -

معرض بغداد يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل شيء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معرض بغداد يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل شيء

معرض بغداد
بغداد - المغرب اليوم

بأجواء شبيهة بما كانت عليه "أسواق الوراقين" في أحياء بغداد القديمة، استمرت فاعليات معرض بغداد الدولي للكتاب لمدة 10 أيام، أي من 10-20 يونيو الجاري، حيث توافد مئات الآلاف من العراقيين من مختلف منابتهم إلى صالات المعرض، ليشكلوا مناسبة استثنائية للحوار فيما بينهم.بشكل استثنائي، فإن المعرض الأخير بدورته الثانية والعشرين كان نتيجة شراكة مجموعة من المؤسسات المدنية/الثقافية العراقية، اتحاد الناشرين العراقيين وشركة المعارض العراقية وشركة صدى العارف، وبرعاية مجموعة من الشركات والمؤسسات العراقية الإعلامية والتجارية، وبذا كان فرصة خاصة لشكل من التحالف بين قوى المجتمع المدني والثقافي العراقي. الذين استطاعوا جذب 228 دار نشر محلية وعالمية، من 14 دولة.

وفي دلالة على مواجهة الأوضاع السياسية والأمنية الخطيرة التي تواجهها البلاد، فإن المعرض أتخذ شعاراً مُعبراً "الكتاب وطن"، للتذكير بالهوية الثقافية والمعرفية التي كانت تجمع العراقيين تقليدياً، وتميزهم عن باقي مجتمعات المنطقة، حسب الشعار التقليدي الشهير "القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ"، هذا الوضع الذي كان قد لاقى تراجعاً خلال السنوات الماضية، بسبب ضغوط الأوضاع الأمنية والسياسة الاستثنائية التي عاشها المجتمع العراقي خلال سنوات الحرب. الكاتب والخطاط العراقي نشوان الأميري شرح، في حديث مع سكاي نيوز عربية، أهمية ما يفعله المعرض من خلال تنصيب وتكريس شخصيات وخطابات وطنية ما فوق طائفية وقومية "أسماء قاعات المعرض الأربعة، علي الوردي ومصطفى جواد وزها حديد وأبو نواس، مؤشر واضح على أنه ثمة بين جنبات المجتمع العراقي ما يُمكن الإجماع عليه، فالوردي هو أهم مرجع لفهم ووعي المجتمع العراقي، تاريخاً وحاضراً، ومصطفى جواد هو المؤرخ واللغوي العراقي الذي قاد العراقيين للغة عربية محدثة، تستطيع أن تتفاعل مع منجزات العلم.

أما زها حديد فهي سليلة زمن الديمقراطية العراقية في الأربعينات والخمسينات، وواحدة من أهم رموز العراق إلى العالم، حيث ما تزال تصميماتها المعمارية في جميع عواصم العالم دلالة على قدرة الإنسان العراقي لإنجاز من يلفت الانتباه، أما أبو نواس، فهو تذكير بالماضي الثقافي والروحي والحضاري العراقي المجيد، الذي على مجموع العراقيين أن يعتبروا أنه ثمة ما هو مثل ذلك وممكن في مستقبلهم.

أسماء القاعات كانت تعبيراً واضحاً عن دور الثقافة وبالذات الكتاب في الحياة المشتركة للعراقيين".

لم تكن فعاليات معرض بغداد للكتاب الأخير مجرد عرض سوقي للكتب وبيعها، بل كانت محملة بعدد كبير من الفعاليات الثقافية، ولجميع الفئات العمرية والاجتماعية، من الندوات والمحاضرات الثقافية، مروراً بأقسام مخصصة للرسم وعرض المنتجات الفنية، إلى مساحات للفنون السمعية وأخرى لعرض صور عن الحياة الثقافية التقليدية التي كانت في بغداد، من أجواء النساخين التقليديين والطباعة والتجليد والحفظ التي كانت في أزمنة سابقة.

كما أن المقاهي وصالات الاستراحة التي أحاطت بصالات المعرض شهدت أوسع مناسبة لتفاعل مئات الآلاف من زوار المعرض، لتداول مجموع القضايا العامة في البلاد، السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى البيئية والحقوقية. وهي أجواء نادراً ما تتوفر في العراق، سواء في صفحات شبكات التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام أو داخل المؤسسات التشريعية. فالعراق يعيش منذ سنوات في نوع من الاستقطاب السياسي، الذي يؤثر على المزاج العام وتحرضه على خلق أشكال من القطيعة بين المواطنين.

الناشطة المدنية العراقية سوسن الجبوري ذكرت، في حديث مع سكاي نيوز عربية، دلالات مشاركة العديد من الدول العربية في المعرض "صراحة يشكل معرض الكتاب دلالة قطعية لهوية المجتمع العراقي، ففي وقت تشارك المئات من دور النشر العربية المصرية واللبنانية والإماراتية والأردنية وغيرها، وتلقى منتجاتها الأدبية والثقافية والمعرفية إقبالاً واضحاً من قِبل القارئ العراقي من مختلف مناطق البلاد، فإن غيرها من الدول المتدخلة في الشأن الداخلي العراقي لا تحضر بشكل شبه كامل في معرض الكتاب، وتالياً في أي عالم داخلي ثقافي وروحي عميق للمجتمع العراقي. وهذه العلاقة الثقافية والروحية التداخلية بين المجتمع العراقي والفضاء العربي تُثبت حتى أثناء المعارض العراقية التي تُقام في إقليم كردستان العراق". الجهات المنظمة للمعرض، أخضعت دور النشر لمجموعة من المعايير المُحددة لعرض منتوجاتها، إذ منعت بشكل مسبق جميع الكُتب التي تحمل بين طياتها نزعات سياسية أو طائفية أو قومية أو دينية تحرض على العنف والكراهية ونبذ التعايش، مذكرة الجهات المشاركة بأن إدخال أية منشورات تملك تلك السمات قد تعرض أصحابها للمساءلة القانونية حتى خارج إجراءات المعرض وضمن الأجهزة القضائية العراقية. وهو منع قال عنه المسؤولون عن المعرض بأنه يختلف تماماً عن أشكال المنع السياسي والأمني البدائية التي كانت تمارسها السلطات القمعية. فالمعرض يسمع بعرض وتداول الكُتب التي تملك مختلف الآراء، أياً كانت درجة النقد والرأي فيها، لكنها تعتبر نشر الكراهية والتحريض على الصراع القومي والطائفي مساً بوجدان العراقيين، الذين ذاقوا أكثر من غيرهم مرارة تلك الأحوال.

كذلك منع المنظومة تداول الكُتب المُقرصنة، طباعة وترجمة وتجارة، معتبرة بأن ذلك يتعارض مع حقوق الملكية الفكرية والمادية للمنتجين. هذا القرار الذي قد يدفع الكثير من المثقفين والمترجمين والمعرفيين العراقيين لإنتاج ونشر كُتبهم داخل العراق، لأن ذلك سيوفر لهم حماية ومردوداً اعتبارياً ومادياً مناسباً.

قد يهمك ايضا:

مليونا عنوان في معرض بغداد الدولي للكتاب دون خطوط حمراء

جناح المملكة المشارك في معرض بغداد الدولي يشهد حضوراً لافتاً من الزوار

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض بغداد يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل شيء معرض بغداد يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل شيء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib