غياب الثقافة عن توصيات لجنة التنمية يشعل غضب كتاب مغاربة‎‬
آخر تحديث GMT 08:04:11
المغرب اليوم -

"غياب الثقافة" عن توصيات لجنة التنمية يشعل غضب كتاب مغاربة‎‬

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الكتاب والمسرحيون المغاربة
الرباط -المغرب اليوم

‎انتقد كتّاب وشعراء مغاربة “تغييب” الثّقافة والفن في الرّؤية التنموية الجديدة التي حملها تقرير لجنة النموذج التنموي، المرفوع إلى الملك محمد السادس، إذ “لم يتضمّن أيّ إشارة إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه المثقّفون و الكتاب والمسرحيون المغاربة  الغد”، منتقدين هذا “التغييب لصوت المثقّف وعدم إعطاء الأولوية للكتّاب”.ولم يتضمّن تقرير لجنة النموذج التنموي أيّ توصيات بشأن التدبير الثّقافي في البلاد، ما عدا إشارات “محتشمة” تهم ضعف الصناعات الثقافية وتنشيط فضاءات ثقافية، إذ دعت اللجنة إلى “إعــادة تثمين هذه الفضاءات وتنشيطها مـن طـرف المجتمـع المدنـي المحلـي وفـق أهـداف تتمثّل فـي تثمين التراث الثقافي المحلي والتحسيس بالنقـاش وتعزيزه ودعم الفاعلين الثقافيين والفنيين المحليين”.

محمد مقصيدي، مدير دار نشر الموجة الثقافية ومؤسسة الموجة الثقافية في المغرب ، عبّر عن استغرابه عدم منح لجنة النموذج التنموي مسألة الثقافة والفنون قيمتها الحقيقية في بناء الإنسان والمجتمع، معتبرا أن “دور المثقفين والفنانين ليس موضوعا ثانويا يأتي في ذيل الاهتمامات أو يأتي لاحقا، كما ذهبت إلى ذلك اللجنة، عبر الإشارات المحتشمة إلى ضعف الصناعات الثقافية وإشكاليات الولوج إليها، بل يقع في صلب أي مشروع مجتمعي، إذ لا يستقيم أي تغيير إلا فيها وبها”.أستاذ الأدب العربي بجامعة ليل بفرنسا اعتبر في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “تغييب دور الثقافة والفن بشكل تام في الرؤية التنموية الجديدة يعتبر في حد ذاته أزمة كبيرة ومنزلقا خطيرا، يعكس طبيعة تفكير النخبة التي صاغت التقرير واختلالاتها، ويوضح بجلاء نمط سلوك مجتمعي عام”.

هذا التّغييب للثّقافة والفن في الرؤية التنموية الجديدة يوضّح، حسب المتحدث ذاته، أن النخبة التي تسعى إلى الحلول هي في حد ذاتها جزء من المشكلة القائمة، مشددا على أن “إهمال دور المثقفين والفلاسفة والكتاب والرسامين والمسرحيين والممثلين وغيرهم من الفنانين والمبدعين، واعتبار هذه الأدوار كماليات في المجتمع، وليست احتياجات حيوية وأساسية، لا تأتي إلا بعد حل مشكلة القطاعات الأخرى، من أسباب الأزمة الحقيقية”.

ويعتقد الكاتب المغربي أن هناك مشاكل عديدة في الاقتصاد، والتربية، والقضاء، والطب والسياسة، وغيرها، لضمان الحياة الكريمة، مستدركا: “لكن الثقافة لا تأتي بعد كل ذلك، بل بالعكس، هي الأساس لكل هذا”، ومعلنا استغرابه إعطاء الأولوية، في إحدى فقرات التقرير، للمدرسة والمجتمع المدني والإعلام كمفاتيح من أجل مجتمع متقدم، دون ذكر الثقافة والصناعة الثقافية، “وهذا في حد ذاته كارثة غير مفهومة”، وفق تعبيره.كما قال مقصيدي: “إن المفكر والكاتب والفنان يصنع الثقافة، في حين أن المؤسسات التعليمية والإعلامية لا تقوم إلا بتمريرها، فأي الأسس أهم، من يصنع الثقافة أو قنوات تمريرها؟”، وتابع: “إنه من المؤسف ألا يتحدث التقرير عن أزمة الثقافة وإشكالاتها وعن الوضعية الاعتبارية للمثقف والفنان في المجتمع”.

وختم الكاتب ذاته حديثه بالقول: “عموما، إن التقرير لا يخرج عن الرؤية التقليدانية التي تحتقر الفكر والآداب والفنون في بناء المجتمعات، في حين تحتفي فقط بمجالات العلوم والتكنولوجيا، لأنه في نظرها تلك الأمور هي فقط للتسلية والترفيه، بل أحيانا توافه زائدة..هكذا تخطئ موعدها مع التاريخ. ولو اطلعت اللجنة قليلا على مكانة الفكر والثقافة والفن في المجتمعات الغربية لعرفت المفتاح الحقيقي للنجاح”.من جانبه، يرى مسعود بوحسين، وهو ممثّل ومخرج مغربي، أنه تجب هيكلة قطاع الثّقافة حتى يصبح منتجا للثروة ومحققا للإقلاع الاقتصادي والاجتماعي، مبرزا أنه “يجب تنزيل المقتضيات الدستورية التي تخص قطاع الثّقافة والتعددية الثقافية حتى تكون هناك عدالة مجالية وولوجية أفضل للصناعات الثقافية”.

ويبرز المسرحي المغربي أنه يراهن على إخراج الثّقافة من عنصر ضيّق يتمثّل في الاستهلاك اللحظي إلى استهلاك واسع وأشمل يضمّ كل القطاعات الحيوية الأخرى من خلال تأهيل العنصر البشري، مبرزا أن “هناك انطباعا بأن تدخلات الدولة في مجال الثقافة تكون لصالح المثقفين والفاعلين الثقافيين، وهذا تصور خاطئ، لأنه يجب توسيع مجالات الاشتغال داخل المنظومة الثقافية”.ويرى المتحدث أن “تقرير لجنة النموذج التنموي سلط الضوء على مجموعة من المشاريع التي تروم إخراج الثقافة من حيزها الضّيق من خلال الانفتاح على الوسائط البديلة وتأهيل العنصر البشري والتركيز على الإعلام”.

قد يهمك ايضا:

بوسريف ينتقد الأوضاع داخل اتحاد كتاب المغرب

 فوز الجزائري أحمد طيباوي بجائزة نجيب محفوظ للأدب

   

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب الثقافة عن توصيات لجنة التنمية يشعل غضب كتاب مغاربة‎‬ غياب الثقافة عن توصيات لجنة التنمية يشعل غضب كتاب مغاربة‎‬



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib