النقاد يؤكدون أن رواية العين القديمة عمل استثنائي في مسار محمد الأشعري
آخر تحديث GMT 19:02:25
المغرب اليوم -

بعد أن حصلت روايته "القوس والفراشة" على "جائزة بوكر"

النقاد يؤكدون أن رواية "العين القديمة" عمل استثنائي في مسار محمد الأشعري

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - النقاد يؤكدون أن رواية

رواية "العين القديمة"
الرباط - المغرب اليوم

وقّع محمد الأشعري، الشاعر والروائي وزير الثقافة الأسبق الرئيس السابق لاتحاد كتّاب المغرب، آخر رواياته "العين القديمة" التي صدرت عن منشورات المتوسّط بإيطاليا في السنة الجارية 2019. وقدّم مجموعة من النّقّاد المغاربة لرواية الأشعري، الذي حصلت روايته "القوس والفراشة" على "جائزة بوكر" في عام 2011.

نقلة في تجربة الرواية العربية

عبد الحميد عقار، ناقد أدبي رئيس سابق لاتحاد كتّاب المغرب، قال في سياق مشاركته في لقاء تقديميّ بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط لـ"العين القديمة"، إنّ هذه رواية نَقْلَةٌ أخرى في تجربة الكتابة بالعربية في المغرب والعالم العربي، وأضاف أنّه وجد فيها "سلاسة روائية أدبية إبداعية بالغة الشَّغَف والجاذبية".

وأورد عقار أنّ "العين القديمة رواية من زمَننا عن زمننا، وبحث عن غدنا المُحتمَل الذي يريد الأشعري عبر الحكاية أن نعبُرَه وندركه في أبعاده واحتمالاته، في فترات منذ ستّينات القرن الماضي، ونعبر سبعيناتِه، وثمانيناتِه، والألفية الثالثة اليوم، وصولا إلى آنِ الكتابة، وآنِ القراءة".

وتسبح في هذه الرّواية، وِفْقَ قراءة عقَّار، شخوص كثيرة متنوِّعَة مليئة بالنّشاط، والسِّجال، والجِدال، وهي شخصيّات تبحث عن شرطِها الإنساني في الغد، وتجعل من بعضها مرايا متقابلة تتلاقى وتتصادم وتتباين غالبا، وهي شخوص روائية يراها "ممتلئة كثيفة".

ويرى النّاقد المغربي ذاته أنّ "العَين القديمة" ليست رواية سرديّة يسردها السّارد أو الشّخوص، فهي رواية تنبني أمام القارئ وهو يقرأها، أو عندما يسترجع ما قرأَه، وسمّاها "روايةً إبداعا مسرحيّا دراميّا". كما وجد عقّار فيها وجها آخر لما يحضر في جميع روايات الأشعري، من تمجيد وتمسّك بالحياة، والحقّ في الاستمتاع بها، وتمجيد لمراجعة الذّات، ولو أنّ شخصيّاتها في مرحلة الإحباط والهزيمة ومراجعَة الذّات.

عمل استثنائي

شرف الدّين ماجدولين، أستاذ جامعي ناقد، ذكر بدوره، في اللقاء التّقديمي للرواية، أنّ "العين القديمة نصّ متقَن وجذّاب بعمق معنوي آسر"، وقال: "عشتُ مع نصوص الأشعري في لحظات صدورِها، وعشت معها المدارج المعنويّة واللُّغَوية التي ارتقاها؛ وهذا نصٌّ مختلِف، وعملٌ استثنائيٌّ في مسار الكتابة الرّوائية لمحمّد الأشعري".

ووضّح ماجدولين أنّ هذه الرواية تقوم على لُعبَة شخصٍ له وجهان؛ أحدهما حقيقيٌّ والآخر افتراضي، وتقدّم الرواية منذ الجملة الأولى إيحاءات بأنّه شخصٌ واحد ثم يكتَسب ملامح، وعائلة مختلفة عن البطل الرّئيس. وأضاف أن "هذه من الروايات المغربية النّادِرَة التي تستَثمِرُ بنجاح حادثة واقعيّة، إضافة إلى قراءتها للرّاهن، انطلاقا من ذاكرة ما وقَع منذ الاستقلال إلى اليوم".

من جهته، قال عبد الفتاح الحجمري، ناقد مغربي، إنّ "العين القديمة" نصٌّ بديع، ورواية أعجبته بالحكايات الصّغيرة لشخصيّات لا تريد التخلّص من الزّمن، فتستبدل الأحلام أوهاما، بتصييرها ملحمة، وأضاف أنّ "سيرة مسعود، البطل، التي حكاها بشجاعة، كانت بديلا عمّا عاشَه من خيبات وانكسارات"، ورأى فيها مثالا على أنّ "الحياة التي نرتِّبُها بمشيئتنا لا بدّ أنّها تضحَك علينا، وتُرَتِّبُ لنا أشياء لا تخطر على بال".

مناخٌ كابوسيٌّ

في سياق تفاعله مع تدخّلات قُرّائِه، قال محمد الأشعري إنّه حاوَل ترك ظلٍّ من الشّكّ لدى القارئ، في لعِبٍ يشكّل جزءا أساسيا من القصّة ولذّة النّصّ، حتى يتساءل: هل الآخر شخصيّة حقيقية أم افتراضية؟ وهل تنتهي الحكايات أم لا تنتهي؟ ثم استدرك: "لكن مع جرّاحين ماهِرين مثل النّقّاد الحاضرين، لا يبقى سرّ بين الرواية والقارئ".

ووضّح الأشعري أنّه مُهتَمٌّ كثيرا بالازدواجية الموجودة في شخصيّتنا المغربية، التي سمّاها "رياضتنا الأولى"، ثمّ عدّد تقابلات يعيشها المغاربة يوميّا، بين "المتدَيِّن والمتمرّد، والوَرِعِ والفاجر، والنّظيفِ والوَسِخ، والمحافِظِ واليساري التقدّمي..."، وأضاف: "هذه الازدواجية الخطيرة تلغِّمُ حياتَنا ومصائرنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، متعجّبا من ضمّ الشّخص الواحد هذه الازدواجيات في نفسه.

ويرى وزير الثّقافة الأسبق أنّ النّظام السياسي أكبر تعبير عن هذه الازدواجية السّاكنة والصّادمة بالمغرب، قبل أن يتحدّث عن رياضة وطنية أخرى هي "الوقوف في منتصف الطّريق"، بعد خلق الحماس، والكلام، والخطاب، ثم تركه والانسحاب إلى شيء آخر.

وأعطى الأشعري مثالا على هذه "الرياضة الوطنية" بـ"الانتقال الديمقراطي الذي نعيشُه للأبد، ولن يتمّ"، وأضاف مستنكرا: "انتقل النّاس من منازل إلى منازل، ومن مدن إلى مدن، والديمقراطية لا تريد أن تنتقل". كما أعطى مثالا بـ"إرادة مراجعَة حياتنا، وإصلاح الحقل الدّيني الذي بدأناه بحماس ثمّ حوَّلناه لإرهاق جديد نُرهِقُ به حياتَنا".

وتحدّث الروائي ذاته عن النّدوب التي يعيشها من حَمَلوا أحلامَ التّغييرِ والانتقالِ من واقع إلى آخر، من أجيال مختلفة، نتجَت عن التّحوُّل السّريع إلى شيء كابوسيّ، وهو ما اختار معه "مناخا كابوسيّا" في روايته، ووحشا يبدو أحيانا شخصيّة حقيقية، وأحيانا أخرى رُهابا يطارِدُنا بشكلٍ مستمرّ.

وختم الأشعري كلمته متمنّيا أن يلتقط قرّاء رواية "العين القديمة" "شيئا من المُتعَة الفنية والأدبية"، وزاد: "إذا حصَل سأكون سعيدا أنّني كتبتها من أجلكم".

 

قد يهمك ايضا
محمد الأشعري يؤكد أن الجمود السياسي يعكس فشل الانتقال الديمقراطي في المغرب
الأشعري ينتقد "خطيئة" مشاركة الاتحاد الاشتراكي في حكومة العثماني

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقاد يؤكدون أن رواية العين القديمة عمل استثنائي في مسار محمد الأشعري النقاد يؤكدون أن رواية العين القديمة عمل استثنائي في مسار محمد الأشعري



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib