معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

يضم مجموعة ضخمة من أشهر الأعمال الفنية في العالم

معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي

المعرض اللندني «ناشونال غاليري»
لندن- المغرب اليوم

ما الوقت الذي يقضيه زائرٌ لمعرض فني في التمعن بالأعمال المعروضة وفهمها؟ في كثير من الأحيان لا يتعدى الأمر ثواني بسيطة، لينتقل بعدها الزائر للعمل التالي، وهو ما يريد معرض جديد في «ناشونال غاليري» بلندن تغييره أو لفت النظر له. فالغاليري الذي يضم مجموعة ضخمة من أشهر الأعمال الفنية في العالم، قرر أن يلحق بركب برامج تلفزيونية تخصصت في إبراز الجانب الخفي من الأعمال الفنية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، منها ما لجأ لخبراء الترميم والعلماء لسبر أغوار اللوحات القديمة، وفحص تاريخها، وتحليل طبقاتها للكشف عن مراحل عمل الفنان. وبما أن 2019 هو عام الاحتفال بمرور 500 عام على وفاة ليوناردو دافنشي، فقد قرر مسؤولو الغاليري ضرب عصفورين بحجر واحد، أو لنقل بمعرض واحد. وهكذا يفتتح معرض تفاعلي يمزج ما بين المتعة الفنية والتقنية الحديثة تحت عنوان «ليوناردو... عش مع تحفة فنية».

المعرض مختلف عن غيره في كثير من النواحي، أولها أنه يعرض لوحة واحدة فقط وهي «عذراء الصخور»، وهي من مقتنيات «ناشونال غاليري»، وعبر أربع قاعات فقط يدعو العرض الزائر للتمهل قليلاً للاستمتاع، ومحاولة الدخول في عالم دافنشي، وطريقة رسمه. وتصف كارولين كامبل مدير «ناشونال غاليري» للمجموعات والبحث العرض بقولها: «المعرض بأكمله يتمحور حول التمهل أمام اللوحات. نريد أن نقنع الزائر بقضاء وقت أكثر في النظر للوحة عظيمة، لأننا نعتقد أن أفراد الجمهور قد يقضون 15 ثانية فقط أمام أي لوحة في الغاليري». وفي سبيل إقناع الزائر بذلك يعمد الغاليري لعمل ما لا يفعله أي متحف من قبل عبر تقديم هذا العرض الغامر.

في البداية، يأخذنا المعرض إلى ميلانو عام 1483، حين كلف ليوناردو دافنشي برسم لوحة لكنيسة سان فرنسيسكو غراندي، يختصر العرض الكثير من التفاصيل التاريخية حول بداية تكليف ليوناردو بالعمل والخلافات مع الكنيسة حول تفاصيل الشخصيات، ما أدى بالفنان لبيع اللوحة لعميل آخر (موجودة الآن بمتحف اللوفر)، ثم إعادة الاتفاق معه ليرسم نسخة محدثة من اللوحة نفسها أتمها في عام 1509، عموماً نترك كل تلك التفاصيل جانباً، وإن كنا سنعود للنسخة الأولى من اللوحة لاحقاً.

القاعة هنا واسعة، ولا تحمل الكثير سوى إسقاط ضوئي على الحوائط حولنا يرسم معالم مدينة ميلانو في ذلك الوقت، مع التركيز على كنيسة سان فرانسيسكو غراندي، حيث ستقبع اللوحة بعد ذلك. وعبر العرض الضوئي على لوحات من القماش الشفاف التي تتدلى من السقف، نرى عرضاً لبناء الكنيسة وموقع اللوحة بها مع بعض المعلومات حول ميلانو. العرض هنا ساحر وغامر بمعنى الكلمة، يبدأ بعرض بصري بسيط سرعان ما يتطور مع الاستعانة بالمؤثرات الصوتية، ليجذبنا لداخل خريطة ميلانو ومبانيها وإلى داخل بناء الكنيسة.

القاعة التالية تدعونا للتجربة بأنفسنا في مفهوم الضوء عبر أكثر من منصة بتحريك مفاتيح الإضاءة المسلطة على بعض القطع مثل صخرة ولوحة تمثل امرأة جالسة، والهدف هنا هو تخيل عملية الرسم وتحديد مصادر الإضاءة.

غير أن التجربة الفنية المذهلة تكمن في الغرفة الثالثة، حيث ندخل لحجرة أعدت على أنها استديو الرسم الخاص بدافنشي، لا تعنينا قطع الديكور المتناثرة، وتمثل مناضد وعلب ألوان وأدوات مختلفة، فالمهم هنا هو اللوحة الموجودة أمامنا في شكلها النهائي، وأيضاً شاشة العرض البصري أعلى. عبر العرض الضوئي والتعليق الصوتي المختصر نرى مراحل رسم اللوحة مع التركيز على تفاصيلها في الشاشة العلوية. طبقة فطبقة نتابع مراحل الرسم من بداية تلوين الخلفية باللون الأبيض ثم رسومات بالفحم تتكون أمامنا للشخصيات في اللوحة، نسمع صوت مرور قطعة الفحم على اللوحة، وننسى أننا في معرض حديث بوسط لندن، ونتخيل أننا في مرسم دافنشي. نرى ما تنفذه يداه، يتكون أمامنا من الرسومات التي يعدلها ثم يلغي بعضها إلى وضع الألوان المختلفة إلى الوصول للشكل النهائي. بينما يقدم العرض على الشاشة العليا مقارنة بين نسختي اللوحة بأسلوب ساحر.

لوحة واحدة مررنا أمامها في الغاليري كثيراً، ولم نرها بمثل هذا الوضوح، ولم نتفاعل معها بمثل الانتباه والشغف نفسه، هل هذا هو الاتجاه الجديد في العروض الفنية؟ لا أعتقد، ولكن هو اتجاه يخرجنا من حالة الألفة التي تتكون بيننا وبين أعمال فنية كثيرة. عموماً العرض، رغم بعض نقاط الضعف فيه، يمثل تجربة ممتعة وثرية.

 

قد يهمك ايضا
لوحة "المسيح" لن تظهر في متحف اللوفر ومصير عمل ليوناردو دافنشي مجهول
إيطاليا تعير فرنسا لوحة "الرجل الفيتروفي" للفنان الراحل ليوناردو دافنشي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib